افتتح متحف “فريك كولشكن” معرضا نادرا جدا لرينوار يقدم للمرة الأولى في نيويورك مجتمعة بورتريهات كبيرة جدا لأشخاص واقفين انجزها الفنان الانطباعي الفرنسي الشهير. لوحات “رقصة في الريف” و”رقصة في المدينة و”رقصة في بوجيفال”، الشهيرة التي رسمها رينوار في العام 1883، معروضة معا على جدار واحد في الجناح الشرقي لمتحف “فريك كولكشن”. ولم يسبق أن عرضت مجتمعة في نيويورك على ما يوضح كولين بايلي المدير المساعد لمتحف فريك كولكشن الذي نظم المعرض بالاشتراك مع المفوض بيتر جاي شارب. ومن بين التحف الفنية ضمن معرض “رينوار انطباعية وبورتريهات كاملة” الذي يستمر الى 13 مايو، لوحة “المظلات” (1881-1885). وهي المرة الأولى منذ اكثر من قرن التي تنقل فيها اللوحة البالغ حجمها 1,8 مترا ب1,14 مترا إلى نيويورك التي عرضت فيها للمرة الأخيرة العام 1886. هذا المعرض الصغير الذي تقصد أن يتمحور على لوحات معينة، نظم بفضل إعارات من متاحف مختلفة من بينها متحف اورسي في باريس. ويقول بايلي مسرورا “انه حلم تحقق”. وسيتمكن محبو هذا النوع من اللوحات من إلقاء نظرة مجددا على لوحة “الراقص” (1874) وهي زيتية يبلغ حجمها 1,42 مترا على 94,5 سنتمترا على ما يقول بايلي و”الباريسية” (1974) و”النزهة” (1875-76) و “بهلوانيون في سيرك فرناندو” (1879). وكان الكثير من هذه البورتريهات الكاملة لأشخاص واقفين وهو حجم استمر رينوار برسمه بعدما تخلى عنه الكثير من الفنانين الانطباعيين معتبرين انه جد تقليدي، لم يثر اهتماما كبيرا في تلك الحقبة على ما يوضح بايلي. فلم تجد لوحة “الراقصة” احدى اللوحات التي قدمها رينوار خلال المعرض الانطباعي الاول في ابريل 1874 وعرضها للبيع بسعر ثلاثة الأف فرنك، من يشتريها لاربع سنوات حتى العام 1878 عندما بيعت بألف فرنك فقط. اما لوحة “الباريسية” وهي من الأعمال المفضلة لدى الرسام الفرنسي فعرضت هي أيضا في معرض العام 1874 بسعر 3500 فرنك وقد بيعت في تشرين الاول/اكتوبر التالي بثلث هذا السعر اي 1200 فرنك. ولم تبع لوحة “المظلات” التي توقف عن رسمها العام 1881 ليستأنف عمله عليها في 1885 ما يفسر الاختلاف في الأسلوب ولا سيما على مستوى ملابس المجموعتين في مقدمة اللوحة، إلا في نوفمبر 1907. ويشير بايلي الى ان رينوار كان نجل خياط وخياطة وكان يعشق القبعات وكانت لوحاته تعكس موضة عصره. ويوضح بايلي ان لوحة “النزهة” التي هي ملك لمجموعة فريك لم تجد من يشتريها هي ايضا لسنوات طويلة. ولغرض هذا المعرض سعى المتحف الى كشف قصص هذه اللوحات وشخصياتها. فالمرأة في “رقصة في الريف” مستوحاة من آلين شارنيو التي كانت عشيقة لرينوار قبل ان تنجب له ثلاثة أبناء. اما المرأة في “الرقصة في المدينة” فكانت صديقته الفنانة سوزان فالادون والدة الرسام موريس اوتريو. وقد رسم رينوار (1841-1919) المولود في ليموج والذي توفي في كانيه-سور-مير حوالى ستة الآف لوحة على مدى 60 عاما تقريبا. أ ف ب | نيويورك