عززت النتائج نصف النهائية للانتخابات البرلمانية في إيران فوز التيار الإصلاحي بمعظم مقاعد البرلمان في طهران، وما زال محمد رضا خاتمي، شقيق الرئيس، يتقدم بفارق كبير، إذ نال ما نسبته 88.67 في المئة من مليون ونصف مليون صوت. وأظهرت المعطيات الجديدة حصول هاشمي رفسنجاني، الرئيس السابق، على 54.28 في المئة من الأصوات، مما يعني إمكان دخوله البرلمان منذ الدورة الأولى، علماً أن النسبة المطلوبة للفوز هي 25 في المئة من أصوات الناخبين. لكن وضع رفسنجاني ظل حرجاً، إذ تراجع إلى المركز التاسع والعشرين في النتائج الجديدة، وكان يحتل المركز السابع والعشرين في نتائج أول من أمس، وإذا استمر التراجع، فإن هزيمته ليست مستبعدة. وحافظ معظم المرشحين على مراكزهم التي أظهرتها النتائج مع بعض التغييرات الطفيفة، وارتفاع نسب عدد الأصوات التي حصلوا عليها. وبعد محمد رضا خاتمي، جاءت في المرتبة الثانية زوجة وزير الثقافة والارشاد عطاءالله مهاجراني، جميلة كديور 56 في المئة، فيما احتل المركز الثالث 51 في المئة على رضا نوري، شقيق عبدالله نوري وزير الداخلية السابق. أما هادي خامنئي، شقيق مرشد الجمهورية، أحد الشخصيات البارزة في اليسار الديني، فجاء في المرتبة الخامسة 87.46 في المئة. واللافت ان بين الفائزين المخرج السينمائي بهروز أفخمي 24.37 في المئة الذي أعد الشريط المتلفز عن حملة الرئيس محمد خاتمي الانتخابية عام 1997، ومن هنا كانت علاقته بالتيار الإصلاحي، فأدرج اسمه على قائمة حزب "جبهة المشاركة" القريب إلى خاتمي. وبين الفائزين الأوائل حتى الآن، ستة من رجال الدين وست نساء، وتراوحت الكفاءات العلمية للفائزين من غير رجال الدين، بين شهادات الدكتوراه والهندسة. وفي مقارنة بين قوائم الاصلاحيين وقائمة المحافظين، حل الناطق باسم الائتلاف الاصلاحي بهزاد نبوي في المرتبة التاسعة بحصوله على نسبة 37.43 في المئة من الأصوات، فيما حل الناطق باسم الائتلاف المحافظ محمد رضا باهنر في المرتبة ال41 بنسبة 80.17 في المئة. وخرج من السباق البرلماني كل من حسن روحاني نائب رئيس البرلمان وأمين المجلس الأعلى للأمن القومي 87.19 في المئة، واللواء محسن رضائي القائد السابق ل"الحرس الثوري" 38.20 في المئة، والنائب محمد جواد لاريجاني 76.15 في المئة. أما فائزة هاشمي رفسنجاني، فأفقدتها النتائج الجديدة أي أمل بالفوز أو حتى الانتقال إلى الدورة الثانية في حال بقي بعض المقاعد شاغراً، إذ جاءت في المرتبة السابعة والخمسين 40.13 في المئة. واتضحت نتائج المقاعد الثلاثين لطهران، ولكن قد تحصل تغييرات لأن الفارق في بعض الحالات لا يتعدى 700 صوت، علماً ان عدد الناخبين في العاصمة تجاوز ثلاثة ملايين. والفوز الكبير للتيار الاصلاحي في طهران اضيف إلى فوزهم بأكثر من 150 مقعداً في المحافظات، لكن التيار المحافظ الذي أقر بخسارته، رأى ان العدد أقل من ذلك بقليل. وأوضح محمد رضا باهنر ان الائتلاف المحافظ حصل على سبعين مقعداً من أصل مئتي مقعد حسمت منذ الدورة الأولى. وذكر أن الفوز داخل الجبهة الاصلاحية توزع على 85 مقعداً مشتركاً بين حزبي "كوادر البناء" و"جبهة المشاركة"، و46 مقعداً لليسار الراديكالي و12 مقعداً لحزب الكوادر وحده. واعتبر ان تركيبة البرلمان الجديد تتوقف على مدى التفاهم الذي سيتحقق بين "الكوادر" وبقية الأطراف داخل التيار الاصلاحي، نظراً إلى وجود اختلافات أساسية بينها. وزاد ان 40 مرشحاً من المقربين إلى التيار المحافظ انتقلوا إلى الدورة الثانية في المحافظات، متوقعاً ان يحصلوا على نتائج جيدة. وأوضح الأمين العام لحزب "التضامن" الاصلاحي راه جمني ان سبعين في المئة من الذين فازوا بمقاعد البرلمان ينتمون إلى التيار الاصلاحي.