خلط الرئيس الإيراني محمد خاتمي أوراق معركة الانتخابات الرئاسية، نافياً أن يكون أعلن ترشيحه النهائي، فيما رد أنصاره على منافسيهم المحافظين، فنفوا أن تكون الاصلاحات التي يريدونها "أميركية". ويستعد رئيس البرلمان الإيراني مهدي كروبي للقيام بأول زيارة لنيويورك على رأس وفد نيابي كبير للمشاركة في اجتماع برلمانات الدول الأعضاء في الأممالمتحدة. ويضم الوفد نائباً يهودياً، لكن الأبرز كان حدثاً داخلياً "انتخابياً"، إذ نفى خاتمي ان يكون أعلن رسمياً ترشحه للانتخابات الرئاسية المقررة ربيع 2001، موضحاً أن البحث في ذلك ما زال مبكراً، ولافتاً إلى أنه سيعرض برامجه للرأي العام في حال قرر خوض الانتخابات. وحاول ابقاء قراره مبهماً في ما بدا مسعى لجعل خصومه المحافظين في حيرة. وقال إنه يعتقد بوجوب "أن تكون المشاركة في الانتخابات عريضة مقترنة بالمنافسة ومعززة بالحرية". ووصفت خطوة خاتمي بالانسحاب التكتيكي المتأخر أمام الحملة العنيفة التي شنها ضده المحافظون، بعد إعلانه عزمه على خوض الانتخابات الرئاسية. وأوضحت مصادر اصلاحية ل"الحياة" ان المحافظين سيصعدون حملاتهم كي يصل خاتمي إلى الاستحقاق الانتخابي منهكاً، ولم تستبعد أن يمتنعوا عن ترشيح منافس كي يخوض الرئيس المعركة من دون منازع ويخرج منها ضعيفاً. ويعتقد أن الموقف الجديد لخاتمي قد يخلط أوراق السباق إلى الرئاسة، إذ لا بد للمحافظين أن يضعوا خططهم على أساس احتمالين: مشاركة الرئيس أو عدم مشاركته كمرشح في انتخابات 2001، مما قد يدعوهم إلى كشف بعض أوراقهم، خصوصاً اسماء مرشحيهم المحتملين للرئاسة. لكن خاتمي أتبع موقفه بوعود قال إنه سيواصل العمل لتحقيقها، ومنها "حل مشكلة الفقر والبطالة التي ارتفعت نسبتها خلال سنتين من 12 إلى 15 في المئة، ومواصلة العمل لتحقيق العدالة الاجتماعية". وفهم ان قراره الضمني هو الترشح للانتخابات لمواصلة برامج حكومته. وفي حديث إلى "الحياة" أكد عضو هيئة رئاسة البرلمان عضو المكتب السياسي لحزب "جبهة المشاركة" علي شكوري راد ان الاصلاحات "لا يمكن ان تكون أميركية"، لأن "الإدارة الأميركية عدوة لإيران". راجع ص2 لكن الإصلاحيين يشددون على تعزيز العلاقة مع الشعب الأميركي، فيما تجري التحضيرات لزيارة خاتمي نيويورك للمشاركة في الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر المقبل، وهذه ثاني زيارة له للولايات المتحدة لهذا الغرض. أما زيارة كروبي لنيويورك فهي الأولى من نوعها منذ الثورة الإسلامية عام 1979، وسيرافقه وفد برلماني من عشرين شخصاً، للمشاركة في اجتماع ممثلي برلمانات الدول الأعضاء في المنظمة الدولية. وأشارت صحيفة "إيران نيوز" إلى أن هذه الزيارة تندرج في إطار "السياسة الخارجية الموضوعية التي يعتمدها الرئيس خاتمي"، وستستمر ستة أيام. وبين أعضاء الوفد النائب اليهودي في البرلمان الإيراني موريس معتمد. وكانت الرابطة اليهودية الإيرانية أعلنت رفضها "استغلال أعداء إيران في الخارج" قضية اليهود الإيرانيين الذين دينوا بالتجسس لإسرائيل، من أجل "التشويش" على زيارة خاتمي نيويورك. وسيبت القضاء الإيراني مطلع الشهر المقبل الاستئناف المقدم في شأن اليهود المحكومين.