لندن، طهران، موسكو - "الحياة"، رويترز، ا ف ب - تمهد زيارة وزير النفط والثروة المعدنية السعودي علي النعيمي الى موسكو اليوم، حيث سيجري محادثات مع المسؤولين النفطيين، لما قد يصبح "اسس المناقشات" التي سيجريها وزراء النفط في دول "اوبك" اثناء اجتماعهم الاستثنائي في فيينا الاربعاء لمناقشة تطورات الاسواق واسعار النفط على الاقل في الشهور الثلاثة المقبلة وامكانات خفض الانتاج بمعدل يراوح بين مليون و1.5 برميل يومياً... في وقت ظهر تباين كبير بين مواقف الدول الاعضاء في المنظمة من اتجاهات خفض الانتاج في غياب خفض مماثل في الدول غير المنضوية الى "اوبك". خفض مشروط للنفط الايراني واعلن وزير النفط الايراني بيجان زنقانه امس تردد بلاده في خفض انتاجها من دون تعاون الدول غير الاعضاء في المنظمة. وقال الوزير للصحافة، على هامش اجتماع في شأن مستقبل انتاج الغاز "يجب ان يتم اي تقليص محتمل للانتاج في اطار تعاون الدول غير الاعضاء في اوبك". ورأى زنقانه انه "في حال غياب تعاون الدول غير الاعضاء فان ايران غير مستعدة لتقليص الانتاج ولو حتى بمعدل برميل واحد". ومع انه اشار الى ان "اوبك" تحافظ على "موقف صلب" وان "لا فروقات في وجهات النظر بين اعضائها" قال: "ان عناصر السوق تدفع باتجاه تقليص الانتاج حتى الفصل الثاني من السنة المقبلة لكن بشروط". وايران ثاني اهم منتج للنفط في "اوبك" بعد السعودية وتنتج 5،3 مليون برميل يومياً تُصدر منها 1،2 مليون برميل يومياً. وما اثار الشكوك وعزز الاشاعات عن تباين وجهات النظر بين اعضاء المنظمة ما اعلنته متحدثة باسم وزارة النفط الايرانية من ان وزير النفط الايراني لن يسافر الى موسكو للانضمام الى الوزير النعيمي في محادثات خفض الانتاج. وقالت المتحدثة "ان الوزير لن يذهب الى موسكو لكنه سيسافر الى فيينا". غياب اجتماعات التنسيق وعادة ما تسبق اجتماعات خفض الانتاج محادثات للدول الرئيسية المنتجة في "اوبك" وفي خارجها. وكانت جرت قبل الخفوضات السابقة اجتماعات ثلاثية سعودية - فنزويلية - مكسيكية اضافة الى محادثات سعودية - ايرانية وحتى اجتماعات لوزراء النفط في منطقة الخليج. كما عادة ما تُصدر الولاياتالمتحدة، عندما تشعر باقتراب خفض الانتاج، نداء للمنظمة و"الاصدقاء فيها" بابقاء مستوى الانتاج على حاله ما اثار تساؤلات في الاسواق عن امكانات خفض الانتاج. وارتفعت اسعار خام القياس "برنت" الجمعة الى 21.38 دولار للبرميل في العقود التي تمت في بورصة النفط الدولية في لندن بعدما ساندت روسيا جهود "اوبك" لرفع اسعار النفط بتقييد الانتاج قائلة انها ستخفض ايضا انتاجها. وقال ميخائيل كاسيانوف رئيس الوزراء الروسي الجمعة ان شركات النفط الروسية ستقترح خفض صادرات الخام بهدف تحقيق استقرار الاسعار وان الحكومة ستدعم هذا الاقتراح. ونقلت وكالات انباء روسية عن كاسيانوف قوله "ان ست او سبع شركات نفط ستقدم الاقتراح الاسبوع المقبل". شكوك غير ان الشكوك بمدى صدقية الاقتراح الروسي دفعت الى عمليات بيع لجني الارباح ما منع ارتفاع اسعار النفط الى مستويات اعلى. وكان "برنت" هوى الاربعاء الى 18.85 دولار للبرميل وهو ادنى مستوى منذ تموز يوليو عام 1999 بعدما سجل البرميل 27.45 دولار قبل هجمات 11 ايلول سبتمبر واكثر من 31 دولاراً بعد الهجمات مباشرة. وامتنعت شركات نفطية روسية كبيرة عن الادلاء بتعليق رسمي على تصريحات كاسيانوف لكن مصادر في الشركات اعربت عن دهشتها. وقال مسؤول في وزارة الوقود والطاقة الروسية انه لا يتذكر خفض شركات روسية لصادراتها. واعتبر محللون تصريحات كاسيانوف سياسية محضة ترمي الى تهدئة روع الدول الاعضاء في "اوبك" قبل اجتماع فيينا. وستحضر روسيا الاجتماع بصفة مراقب. وقال مسؤول في وزارة الطاقة لرويترز، عند استيضاحه عن رد فعل الشركات على تصريحات كاسيانوف "اننا نجري مشاورات طول الوقت الا انني لا اتذكر اي اقتراح من شركات نفطية مملوكة للقطاع الخاص في شأن هذا الموضوع. ربما يتضح الامر بعض الشيء عندما نجتمع مع الوزير النعيمي". وامتنعت كبرى الشركات المنتجة للنفط مثل "لوك أويل" و"يوكوس" او "سيبنفت" عن التعليق الا ان مصادر في شركات كبيرة اعربت عن دهشتها.