أظهر استطلاع للرأي اجرته "المؤسسة الوطنية الرسمية لدراسة توجهات الرأي العام" ان 83 في المئة من الايرانيين في طهران يريدون ان يخوض الرئيس محمد خاتمي معركة الانتخابات الرئاسية المقررة في حزيران يونيو المقبل. وأفاد الاستطلاع ان خاتمي سيفوز بنسبة 75 في المئة من الاصوات اذا جرت الانتخابات الآن، اذ انه سيحظى ايضاً بنسبة من الاصوات التي كانت لمصلحة منافسيه في الانتخابات الرئاسية عام 1997 قد تصل الى 21 في المئة، ويقصد بها أصوات مناصري التيار المحافظ. ويوضح الاستطلاع ان أكثر من 71 في المئة من الايرانيين الذين لم يشاركوا في الانتخابات السابقة سيدلون بأصواتهم في الانتخابات المقبلة. بما يعني ان نسبة المشاركة العامة ستكون أكبر مما كانت عليه عام 1997 وتجاوزت حدود السبعين في المئة. وتتوافق هذه النسبة مع ما توقعته "جمعية المؤتلفة" المحافظة بأن اكثر من 35 مليون ايراني سيشاركون في الانتخابات. ويظهر الاستطلاع الذي نشرته صحيفة "دوران امروز" الاصلاحية ان معظم الشباب الايرانيين الذين يحق لهم الانتخاب للمرة الأولى سيصوتون لخاتمي بنسبة تصل الى 73.9 في المئة. وكانت أصوات النساء والشباب أبرز العوامل المؤثرة في الفوز الكاسح الذي حققه خاتمي في انتخابات 1997، اذ حصل على عشرين مليون صوت من أصل ثلاثين مليوناً. وشمل الاستطلاع الجديد عينة من 1118 شخصاً في أنحاء العاصمة المقسمة الى عشرين منطقة بلدية وتتبع "المؤسسة الوطنية لدراسة توجهات الرأي العام" التي اجرت الاستطلاع، لوزارة الثقافة والإرشاد التي يسيطر عليها الاصلاحيون. ويوضح الاستطلاع ان خاتمي يتمتع بفارق كبير عن المرشحين المحتملين، اذ انه في نظر 53.2 في المئة هو "الأفضل على الاطلاق"، يليه وزير الثقافة والإرشاد المستقيل عطاءالله مهاجراني 3.4 في المئة ومن ثم الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني 1.9 في المئة ورئيس الوزراء السابق مير حسين موسوي 1.2 في المئة، فيما امتنع 26.2 في المئة عن تحديد رأيهم. اما عن العوائق التي تحول دون قيام خاتمي بدوره على أكمل وجه فقال 30.9 في المئة انها ترجع الى الشخصيات والمؤسسات الرسمية، ورأى 15.2 في المئة ان الاسباب تعود الى هيكلية وبنية النظام، فيما ألقى 13 في المئة المسؤولية على عاتق النزاعات السياسية والأزمات المصطنعة. وحمل 10.5 في المئة الرئيس خاتمي وحكومته المسؤولية، اما الذين اعتبروا ان الاسباب تعود الى الشخصيات والمؤسسات غير الحكومية فبلغت نسبتهم 10.4 في المئة. ولم يوضح الاستطلاع نسبة الخطأ المحتملة فيه، مع الإشارة الى ان الشخصية الايرانية معروفة بالتكتم، وبتحديد موقفها النهائي "في الدقيقة التسعين"، كما في لعبة كرة القدم. ويتوقع ان تكون معركة الرئاسة ساخنة وسط حمى التنافس والتحضير لها وسط المحافظين والاصلاحيين. وجدد البرلمان الاصلاحي دعمه وزارة الداخلية المسؤولة عن اجراء الانتخابات في مواجهة الانتقادات المتزايدة من المحافظين لنائب الوزير مصطفى تاج زاده رئيس اللجان الاجرائية للانتخابات. وفي جلسة غير علنية عقدها البرلمان أمس الاربعاء "جدد النواب الاصلاحيون ثقتهم بأمانة وصدق مصطفى تاج زاده" وفقاً لما أعلنه النائب الاصلاحي جليل سازكار نجاد عضو الهيئة الرئاسية للبرلمان، ويأتي هذا الموقف تحدياً لمحاكمة تاج زاده والتي بدأت الاسبوع الماضي. وترافقت التحضيرات للانتخابات مع احتفال ايران بالذكرى السنوية الثانية والعشرين لانتصار الثورة الاسلامية عام 1979. اذ اكدت مواقف الاصلاحيين والمحافظين على بقاء شخصية وافكار الامام الخميني مؤسس الجمهورية الاسلامية، شخصية محورية في هيكلية النظام ومؤسسات الثورة والدولة.