كرر الرئيس جورج بوش دعوته الرئيس صدام حسين إلى السماح بعودة المفتشين، معلناً أن القوات الأميركية قد تتدخل في مكان آخر غير أفغانستان، وجدد وزير الخارجية الأميركي كولن باول في أنقرة أمس تأكيده أن إدارة بوش لم تتخذ بعد قراراً بضرب العراق، لكنه اتهم بغداد صراحة ب"التورط بدعم أعمال ومنظمات إرهابية"، فيما دعا وزير الخارجية البريطاني جاك سترو إلى "عمل" ما "لمواجهة تهديد أسلحة الدمار الشامل العراقية". وفي مؤشر جديد إلى تراجع حكومة توني بلير عن معارضتها ضرب العراق، قال سترو إن القانون الدولي "يسمح لأي دولة بعمل عسكري وقائي كدفاع عن النفس". وأكد الأمين العام لحلف الأطلسي جورج روبرتسون في حديث إلى "الحياة" أن القصف سيطاول أي مكان في العالم يؤوي إرهابيين، لافتاً إلى أن التحالف الدولي "لم يقل يوماً أن حملة مكافحة الإرهاب ستتوقف عند محاربة أسامة بن لادن أو نظام طالبان أو شبكة القاعدة". راجع ص5 وفي الوقت ذاته لم يستبعد وزير الدفاع الايطالي انطونيو مارتينو تدخلاً عسكرياً في الصومال، إذا ثبت أنه يؤوي "مجموعات إرهابية". وأعلن بوش أن القوات الأميركية قد تنقل للتدخل في مكان آخر غير أفغانستان في إطار الحملة المناهضة للإرهاب. وقال خلال لقاء مع شبكة "اي بي سي" اذيع أمس إن "الضربات مهمة في شكل لا يصدق في هذه الحرب على الإرهاب، واستخدام الجنود الأميركيين في مكان آخر سيكون على الأرجح ضرورياً". وأضاف: "اريد أن يعلم الأميركيون اننا لم نستبعد أي خيار". وتوقع أن تكون الحملة التي بدأت في السابع من تشرين الأول اكتوبر الماضي طويلة، وقال: "أحذركم بأن أمامنا بعض الوقت في أفغانستان"، مشيراً إلى "أهداف إنسانية" و"ضرورة تشكيل حكومة مستقرة في كابول". ولم يقدم جواباً قاطعاً في شأن امتداد الحرب إلى العراق، لكنه أضاف: "نقوم بعملنا في أفغانستان أولاً". وأكد أن إدارته حريصة على انجاز تلك المهمة أولاً وبعدها "قد نجد مجالات أخرى تكون الفرصة فيها مواتية لهزيمة الإرهاب". وحض صدام على السماح بعودة مفتشي الأسلحة. باول في أنقرة، صرح باول بعد محادثات مع الرئيس أحمد نجدت سيزر ورئيس الوزراء بولند أجاويد ووزير الخارجية اسماعيل جم، بأن الإدارة لم تحدد بعد المرحلة الثانية في الحرب على الإرهاب، لذلك لم يناقش مع الجانب التركي أي مطلب بمساندة أي ضربة للعراق. وشدد على قلق واشنطن من "سعي بغداد إلى امتلاك أسلحة دمار شامل"، معلناً أن "الجميع يعلم تورط العراق بدعم أعمال ومنظمات إرهابية". وأبقت تركيا الباب مفتوحاً على كل الاحتمالات، وإمكان دعمها عملية عسكرية ضد العراق، وقال جم إن بلاده "تدعم مكافحة الإرهاب في الشرق الأوسط وافريقيا وحتى في أوروبا الغربية".