واشنطن، طهران - أ ف ب، رويترز - أعلن وزير الخارجية الاميركي كولن باول ان الولاياتالمتحدة قد تركز اهتمامها على العراق، بعد تحقيق اهداف حملتها على افغانستان. وكشفت صحيفة بريطانية أمس أن رئيس الوزراء توني بلير طلب من الرئيس جورج بوش عدم توسيع نطاق حملة القصف لتطاول العراق. وقال باول للصحافيين ليل أول من أمس: "يجب ان نضع حداً للتهديد الارهابي الذي يشكله اسامة بن لادن على العالم، والاهتمام بنظام طالبان الذي يؤويه". لكنه حذر من ان الولاياتالمتحدة "ستصب اهتمامها على الارهاب في العالم بأسره"، بعد تحقيق اهداف القصف الاميركي على افغانستان. وشدد على ان "دولا مثل العراق، حاولت الحصول على اسلحة دمار شامل، يجب ألا تتوهم بأننا لن نقلق من نشاطاتها ولن نصب اهتمامنا عليها". واظهرت نتائج استطلاع للرأي اجرته مؤسسة "زغبي انترناشونال" الاربعاء ان 80 في المئة من الاميركيين يعتبرون ان ضربات عسكرية ضد العراق ورحيل الرئيس صدام حسين يجب ان تكون من عناصر الحرب على الارهاب. وحض الكونغرس الادارة الاميركية منذ اعتداءات 11 ايلول سبتمبر على التحرك ضد العراق، على رغم عدم وجود اي دليل يثبت ضلوعه بهذه الاعتداءات. العلاقات مع الرياض الى ذلك شدد وزير الخارجية الاميركي على ان "كل شيء بين واشنطنوالرياض يسير في شكل جيد". واعلن اثناء احتفال في وزارة الخزانة الاميركية ان "السعودية تتمتع بمكانة عالية بين الدول التي تعمل ضد حسابات المنظمات الارهابية". وجدد باول التعليقات الايجابية عن دور السعودية في مكافحة الارهاب، خلال مداخلتين اخريين في اليوم ذاته، في حين اعرب الناطق باسمه ريتشارد باوتشر عن دهشته لمقالات في الصحافة الأميركية تنتقد موقف السعودية. وقال باول ان "السعودية عضو يشارك في شكل كبير في تحالف مكافحة الارهاب، واستجابوا كل ما طلبناه"، مشيرا خصوصا الى ان الرياض قطعت علاقاتها الديبلوماسية مع حركة "طالبان" الحاكمة في كابول. وقال مازحا: "نعطيكم يوميا الجواب ذاته، ونأمل بأن تصدقونا يوما ما". بلير وأفادت صحيفة "اندبندنت" البريطانية أمس، أن بلير طلب من بوش خلال لقائهما في واشنطن ليل الاربعاء - الخميس عدم توسيع القصف الجوي ليطاول العراق. وأضافت أن وزراء بريطانيين "قلقون من ضغوط من متشددين في البيت الابيض لتوسيع الضربات الى العراق". ونقلت عن وزير بارز لم تسمه قوله: "هناك أشخاص في واشنطن يريدون استخدام هذا الوضع للقضاء على صدام حسين. لا نعتقد أن هذه فكرة جيدة". اجاويد وكان رئيس الوزراء التركي بولند اجاويد حذر من توسيع حملة مكافحة الارهاب الاميركية لتشمل العراقوايران. وقال اجاويد لشبكة "سي بي اس" الاميركية: "عموما يجب عدم استهداف العراق أو ايران في العمليات العسكرية. لن نوافق على ذلك"، معتبرا ان الامر "سيكون ظالما وينطوي على أخطار لأنه سيقلب توازن القوى في المنطقة". وقلل من المعارضة السياسية للدعم الذي قررت تركيا تقديمه لحملة مكافحة الارهاب، وقال: "بالتأكيد واجه هذا الامر معارضة، ونحن دولة ديموقراطية، ولكن ليس الى حد يتسبب في مشكلات لنا". وأفادت استطلاعات للرأي نشرت نتائجها أخيراً ان 80 في المئة من الاتراك يعارضون مشاركة الجيش التركي في الحملة على افغانستان. في غضون ذلك، نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" أمس عن "عسكريين عراقيين فارين" قولهما انهما عملا سنوات في "معسكر لتدريب ارهابيين في العراق مجهز بهيكل لطائرة من طراز بوينغ 707". وقالا ان المعسكر في جنوببغداد، ويتألف من قسمين الاول من اجل الشبان المؤيدين لصدام، والآخر للمقاتلين الاسلاميين الوافدين من كل انحاء الشرق الاوسط. وقال احد الفارين وكان رقيبا في اجهزة الاستخبارات: "كنا نراهم يتدربون حول هيكل الطائرة، على عملية خطف". واوضح الرجلان اللذان لم تكشف هويتهما ان المعسكر يقع في منطقة سلمان باك عند احد منعطفات نهر دجلة. واكدا ان "ارهابيين يتدربون فيه منذ العام 1995 في مجموعات تضم 40 - 50 عنصراً وخلال دورات تستمر 5 - 6 اشهر". واضاف الرقيب والفار الآخر وهو جنرال سابق في اجهزة الاستخبارات ان "الارهابيين تدربوا على هجمات ضد بلدان في المنطقة، وعلى الارجح ضد اوروبا والولاياتالمتحدة ايضاً". وجاء في روايتهما ان المعسكر يضم قسماً يخضع لحراسة مشددة، حيث "ينتج علماء عراقيون بقيادة الماني اسلحة جرثومية". واوضح الجنرال ان العمال العراقيين ابقوا بعيدا عن المقاتلين الاسلاميين. وتزامن نشر الشهادتين مع تحذير باول من ان الولاياتالمتحدة قد تركز اهتمامها على العراق بعد تحقيق اهداف حملتها على افغانستان. ايران وسورية في الوقت ذاته، قال وزير اسرائيلي يزور واشنطن ان حركة الاصلاح في ايران فشلت وتركت للمتشددين السيطرة التامة على البلاد مما "يستثني اي دور لايران في الحملة العالمية على الارهاب." واعتبر وزير النقل افرايم سنيه ا"ن الولاياتالمتحدة تتجاهل كما يبدو سجل ايران، خلال تركيزها على الحملة العسكرية في افغانستان، والعمل المحتمل ضد العراق". وأضاف: "نحن قلقون من ان معقل الارهاب في الشرق الاوسط، ايران لن تكون ضمن الاهداف في هذه الحملة العالمية". وسئل عما يجب على الولاياتالمتحدة وحلفائها فعله فأجاب: "على الديموقراطيات الغربية ان تحرم ايران أي معونة وألا تستدعىها للانضمام الى التحالف الدولي. ووسع سنيه حملة التحريض لتشمل سورية أيضاً، وقال: "ايران وسورية بلدان يدعمان الارهاب، ولا يمكن اعتبارهما بلدين يحاربان الارهاب". وفي طهران، اعلن قائد "الحرس الثوري" الباسدران الجنرال رحيم صفوي مساء أول من أمس ان وحداته "مستعدة لكل طارئ" بسبب الوضع في افغانستان. وقال قائد وحدات النخبة ان "الازمة الحالية ليس لها حل عسكري، لكن قواتنا مستعدة". وكرر صفوي الذي نقل كلامه التلفزيون الرسمي ان "هدف الغارات الاميركية على افغانستان هو تعزيز نفوذ الولاياتالمتحدة في آسيا الوسطى".