ترى هل يختلف احساس المرأة عن الرجل في حال الخيانة الزوجية؟ لماذا يباح للرجل قتل زوجته في حال خيانتها؟ ويطلب من المرأة الصبر لدى خيانة الرجل؟ ترى ما احساس المرأة حين تذهب لسريرها وهي تعلم علم اليقين ان زوجها مع امرأة اخرى. وربما في غرفة مجاورة؟ قدّر لي ان اكون شاهدة على زيجة تعكس ذلك الواقع. كانت جارة لنا في اواسط الثلاثينات من عمرها، جميلة، طيبة، و"ست بيت" ممتازة. اي انها تملك كل المؤهلات المطلوبة لزواج سعيد كما يحكم عليه في بلادنا. لكن، ولسوء حظها، وبعد خمسة عشرة عاماً. لم تنجب على رغم المحاولات الطبية الكثيرة التي اكدت وفي كل مرة ان ليس لديها ما يحول دون الحمل. الا انها لم تنجح أبدأ في اقناع زوجها بأي فحص طبي، لأن في ذلك خدش لرجولته فهو في اتم صحة وعافية والتقصير لا بد ان يكون من طرفها. ومضت السنوات وبدا وكأن الزوج استقر واقتنع بنصيبه الى ان جاء يوم ومن دون مقدمات سابقة تلقت الزوجة مكالمة تلفونية تخبرها ان زوجها يعقد قرانه على فتاة متواضعة. لا ادري كيف استطاعت السيطرة على اعصابها وذهبت الى عنوان العرس مصرة انه سيتزوج في بيته. رأيتها مع بعض الجيران الذين اصروا على زيارتها فوراً للوقوف الى جانبها غير عالمين بقرارها احضار العروسين الى بيتها. لم تبك، وقفت شامخه بكبرياء وان كانت كل قسمات وجهها تعبّر عن ألم يعتصرها وأفكار تمزقها. ارتعاش يديها كان يكشف عن فيضان على وشك الانفجار، وان لم تنفجر، وبالفعل نام العروسان ليلتهما الاولى في الغرفة المجاورة بعدما رفض الزوج ان ينام في سريره الزوجي العتيد. واتضح في ما بعد ان العروس الجديدة في اوائل الثلاثينات، يتيمة الابوين، تعمل خياطة بسيطة لتعيل زوجة ابيها واخوتها ويعيشون في دوامة من الفقر. وكان الزواج هو المخرج الوحيد لها من حياتها التعيسة خصوصاً ان العريس ميسور الحال ومن الممكن ان ينفق عليهم. وبعد ثلاث سنوات من المشاركة بين الزوجتين في البيت والزوج وكل شيء كانت خلالها الزوجة الاولى صاحبة الرأي والقرار لم تنجب العروس الجديدة. هنا اجبرته الزوجة الاولى على الفحص الطبي مما اكد انه هو لا يستطيع الانجاب! اذ ذاك انفجر البركان. انفجرت الزوجة الاولى التي رضيت تحمل الامتهان الليلي لكرامتها على امل ان تتحقق رغبة زوجها بطفل يملأ حياته. انفجر البركان ليعتصر الاثنتين. الاولى اصرت على تطليق الثانية اذ بطل سبب وجودها والجديدة اليتيمة لا تدري اي مصير مجهول ينتظرها من زوجة ابيها ومن محيطها البائس، ومن المسؤولية المادية التي تنتظرها لاعالة اخوتها. وبالفعل طلقها الزوج رضوخاً واحتراماً لرغبة زوجته الاولى. وقد يكون تكفيراً عن عنادة السابق برفض الكشف الطبي الذي كان من الممكن ان يوفر قسوة تلك الاحاسيس لكليهما: كلاهما مجني عليهما من الاعراف التي اعطت الرجل الحق في القرار الزوجي المطلق الى حد رفضه إجراء فحص بسيط كان من الممكن ان يوفر شقاء وامتهان كرامة امرأتين.