تشهد الفترة المقبلة سلسلة من الاجتماعات الوزارية السورية - التركية - الاردنية - اللبنانية تمهيداً لاجتماع «رفيع المستوى» سيعقد في اسطنبول الشهر المقبل لبحث اتخاذ مزيد من الخطوات في مجال التعاون الاستراتيجي الرباعي المفتوح امام «انضمام دول شقيقة او صديقة» في المنطقة. ويعقد وزراء السياحة في الدول الاربع اجتماعهم في بيروت الثلثاء المقبل، في حين تجري اتصالات للاتفاق على الموعد النهائي لاجتماع وزراء الخارجية السوري وليد المعلم، واللبناني علي الشامي، والاردني ناصر جودة، والتركي احمد داود اوغلو في دمشق نهاية الشهر الجاري. وعلم ان بيروت ستشهد الاثنين المقبل اجتماعاً بين وزير السياحة السوري سعد الله اغه القلعة ونظيره اللبناني فادي عبود، قبل انعقاد الاجتماع الرباعي بمشاركة وزيري السياحة التركي ارتوغرول غوناي والاردني زيد جميل القسوس في بيروت في اليومين اللاحقين، على ان يعقد اجتماع ثنائي بين القلعة وارتوغرول في دمشق نهاية الاسبوع. وأوضح القلعة ل «الحياة» ان الاجتماعات الثنائية والرباعية التي ستتم بالتوزاي مع لقاءات للقطاع الخاص ترمي الى اقامة فضاء سياحي مشترك بين الدول الاربع، لافتاً الى وجود اتفاق ثنائي بين سورية وتركيا، وآخر بين سورية ولبنان، وثالث بين سورية ولبنان والاردن، بحيث تجري في هذه الاجتماعات مراجعة الاتفاقات الموقعة ومدى تنفيذها واتخاذ خطوات اضافية لتطوير العلاقات بين هذه الدول. وتابع القلعة ان الدول الاربع حددت اربعة مجالات للعمل تتعلق بالطاقة والنقل والسياحة والتجارة، وان وزراء السياحة سيبحثون في الجانب المتعلق بإقامة فضاء سياحي مشترك يبني على عناصر القوة السياحية فيها لتطرح امام السياح من الدول المختلفة واتخاذ اجراءات لتسهيل التعاون في ما بينها في مجالات تسهيل العبور عبر الحدود للسياح والتعاون بين شركات الطيران، اضافة الى التعاون في مجالات الاستثمار والتدريب وتبادل الخبرات. وأشار وزير السياحة السوري الى ان عدد الاتراك القادمين الى سورية ارتفع بنسبة 127 في المئة العام الماضي قياساً الى العام السابق، بحيث بلغ عدد السياح 865 الفاً من اصل 1.5 مليون قادم من تركيا عام 2010، وذلك بفضل التسهيلات المتخذة من الجانبين، وبينها الغاء تأشيرات الدخول لموطني البلدين. كما سيبحث الوزراء الاربعة في نتائج اجتماع وزراء النقل الاربعة الاخير، اذ افادت «الوكالة السورية للانباء» (سانا) امس ان وزراء النقل السوري يعرب بدر والأردني علاء البطاينة واللبناني غازي العريضي والتركي بن علي يلدريم وقعوا في عمان قبل يومين محضر الاجتماع الرباعي الأول ل «تعزيز أواصر التعاون والتكامل بين الدول الأربع في مجالات النقل»، اضافة الى توقيع الوزراء السوري والاردني واللبناني «محضر اجتماع سابق بهدف تكامل الربط السككي بين الدول الثلاث». وأفاد بيان صحافي ان الاجتماع الرباعي جاء تنفيذاً للبيان الذي صدر في ختام اجتماع وزراء الخارجية في نيويورك في ايلول (سبتمبر) الماضي ل «تطوير سياسة النقل الإقليمي وتعزيز أنماط النقل والكفاءة والسلامة وتطوير خطط إقليمية للبنية التحتية للنقل وبرنامج أولويات التنفيذ للدول الأعضاء ومواءمة الاطر التشريعية والتنظيمية للتطابق مع مواصفات الاتحاد الأوروبي والمواصفات الدولية»، وان الاجتماع «ركز على تطوير استراتيجيات تمويل تتناسب مع الإمكانات المتاحة وتشجيع مشاركة القطاع الخاص في مشاريع النقل». ونقلت «سانا» عن رئيس الوزراء الأردني سمير الرفاعي تأكيده خلال لقائه وزراء النقل الأربعة «ضرورة التركيز خلال الفترة المقبلة على مشروع الربط السككي الإقليمي نظراً لأهميته الاقتصادية والتجارية ودوره في تسهيل انسياب حركة الاشخاص والبضائع بين الدول»، كما دعا الى «درس إمكان إنشاء خطوط جوية مع أميركا الجنوبية لخدمة الجالية العربية والتركية الكبيرة هناك». ويهدف مجلس الدول الأربع إلى تعزيز التعاون والتكامل بينها في مجالات النقل، كما يسعى إلى تعميق العلاقات الاقتصادية وإقامة منطقة للتجارة الحرة بين هذه الدول وربط جسور التعاون البناء المشترك، ذلك ان الاجتماعات ترمي الى «بلورة صيغة الشراكة المقترحة من أجل إقامة مجلس الشراكة للاقتصاد والتجارة في الدول الأربع». وتضمن البيان الصادر عن وزراء الخارجية في ايلول الماضي اعلان «العمل على إنشاء أرضية صلبة لتعزيز الحوار السياسي وزيادة التبادلات التجارية والثقافية وحرية انتقال الأفراد» والتمسك بالرؤية المشتركة التي تم تضمينها في البيان الصادر عن الاجتماع الرباعي الذي عقد في اسطنبول في حزيران (يونيو) العام الماضي ل «تعزيز التعاون الرباعي ضمن إطار مؤسساتي متعدد الاطراف وتعزيز الشراكة الاستراتيجية طويلة الأمد بين دولهم من خلال إنشاء مجلس تعاون رباعي رفيع المستوى». كما اكد الوزراء أن «هذه الآلية للتعاون الإقليمي ستكون مفتوحة أمام الدول الشقيقة والصديقة التي يمكنها الانضمام اليها كطرف كامل العضوية او كمشارك في المشاريع القطاعية». الى ذلك، علم ان وزير الخارجية النروجي يوناس غرستوره سيزور دمشق نهاية الاسبوع المقبل لبحث العلاقات الثنائية واوضاع المنطقة، علماً ان المعلم كان زار اوسلو في آذار (مارس) الماضي.