أفادت مصادر فلسطينية واسعة الاطلاع، ان محاولات لا تزال تبذل، منذ شهور وحتى الآن، من أجل تحقيق مصالحة سورية - فلسطينية، تقوم بها شخصيات مستقلة وشخصيات من حركة "فتح" ومن بعض الفصائل الفلسطينية المعارضة للرئيس ياسر عرفات والمشاركة في عضوية اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية. وقالت المصادر ان الاتصالات تجري بروح ايجابية، يعبر فيها الفلسطينيون والسوريون على السواء، عن استعدادهم للقاء وتحسين العلاقات ولتنسيق العمل السياسي. وتتولى وزارة الخارجية السورية الاشراف على هذه الاتصالات، وتقوم باطلاع الرئيس بشار الأسد على نتائجها أولاً بأول. وأوضحت المصادر ل"الحياة" ان الاتصالات الأولية اسفرت عن صياغة أربع نقاط توجه عملية التنسيق المطلوبة، وان الجانب الفلسطيني وافق عليها، وهذه النقاط هي: أولاً: التمسك بقرارات الشرعية الدولية كأساس للتسوية السياسية. وفي المقدمة القرار 242، والانسحاب الاسرائيلي الى حدود الرابع من حزيران يونيو 1967. ثانياً: قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس. ثالثاً: حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة استناداً الى القرار 194. رابعاً: استمرار الانتفاضة الشعبية. ويتم حالياً التشاور في اقتراح يقضي بأن يرسل عرفات ثلاثة مندوبين عنه، يناقشون العلاقات المنشودة من مختلف جوانبها، وصولاً الى اتفاق كامل عليها، وتأتي زيارة عرفاتلدمشق بعد ان تكون الأمور قد نضجت بالكامل. والمندوبون الذين تم تداول اسمائهم هم مثل فاروق القدومي أبو اللطف، وهاني الحسن، ومحمود عباس أبو مازن وأحمد قريع أبو علاء، على ان تنضم اليهم في دمشق شخصيات مقبولة شعبياً وتنظيمياً مثل خالد الفاهوم الرئيس السابق للمجلس الوطني الفلسطيني الذي يحظى بثقة واحترام الجميع. ولم يفت المصادر ان تشير الى وجود جو من الحذر يخيم على أوساط المسؤولين السوريين الذين يتابعون هذا الملف، وينبع حذرهم من التحركات السياسية الفلسطينية التي تلت فشل قمة كامب ديفيد، بدءاً من موافقة عرفات على الذهاب الى اللقاء الثاني مع الرئيس السابق بيل كلينتون، الى طلب اجتماعات طابا وامتداحها رغم فشلها، والعمل الجاري حالياً لعقد لقاء بين عرفات وايهود باراك قبل موعد الانتخابات الاسرائيلية بأيام. ويخشى المسؤولون السوريون من ان يكون هذا اللقاء مؤشراً الى موقف فلسطيني جديد لا ينسجم مع بنود التنسيق الأربعة التي تم الاتفاق عليها. ووصل أول من امس مبعوث فلسطيني الى دمشق ينتمي الى جبهة معارضة، لكن عرفات أرسله لمتابعة الاتصالات.