لندن، موسكو - "الحياة"، رويترز - تجاوزت اسعار خام القياس "برنت" مستوى 20 دولاراً للبرميل في العقود الآجلة التي جرت عند بدء التداول صباح امس في بورصة النفط الدولية في لندن قبل ان تعود الى التراجع في عقود بعد الظهر. وقال وسطاء البورصة ان ارتفاع حدة التوتر في الشرق الاوسط والقلق من انعكاساته دفع الخام الى أعلى. وفي الفترة الصباحية ارتفع "برنت" 21 سنتاً في عقود كانون الثاني يناير الى 19.92 دولار بعدما حقق في وقت سابق، متخطياً حاجز 20 دولاراً للبرميل، مستوى 20.04 دولار، وقفز سعر عقود شباط فبراير الى 20.08 دولار للبرميل مرتفعاً 29 سنتاً. ولا تزال سوق النفط، حسب وسطاء السوق، معرضة لهزات مختلفة نتيجة عدم اليقين الذي يسيطر على المتعاملين بسبب عدم حسم مستقبل الانتاج اعتباراً من اول السنة المقبلة، بعدما فشلت "اوبك" في اقناع موسكو وغيرها من المنتجين خارج المنظمة بتأمين خفض للصادرات بنحو 500 الف برميل يومياً تضاف الى 1.5 مليون برميل يومياً تعتزم "اوبك" خفضها اعتباراً من اول السنة. وفي الكويت قال وزير النفط عادل الصبيح: "ان اجتماعاً بين دول اوبك ومصدري النفط من خارج المنظمة سيُعقد قريباً لمناقشة ازمة تدني اسعار النفط في الاسواق الدولية". ونقلت وكالة الانباء الكويتية "كونا" عن الصبيح قوله "ان موعد الاجتماع لم يُحدد بعد لكنه يهدف الى الوصول الى اتفاق لرفع اسعار النفط الى مستويات مستقرة قبل نهاية الشهر الجاري". ولم يذكر تفاصيل اخرى. وقال الصبيح: "يتعين على دول اوبك ان تتخذ موقفاً حازماً لحماية حصتها المتقلصة في السوق وتحقيق خفض في امدادات المصدرين من خارجها، لتمكين المنظمة من المضي قدماً في خطة لخفض انتاجها بمقدار 1.5 مليون برميل يومياً اعتباراً من اول كانون الثاني". في موسكو قال كبار مسؤولي شركات النفط الروسية انهم احيطوا علماً بأن مسؤولي وزارة الطاقة سيقترحون اجراء خفض كبير الانتاج النفط قدره 380 الف برميل يومياً الشهر الجاري في اجتماع اليوم مع رئيس الوزراء الروسي. واشاروا الى ان الاقتراح، الذي يبدو انه موقف تفاوضي، من غير المحتمل ان يحقق تقدما. ورأى المحللون ايضاً ان الاحتمال ضئيل بأن يحقق الاقتراح تقدماً وقالوا "ان رئيس الوزراء ميخائيل كاسيانوف قد لا يثير حتى الفكرة في الاجتماع". وقال مسؤول في شركة نفط روسية كبرى: "بدأ الشهر فعلاً ولا أرى كيف يمكن ان توقف الشركات تدفق النفط وأملي ان يتفهم رئيس الوزراء كاسيانوف هذا جيداً". وقالت مصادر الصناعة ومسؤولون في شركات النفط انه من المقرر ان يلتقي رئيس الوزراء كاسيانوف مع كبار مديري الشركات لمناقشة اجراء خفوضات في انتاج النفط او صادراته اليوم الاربعاء. وقالت مصادر الصناعة انها تتوقع ان يناقش الاجتماع ايضا خفوضات لانتاج النفط وصادراته في الربع الاول من سنة 2002 وكذلك الاجراءات الممكنة لتقليل صادرات المنتجات النفطية. وقال محللون ان مبادرة وزارة الطاقة في شأن اجراء خفض كبير لانتاج النفط من غير المحتمل ان تلقى قبولا ًولن تناقش على الارجح في اجتماع كاسيانوف مع مديري شركات النفط. وقال قسطنطين رزنيكوف، المحلل النفطي في شركة "الفا بنك"، ان الخفض يبدو "غير واقعي" وفي العادة يمكن توقع خفض نسبته واحد او اثنان في المئة في انتاج النفط بسبب عامل فصل الشتاء. وتظهر تقارير مبدئية ان روسيا تتوقع ان تنتج 30.6 مليون طن من النفط الخام 7.24 مليون برميل يومياً في كانون الاول 2001 . وكانت روسيا عرضت خفض انتاجها 50 الف برميل يومياً فحسب في الربع الرابع من السنة. وقالت الاسبوع الماضي انها قد تدرس خفوضات اكبر لانتاجها اعتباراً من كانون الثاني 2002 بعد محادثات مع شركات النفط.