سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بلغراد تصر على عدم الرضوخ لضغوط واشنطن بتسليم ميلوشيفيتش الى محكمة لاهاي . لقاء "مجاملة" بين أولبرايت ونظيرها اليوغوسلافي تليه زيارة كوشتونيتسا إلى اميركا للقاء بوش
} اعتبر المراقبون في بلغراد ان الاجتماع بين وزيرة الخارجية الأميركية مادلين أولبرايت ونظيرها اليوغوسلافي غوران سفيلانوفيتش أول من أمس، لا يخرج عن اطار المجاملة والبروتوكول وتوقعوا ان يتوجه الرئيس فويسلاف كوشتونيتسا الى واشنطن للقاء جورج بوش الابن خلال مراسم تنصيب الأخير رئىساً للولايات المتحدة، أو بعد ذلك بفترة قصيرة، خصوصاً وأنه توجد قنوات اتصال مع الادارة الجمهورية من طريق مجموعات المهاجرين الصرب واليونانيين في أميركا. بث تلفزيون بلغراد أمس، ان المحادثات التي اجراها وزير الخارجية اليوغوسلافي سفيلانوفيتش مع نظيرته الأميركية أولبرايت، استغرقت حوالى 45 دقيقة و"لم تسفر عن أي اتفاق ذي شأن". وأشار الى ان سفيلانوفيتش أدلى بعد اللقاء بتصريح مقتضب، أعرب فيه عن أمله في تحسن العلاقات بين بلغراد وواشنطن "في وقت قريب"، خصوصاً في ما يتعلق بقضايا كوسوفو وجنوب صربيا واستقرار البلقان والمساهمة الأميركية في تحسين وضع الاقتصاد اليوغوسلافي. ونقل عن الوزير اليوغوسلافي انه سيلتقي مع عدد من الذين سيتولون المسؤولية في ادارة الرئيس الأميركي المنتخب جورج بوش، "من اجل التفاهم في شأن اقامة علاقات بين البلدين على نمط جديد"، ما اعتبره المراقبون عملية وضع أسس للزيارة التي ألمحت بلغراد ان الرئيس اليوغوسلافي فويسلاف كوشتونيتسا سيقوم بها الى واشنطن عند انتقال الادارة الأميركية الى الرئيس بوش. وأكد سفيلانوفيتش ان أي تحقيق مع الرئيس اليوغوسلافي السابق سلوبودان ميلوشيفيتش ومحاكمته "ستتم في الأراضي اليوغوسلافية، وسيجري توضيح ذلك للمدعية العامة لمحكمة لاهاي كارلا ديل بونتي عندما تزور بلغراد في وقت لاحق من الشهر الجاري". واستنتج المراقبون في بلغراد، ان الوزير اليوغوسلافي توخى ان يكون الاجتماع "نوعاً من المجاملة" للوزيرة الأميركية التي كان كوشتونيتسا رفض لقاءها اثناء مشاركتهما في مؤتمر منظمة الأمن والتعاون الأوروبية في العاصمة النمسوية فيينا أواخر تشرين الثاني نوفمبر الماضي. كما تجاهل كوشتونيتسا ما أشار اليه مسؤولون أميركيون في البلقان حول امكان التفاهم في شأن قيامه بزيارة واشنطن. وكان اللقاء الوحيد لكوشتونيتسا مع مسؤول أميركي كبير جرى في 25 تشرين الأول اكتوبر الماضي، اثناء حضوره مؤتمر رؤساء دول البلقان في العاصمة المقدونية سكوبيا، حيث اجتمع لنحو ساعتين ونصف الساعة مع المندوب الأميركي لدى الأممالمتحدة ريتشارد هولبروك. وذكرت وسائل الاعلام في بلغراد، ان الاجتماع لم يسفر عن أي نتيجة ايجابية "لأن هولبروك ركز على تمسك واشنطن بشروطها الخاصة لقبول يوغوسلافيا في المجتمع الدولي، وفي مقدمها: تسليم ميلوشيفيتش الى محكمة لاهاي وحل مشكلة كوسوفو بحسب الترتيبات الأميركية حتى ولو تعارضت مع قرار مجلس الأمن 1244 الذي يحدد وضع كوسوفو باقليم يتمتع بحكم ذاتي واسع في اطار جمهورية يوغوسلافيا الاتحادية". وكانت السلطة الجديدة في بلغراد، دأبت على مواصلة نهج عهد الرئيس السابق ميلوشيفيتش في اعتبار أولبرايت معادية للصرب وتحميلها مسؤولية تصاعد مشكلة كوسوفو وتنفيذ الغارات الجوية التي شنها حلف شمال الأطلسي على يوغوسلافيا عام 1999. ويبدو ان الحكومة اليوغوسلافية تأمل في أن يتغير موقف الادارة الأميركية تجاهها أثناء تولي بوش الرئاسة، اذ استقبلت تصريحاته في شأن خفض الوجود العسكري الأميركي في منطقة البلقان بالترحيب والثناء. ومعلوم ان بلغراد تعتمد على كل من عضو مجلس الشيوخ الأميركي رود بلاغوييفيتش وهو صربي هاجر الى الولاياتالمتحدة أثناء الحرب العالمية الثانية ورجل الأعمال ميلان بانيتش الذي ترأس أول حكومة بعد اقتصار الاتحاد اليوغوسلافي على صربيا والجبل الأسود بين 1992 و1993 واخرين من الأميركيين من أصل صربي الذين يتعاطفون مع السلطة اليوغوسلافية الجديدة ويتعاونون مع "اللوبي اليوناني" المؤثر في أميركا، اضافة الى قناة اتصال صربية خاصة مع عائلة بوش المتزوج أحد أفرادها من ابنة المسؤول الكبير في يوغوسلافيا السابقة لازار مويسوف الموجود حالياً في بلغراد.