توجه البحرينيون الى صناديق الاقتراع، امس، في البحرين كما في السفارات البحرينية في الخارج، للمشاركة في الاستفتاء على "ميثاق العمل الوطني" الذي يؤذن بمرحلة جديدة في البلاد. اذ ستتحول من امارة الى مملكة دستورية، ويشكل فيها مجلسان واحد منتخب وآخر معين، وذلك في اطار تفعيل الدستور وقيام مؤسسات تعمل على "مواصلة التحديث". وسجلت في العديد من السفارات مشاركة رموز من المعارضة موجودين في الخارج. وفي لندن، عبر الناطق الرسمي البريطاني لشؤون الشرق الأوسط عن ترحيب بلاده بما تشهده دولة البحرين من انفتاح سياسي وديموقراطي، واكد ان بلاده "تهنئ امير البحرين على استشارة مواطنيه بالطرق الديموقراطية حول برنامجه الاصلاحي"، واضاف: "اننا مستعدون كالعادة لتقديم كل العون لحكومة البحرين في عملية الاصلاح". راجع ص 2 ومن جهة اخرى، اكد سفير البحرين في بريطانيا الشيخ عبدالعزيز مبارك آل خليفة ان عملية التصويت في السفارة البحرينية في لندن استمرت الى ساعة متأخرة ليلة امس لإفساح المجال للبحرينيين العاملين في مصالحهم للإدلاء بأصواتهم. وقال إن أكثر من 300 شخص شاركوا في التصويت، وفي مقدمهم الشيخ عبدالله بن حمد آل خليفة نجل أمير البحرين، وكذلك الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة، بالإضافة الى مجموعة من المقيمين، والطلاب وعوائل المرضى الذين يتلقون العناية الطبية في بريطانيا، والزوار البحرينيينلبريطانيا. وقد وصلت طائرتان من اسكتلندا وايرلندا تحمل بحرينيين مقيمين للتصويت في السفارة. كما شارك عدد من المعارضين المعروفين، منهم مجيد العلوي وقاسم بدر الهاشمي وزوجته وابراهيم محمد الدشتي وجواد عبدالوهاب. وفي طهران أ ف ب أعربت ايران عن ارتياحها لاجراء استفتاء على مشروع الميثاق الوطني الذي ينص على ارساء الديموقراطية في البحرين ودعت الى "تنمية العلاقات" بين البلدين، كما ذكرت وكالة الانباء الايرانية الرسمية اليوم الاربعاء. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الايرانية حميد رضا اصفي "نأمل في ضوء هذه التطورات الجديدة في البحرين ان يستفيد البلدان من قدراتهما لتنمية التعاون الثنائي". وفي الرياض، شهدت السفارة البحرينية اقبالاً من المواطنين البحرينيين المقيمين في السعودية للمشاركة في الاستفتاء. وقال السفير البحريني خالد محمد المسلم ان عدد المشاركين تجاوز المئتين "صوتوا جميعاً بنعم للاستفتاء علانية". واقيم على جسر الملك فهد الذي يربط السعودية بالبحرين مركز استفتاء ليسهل المشاركة على البحرينيين المقيمين في شرق السعودية. وكان مقرراً ان يبدأ الاستفتاء يومي السبت والاحد الماضيين في كل السفارات البحرينية في الخارج وتم تأجيله الى يوم امس ليجري في الداخل والخارج في يوم واحد. وفي الدوحة، شارك وزير التربية والتعليم البحريني السيد عبدالعزيز محمد الفاضل في التصويت على مشروع ميثاق العمل الوطني البحريني في دار السفارة البحرينية في قطر، ويزور الوزير الدوحة للمشاركة في اجتماع لوزراء التعليم في دول مجلس التعاون. وقال السفير البحريني السيد عيسى الجامع ل"الحياة" إن عملية الاستفتاء في السفارة "شهدتا اقبالاً كثيفاً وتمت بطريقة انسيابية ممتازة وفي حرية تامة". يذكر أن هذا الاستفتاء هو الثاني في البحرين بعد الأول عام 1971 على استقلال البلاد والذي صوّت فيه المواطنون ب"نعم" للاستقلال تحت حكم آل خليفة. وكان أول الذين أدلوا بأصواتهم في حضور أمير دولة البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة في قصر الرفاع، رئيس الوزراء الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة وولي العهد القائد العام لقوة دفاع البحرين الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة وأفراد العائلة الحاكمة وعدد من الموظفين في الديوان الأميري. وقام رئيس الوزراء الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة بعد ذلك بجولة على مراكز الاقتراع، فالتقى في مجمع وزارة شؤون مجلس الوزراء بالإعلاميين، وأكد لهم "دعم الجميع لتوجهات الأمير الهادفة إلى الانتقال بالبحرين إلى مرحلة جديدة من التقدم والتنمية الشاملة والازدهار على مختلف الأصعدة".