سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
على أساس تحقيق التكامل السياحي والجوي والتوسع التدريجي لسياسة السماوات المفتوحة . وزراء السياحة والنقل في سورية ولبنان والأردن يضعون خطة عمل هدفها التسويق المشترك لبلدانهم
دعا المشاركون في ندوة "العولمة والنقل الجوي العربي"، التي عقدت في دمشق اخيراً إلى فتح الأجواء وتعزيز التعاون السياحي بين "سورية ولبنانوالاردن على اعتبار أنها تشكل اقليماً جوياً وسياحياًمتكاملاً"، و"إلى وضع خطة تنفيذية لتسويق هذا الاقليم الثلاثي على هذا الاساس". وطالب وزراء النقل والسياحة في هذه البلدان الى وضع التسهيلات المناسبة للتسويق السياحي الاقليمي، بما في ذلك اصدار تأشيرة سياحية موحدة وزيادة التعاون بين الشركات الوطنية الثلاث وشركات الطيران العربية الاخرى تمهيداً ل"تشكيل كتلة اكبر تستطيع الدخول في تحالفات الاستراتيجية العالمية ضمن شروط مناسبة لها". شهدت الندوة حواراً بين المعنيين، حول فتح الاجواء في مجال النقل الجوي، الذي يعتبر احد أبرز النشاطات التي تأثرت بمفاهيم الانفتاح والعولمة بعد تشكيل كبرى شركات النقل الجوي في العالم تحالفات استراتيجية للسيطرة على الاسواق الدولية مستفيدة من الترويج لسياسة السماوات المفتوحة التي تلغي الضوابط التنظيمية والقيود على عدد الرحلات وسعة النقل والاجور والحريات المسموح بها وفق الاتفاقات الثنائية. وفيما بدا وزراء السياحة اكثر تحمساً لهذه السياسة "اعملوها واتركوا البقية علينا"، كما قال احد وزراء السياحة الا ان وزراء النقل كانوا اكثر تخوفاً من الآثار السلبية لهذه السياسة على الشركات الوطنية، لاسيما في بداية تطبيق اجراءات تحرير الأجواء على اعتبارأنه ستكون هناك "حرب اسعار". واتفق المشاركون على تقصير الطرق الجوية بين الدول الثلاث بما يتيح تخفيض مدة السفر وتكاليف التشغيل للشركات الوطنية وتفعيل التعاون المشترك في مجال الشحن الجوي والاستفادة من القدرات المتاحة من قبل شركة "طيران عبر المتوسط اللبنانية" للشحن تي. ام. اي وتفعيل النقل المتعدد الوسائط والمشترك بين البر والبحر والجو، وتعديل الاجراءات المعتمدة في هذه الدول لتشمل مراكز جمركية مشتركة اضافة الى اعتماد المكننة والتبادل الالكتروني للبيانات بين الجهات المعنية، والدخول في مجتمع تكنولوجيا المعلومات واعتماده كمبدأ استراتيجي في تطوير النقل الجوي، علاوة على اعتماد الاجراءات التي تدخل العمليات الادارية والتشغيلية والتنظيمية في مجتمع المعلومات. في المقابل دعا مديرو مؤسسات الطيران في الدول الثلاث "الى ضرورة اتخاذ الاجراءات اللازمة للدخول في شكل تدريجي وانتقائي الى عالم الاجواء المفتوحة وتطوير البنية التحتية وتحسين الخدمات ورفع سويتها استعداداً للمنافسة، والتنسيق مع الجهات المعنية كافة لتفادي اي اثر سلبي لفتح الاجواء". وحيا المجتمعون قرار الهيئة العربية للطيران المدني، المؤيد من مجلس وزراء النقل العرب، والخاص بتطبيق برنامج اطلاق حريات النقل الجوي للبضائع والمسافرين العرضيين بين الدول العربية. ووصفوا القرار الذي بدأ العمل به اعتبارا من شهر تشرين الثاني نوفمبر الماضي بأنه قرار