واشنطن - رويترز- بينما توشك الحرب في أفغانستان على الانتهاء توجد مؤشرات متزايدة آلى أن الولاياتالمتحدة تفكر جديا في تمديد الحملة المناهضة للارهاب لتطول العراق. لكن مسؤولين وخبراء يقولون ان بغداد قد لا تكون الهدف الفوري المقبل وان العمل العسكري قد لا يكون الخطوة الاولى. وكان الرئيس جورة بوش تعهد، بعد هجمات 11 أيلول سبتمبر تدمير الجماعات "الارهابية" اينما كانت. ويتوقع خبراء ان تواصل الولاياتالمتحدة حملتها لتشمل السودان والصومال واليمن حيث من المعتقد بان عناصر من شبكة "القاعدة" لا يزالون ينشطون. ويحتدم النقاش في ادارة بوش، خصوصا بين وزارتي الخارجية والدفاع، في شأن الخطوات المقبلة لحملة مكافحة الارهاب. لكن بعد هزيمة قوات "طالبان" و"القاعدة" في أفغانستان، يعتقد خبراء بان توقيت الحسم للخطوة الاميركية المقبلة بات وشيكا. وتتركز الاستراتيجية المقبلة على مطالبة بوش الرئيس صدام حسين بالسماح لمراقبين من الاممالمتحدة بالعودة الى العراق وتفتيش منشآت مشتبه بها للاسلحة النووية والبيولوجية والكيميائية. ويقول خبراء ان اتخاذ القرار قد يستغرق أشهرا، نظرا الى معارضة بعض حلفاء واشنطن القيام بعمل عسكري ضد العراق مع استمرار الصراع الاسرائيلي -الفلسطيني. لكن مسؤولا بارز في واشنطن يعتقد أنه "لا مفر" من عمل عسكري ضد العراق، وان كان من السابق لاوانه معرفة ما اذا كان سيوجه ضد منشآت أسلحة الدمار الشامل أو ضد النظام نفسه. وقال ديفيد ماك، المنسق في معهد الشرق الاوسط، لوكالة "رويترز" أن ضباطا سابقين في الجيش العراقي اجتمعوا في واشنطن لاستكشاف خيارات اطاحة صدام. وكرر وزير الخارجية الامريكي كولن باول، في برنامج "فوكس نيوز صنداي"، تأييد أميركا لاسقاط صدام. ويواجه بوش ضغوطا من أعضاء الكونغرس، من الحزبين الديموقراطي والجمهوري، ليكون صدام الهدف التالي في الحرب ضد الارهاب. وصرح باول بان واشنطن تبحث فيما اذا كان "المؤتمر الوطني" العراقي المعارض وتنظيمات شيعية في جنوبالعراق يمكن أن تعمل مع قوات أميركية بهدف اطاحة صدام، مثلما أسقط "تحالف الشمال" الافغانية وقبائل بشتونية نظام "طالبان" و"القاعدة" في أفغانستان. واكد باول الذي يقال انه يشكك في قدرة "المؤتمر الوطني"، أن للعراق "وضعا مختلفا تماما.. ويجب توخي منتهى الحذر". لكن كوندوليزا رايس مستشارة الامن القومي للرئيس الاميركي اعتبرت، في مقابلة مع شبكة "سي.ان.ان"، أن "هناك مقاسا واحدا يناسب الجميع. وأننا سننقل الاستراتيجية التي طبقت في أفغانستان الى مكان تلو الاخر". وزادت الحرب الافغانية من احتمالات العمل العسكري. لكن مسؤولين أميركيين قالوا أن هناك احتمالات أقوى وخيارات أخرى. ويطالب انصار اسرائيل بوش بالضغط على سورية لاغلاق مقار المنظمات الموالية لايران عن طريق وقف المعونات المالية لدمشق من صندوق النقد الدولي ومؤسسات عالمية اخرى لدعم الاقتصاد السوري المتردي. وقال السناتور الديموقراطي جورج ليبرمان لبرنامج "فوكس نيوز صنداي": "أعتقد بان الخطوة الملحة التالية في الحرب ضد الارهاب بالنسبة لي هي أن تضغط الولاياتالمتحدة على سورية وايران لوقف الدعم لحماس والجهاد الاسلامي وحزب الله"، لدورها في الصراع الاسرائيلي - الفلسطيني. واضاف: "لا يمكن انتهاء الحرب ضد الارهاب قبل خروج صدام من السلطة في العراق لانه أقوى ارهابي في العالم". وقالت مجلة "نيويوركر" في عددها الاخير ان "المؤتمر الوطني" العراقي زود الولاياتالمتحدة خططا لشن حرب ضد صدام قد تشمل قصفا أميركيا وانزال قوات خاصة. لكن جنرالا كبيرا قال للمجلة ان باول عمد الى تسويف "المؤتمر الوطني اربعة او خمسة اشهر. توجد وسائل عدة للعمل ضد صدام بدل استخدام القوة العسكرية".