مع البدء الفعلي بتصوير فيلم "هانيبال"، صار في إمكان الأخبار الكثيرة المتناقلة والإشاعات، أن ترتاح أخيراً. فالفيلم صار حقيقة، ولم يعد مجرد تكهنات، وصار له نجومه واختفى المرشحون الآخرون. بل ان مخرجه ريدلي سكوت عجز عن اللحاق بحفلة العرض الأول لفيلمه السابق "المصارع"، لأنه كان مضطراً في الوقت نفسه إلى حضور مؤتمر صحافي أطلق تصوير الفيلم في إيطاليا قبل شهرين. إذاً، بدأ تصوير "هانيبال" الذي يمثل الجزء الثاني المكمل لفيلم "صمت الحملان". وتقرر نهائياً أن يكون العرض الأول للفيلم الجديد يوم 14 شباط فبراير من العام المقبل، لمناسبة عيد الحب سان فالانتاين، علماً أن "صمت الحملان" كان عرض للمرة الأولى يوم 13 شباط من العام 1991، بمعنى أن عرض "هانيبال" يأتي بعد عشرة أعوام، بالتمام والكمال، من عرض جزئه الأول. وفي شكل قاطع صارت جوليانا مور بطلة للفيلم، لتجسد دور كلاريس ستارلنغ، بدلاً من جودي فوستر التي رفضت القيام بدور سبق أن مثلته في "صمت الحملان" وأكسبها أوسكاراً. وفي المقابل هناك أنطوني هوبكنز، الذي يؤدي من جديد دور لكنر آكل لحوم البشر. واللافت هنا أن واحداً من الأسباب الرئيسية التي حدت بجودي فوستر الى رفض الدور، كان نهاية السيناريو الذي كتبه ديفيد ماميت لرواية توماس هارس، وفيها تعيش كلاريس مع الدكتور لكنر حكاية غرام تتوج الغزل الضمني والانبهار الذي كان قائماً في "صمت الحملان" بين الطبيبة والمريض القاتل. وهي نهاية ألغيت لاحقاً في السيناريو الجديد، فلم تعد جوليانا مور تحث أنطوني هوبكنز... بقي أن نذكر أن أحداث "هانيبال" تدور بعد عشرة أعوام من انتهاء أحداث "صمت الحملان" وهي المدة نفسها التي مضت بين تصوير الفيلمين... مزيد من المصادفات يا ترى؟