جريء وخطوة صحيحة في هذا الاطار. واكد وزير النقل السوري مكرم عبيد ان بلاده ككل "مهيأة لسياسة الاجواء المفتوحة والاقتصاد السوري سينعكس عليه هذا الامر ايجاباً، والخطوات السريعة، وليس المتسارعة، في تطوير الاقتصاد ستكون ايضاً مجال تفاعل ايجابي"، مشيراً إلى أن "التفاعل سيكون من الطرفين". لكنه نبّه الى ان "الخطوط الجوية السورية" قد "تتأثر سلباً في بداية الاجراءات وليس مع استمرارها". ولم يستبعد أن "تكون هناك حرب اسعار لان سياسة الاجواء المفتوحة ستأتي بالطائرات الكبيرة وشركات الطيران العملاقة وسيكون هناك خلو من اي تنظيم". وأضاف: "اما في ما يتعلق بالحريات الجوية او بعدد الركاب والرحلات فسنواجه بعض الصعوبات لكن اقول انه مع الوقت ومن خلال المنافسة سيختلف الامر والخطوط الجويةالسورية في الوقت الحاضر تعيش حالة منافسة قريبة الى حد ما من الحالة التي ستكون عليها بعد فتح الاجواء". وقال عبيد "نحن نعيش جزءاً من القرار العربي والقرار العربي يؤيد فتح الاجواء ونحن بدأنا بفتح الاجواء في مجال الشحن وطائرات الرحلات العارضة تشارتر. وفي ما يتعلق بالركاب سيكون هناك مجال لتطبيق ذلك حتى عام 2006 فسياسة الاجواء المفتوحة يجب ان تترافق معها البوابات الارضية المفتوحة". بدوره شدد وزير السياحة اللبناني كرم كرم على العوامل السياحية المشتركة بين سورية ولبنان "فالسائح يعتبر السوق السورية او اللبنانية سوقاً واحدة"، لافتاً الى ان الحكومتين اتخذتا اجراءات لترسيخ هذه الفكرة من خلال اعتماد تأشيرة الدخول الموحدة، ومن خلال التكامل السياحي في مجال الترويج والتسويق. واعلن عن "مشاورات بين البلدين لاطلاق حملة ترويج مشتركة بين البلدين". وقال إن "سورية ولبنان تشجعان التكامل في مجال الاستثمارات السياحية" وإن "الدعوة مفتوحة للقطاع الخاص وعدد من الجهات التمويلية للاستفادة من الخريطة السياحية المشتركة". واعتبر وزير السياحة الاردني عقل البلتاجي ان البنية التحتية والفوقية لقطاعي الخدمات والنقل في الاردن وسورية ولبنان "جيدة ولا اقول ممتازة"، واضاف: "نستطيع من خلالها ان نتعامل مع الانسياب السياحي وإن نتيح نمو حركة التدفق السياحي بمعدل يراوح بين ثمانية وعشرة في المئة على مدى خمس سنوات، وبعد ذلك ان طبقنا سياسة الاجواء المفتوحة للشركات التي تهبط في مطاراتنا فعلينا ان نطور هذه المطارات لتعزز سرعة انتقال المسافرين". واطلع المشاركون في الندوة، التي استمرت يومين، على التجربة اللبنانية في مجال تطبيق سياسة الاجواء المفتوحة التي بدأت منذ ثلاثة اشهر اذ قدم وزير النقل اللبناني نجيب ميقاتي لمحة عن هذه التجربة، لافتاً الى ان اهم مستلزمات هذا الانفتاح "هو ازالة اي عقبات، لا سيما التأشيرات وغيرها أمام حركة العبور بين الدول، وثانياً النظر إلى تعزيز دور شركة الطيران الوطنية العاملة في لبنان، لاننا لايمكن ان نعتمد سياسة الاجواء المفتوحة ونتكل على الطيران الاجنبي وحده، لأن الطيران اللبناني له دوره"، وبعدما اشار الى خصوصية كل دولة قال: "اعتقد ان الامثولة اللبنانية ستجعلنا نلعب دوراً رائداً. واذا نجحنا فسيكون نجاحنا النموذج الذي تتبعه الدول العربية الاخرى".