تقرر موسكو في العاشر من الشهر الجاري مستوى خفض الانتاج الذي يمكن ان تطبقه اعتباراً من مطلع السنة للمساعدة في تعديل اسعار النفط قبل ان يُعقد في العاصمة الروسية اجتماع قمة نفطية لاتخاذ قرار رسمي في شأن كمية خفض الانتاج الذي عادة ما يتأثر بمستوى الشتاء القارص في الحقول الروسية. لكن التقديرات تشير الى ان روسيا لا يمكن ان تخفض صادراتها بأكثر من 100 الف برميل للحفاظ على الشراكة الاستراتيجية الجديدة مع الولاياتالمتحدة. موسكو - رويترز - اثارت السياسة النفطية الروسية جدالاً بين اعضاء الحكومة الروسية اذ قال رئيس الوزراء ان بلاده تريد ان تنأى بنفسها عن "اوبك" بينما اشار نائبه الى امكانات تطبيق خفوضات اكبر في الانتاج. وقال محللون "ان الارتباك يسود السوق تماماً نتيجة الرسائل المتناقضة في شأن خطط روسيا التي تتعرض لضغوط شديدة من اوبك لخفض الصادرات في اطار جهود عالمية لرفع الاسعار المتهاوية". الا ان رئيس الوزراء ميخائيل كاسيانوف قال ان ثاني اكبر دولة مصدرة للنفط في العالم "لن تتأثر بقرارات اوبك عند صياغة سياستها النفطية". واعلن امام الدوما، وهو احد مجلسي البرلمان، "لسنا عضواً في اوبك ولن نتأثر بقراراتها". واضاف: "نجري مشاورات مع اوبك لكننا منتجون مستقلون ونحدد انتاجنا وصادراتنا وسياسة انتاج النفط بشكل مستقل مع وضع العوامل المختلفة في الاعتبار". ولم يحدد ما اذا كانت روسيا ستزيد حجم الانتاج والصادرات في كانون الثاني يناير اضافة الى خفض 50 الف برميل يومياً اعلنت عنها بالفعل في الربع الاخير من السنة الجارية بينما قال نائبه فيكتور خريستينكو: "ان احتمال اتخاذ مثل هذا القرار لا يزال قائماً". قمة كبار المنتجين واضاف خريستينكو في اليابان "ان من المقرر عقد اجتماع لكبار المنتجين في روسيا بداية الشهر المقبل" ونقلت وكالة انباء "ايتار تاس" قوله ردا على سؤال عن احتمال اتخاذ قرار بتطبيق مزيد من الخفوضات في الاجتماع فأجاب: "يعني ذلك ايضا". وقال محللون ان استقلال روسيا عن قرار "اوبك" مهم للحفاظ على الشراكة الاستراتيجية الجديدة مع الولاياتالمتحدة في اعقاب هجمات 11 ايلول سبتمبر بينما عرض مزيد من الخفوضات حيوي لدعم الاسعار عند مستوياتها الحالية على الاقل. وقال كونستانتين رزنيكوف محلل النفط في "بنك الفا" يبدو ان اعتبارات القرار سياسية بحتة. هناك توازن بين الولاياتالمتحدة و"اوبك" وتحاول روسيا الآن معرفة ما اذا كان السعر الحالي بين 18 و20 دولاراً للبرميل مرضياً للمنظمة. وكان كاسيانوف قال انه يرى ان السعر العادل للنفط يراوح بين 20 و25 دولاراً للبرميل. وبلغ سعر مزيج "برنت" 19.15 دولار للبرميل الجمعة. وتنتج روسيا سبعة ملايين برميل من خام النفط يوميا وتصدر بكامل طاقتها البالغة ثلاثة ملايين برميل يومياً. واعلنت "اوبك" استعدادها لخفض الانتاج 1.5 مليون برميل يومياً فقط في حالة خفض الدول غير الاعضاء في "اوبك" مثل روسيا والمكسيك والنروج انتاجها 500 الف برميل يوميا من كانون الثاني 2002. وتريد "اوبك" من روسيا خفض انتاجها وصادراتها بين 150 و300 الف برميل يومياً وشعرت بخيبة امل بعدما عرضت الاخيرة خفضاً قدره 50 الف برميل يوميا في الربع الاخير. وقال محللون انه ينتظر ان تتخذ روسيا قرارها في شأن خفض الانتاج في العاشر من كانون الاول ديسمبر واضافوا ان من غير المتوقع ان يطرأ اي تغيير رئيسي على موقف روسيا قبل ذلك. وقال فلاديسلاف ميتنيف محلل النفط من "رينيسانس كابيتال" للسمسرة "ستسود التقلبات والمخاوف السوق من جديد الاسبوع المقبل". وتابع ان توقعات تنفيذ خفض اكبر يراوح بين 100 و150 الف برميل يوميا لكنه قال: "ان روسيا ستلتزم بهذه المستويات لفترة قصيرة جداً اذا بدا الاقتصاد العالمي ينتعش وستسري الخفوضات لربع او اثنين واذا بدت دلائل نمو اقتصادي سترفع روسيا صادراتها فوراً وبقوة". وقال رزنيكوف انه لا يتوقع ان يتجاوز الخفض الجديد 100 الف برميل وقال محللون "ان من المتوقع ان تفي موسكو بالتزاماتها على المدى القصير على رغم ان تجاراً قالوا ان الصادرات تنخفض عادة في فصل الشتاء". وقال تاجر روسي كبير "سنرى ان روسيا ستُعلن قريبا انخفاض صادراتها حتى في الشهر الجاري لكن ذلك لا يرجع لبادرة نوايا حسنة لكن بسبب العواصف في منافذ التصدير الرئيسية".