بينما تحمّس النقاد الأميركيون لفيلم "هانيبال" وكتبوا عنه مادحين، سخر النقاد الأوروبيون في مهرجان برلين السينمائي من الفيلم، واعتبروه واحداً من الأعمال التي جاءت أقل من النتيجة المتوخاة. هانيبال" واحد من ستة افلام اميركية مشاركة في المهرجان استكمال للفيلم المرعب "صمت الخراف" الذي عرض قبل عشر سنوات، وحقق نجاحاً كبيراً. انطوني هوبكنز الذي أدى دور رجل مسجون تحت الأرض، بتهمة قتل اشخاص وأكل لحمهم، يعاود الإطلال في هذا الفيلم بعدما استقر في مدينة فلورنسا الإيطالية. يلعب الممثل الإيطالي جيانكارلو جيانيني في "هانيبال" دور محقق عنيد يضع نصب عينيه اعتقال المجرم بعدما اكتشف أصله، لكنه إذ يخفق، يفتح شهوة الرجل الى اللحم البشري مجدداً. وكانت جودي فوستر رفضت العودة الى تمثيل دور البطولة ومواصلة أداء شخصية المحققة الفيديرالية الأميركية التي يتنازعها الاعجاب بالقاتل الشرس والخوف منه، وحلت محلها جوليان مور التي اختلف معظم الكتابات الأميركية والأوروبية ايضاً في تقويم تمثيلها. فالبعض ساواها بتمثيل فوستر، والبعض الآخر اعتبر انها لم تصل الى المستوى نفسه. لكن الحقيقة هي أن فوستر أدت الدور عاكسة شخصية معرضة للخطر، بفعل سذاجتها وعذريتها النفسية. أما مور فتقدم عليه كامرأة اكتسبت خلال السنوات العشر الماضية، خبرات جعلتها قوية. يكفي انها هذه المرة تشهد "هانيبال" المخيف وهو يفتح دماغ عدوها ويطعمه من نخاعه!