اعتبر وزير الخارجية العراقي ناجي صبري الحديثي ان التهديدات التي تصدر حالياً في اميركا ضد بلاده هي "حملة اسرائيلية لتحريض الرأي العام في اميركا وأوروبا ضد العرب والمسلمين". وكان الوزير يتحدث للصحافيين مساء أمس في مطار الدوحة حيث استقبله وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني. وعلمت "الحياة" ان الوزير العراقي يزور قطر بدعوة رسمية وستستمر 3 ايام، وعلى رغم ان الحديثي تحدث عن "متابعة البحث في تمتين علاقات الأخوة والتعاون" كهدف لزيارته، إلا ان هناك مؤشرات الى وجود تحرك قطري يهدف الى مناقشة مضاعفات ما يتردد حالياً من تهديدات اميركية للعراق ولا يستبعد في ضوء علاقة قطر القوية من اميركا والعراق ان تكون هناك "أفكار" يسعى القطريون الى مناقشتها مع الوزير العراقي. وقال الحديثي رداً على سؤال ان بغداد لم تسحب سفيرها من تركيا وانما نقلته بعد انتهاء فترة عمله هناك، وان هذا القرار اتخذ قبل فترة. وكان الوزير العراقي وصل الى الدوحة آتياً من دمشق، حيث أجرى محادثات مع وزير الخارجية السوري فاروق الشرع تناولت "مستجدات الأوضاع الاقليمية والدولية وضرورة التنسيق بين كل الدول العربية بغية ايجاد موقف عربي فاعل ازاء الأوضاع الراهنة وتطوراتها المستقبلية بما يحفظ المصالح العليا للأمة العربية وأمن المنطقة واستقرارها". وذكرت مصادر رسمية ان الجانبين ناقشا "قرار مجلس الأمن الأخير المتعلق بتجديد العمل ببرنامج النفط مقابل الغذاء". وصرح الحديثي في دمشق بأن بلاده "غير معنية بالتصريحات التي تهدد بضرب العراق"، وحمل "الاعلام الصهيوني والمسؤولين المرتبطين باسرائيل" مسؤولية اطلاق مثل هذه التهديدات. من جهة اخرى، أكدت صحيفة "الأوبزرفر" البريطانية الاسبوعية في عددها أمس أن الرئيس جورج بوش أصدر قبل ثلاثة أسابيع أمراً الى القيادة العسكرية الأميركية بوضع خطة لإطاحة الرئيس صدام حسين. وقالت الصحيفة ان الخطة، التي تساهم فيها وكالة الاستخبارات الأميركية سي آي أي، في طور الاكتمال، وانها ستنتقل الى مرحلة التنفيذ "خلال أشهر". وتشمل الخطة قصفا جوياً أميركياً للمنشآت والقطعات العسكرية العراقية متزامناً مع انتفاضة في شمال وجنوب العراق تطلقها القوى المعارضة للنظام. وتأخذ الخطة في الاعتبار امكان مشاركة القوات الأرضية الأميركية في القتال. وكان نائب وزير الخارجية الأميركي ريتشارد أرميتاج قال لصحيفة "نيويورك تايمز" أول من أمس أن الادارة تدرس بالفعل الخيارات المتاحة ضد العراق، من بينها تقوية المجموعات المعارضة. الا انه استبعد بدء العمليات في وقت قريب، وقال انها ستأتي "في المكان والزمان الذي نختار". ويتم وضع الخطة، حسب "الأوبزرفر"، في مقر "القيادة المركزية" الأميركية في فورت ماكديل في ولاية فلوريدا. ويشرف على العملية رئيس القيادة المركزية الجنرال تومي فرانكس، الذي يدير الحملة الأميركية الحالية على أفغانستان. اما الشخصية الثانية في العملية، حسب الصحيفة، فهي رئيس "سي آي أي" السابق جيمس وولزي، الذي زار لندن بعد وقت قصير من الهجمات على أميركا في 11 أيلول سبتمبر الماضي بتكليف من نائب وزير الدفاع الأميركي بول ولفوفيتز المعروف بالتشدد. وهدفت الزيارة الى الاتصال بالمجموعات العراقية المعارضة للتعرف على مدى استعدادها للمشاركة في حال توفر الدعم الأميركي. ونقلت الصحيفة عن مصادرها في واشنطن أن التبرير الذي سيقدم للعمليات لن يكون اتهام بغداد بالتورط في الهجمات على أميركا في 11 أيلول سبتمبر بل مطالبتها بالقبول بعودة التفتيش الدولي عن أسلحة الدمار الشامل ثم شن الهجوم اثر رفضها المتوقع لذلك. وتعتبر واشنطن أن القرارات الدولية الحالية تكفي لتغطية التحرك من دون حاجة الى استصدار قرارات جديدة. وكانت الولاياتالمتحدة أشارت الى احتمال تورط العراق في الهجمات على نيويوركوواشنطن، واحتمال شمله ب"الحرب على الارهاب" التي تقودها واشنطن. ولقي الموقف معارضة قوية من الرئيس الفرنسي جاك شيراك ورئيس وزراء بريطانيا توني بلير، لما اعتبراه من خطره على الوضع في الشرق الأوسط وتهديده للتحالف العالمي ضد الارهاب. الا ان الصحيفة نقلت عن "مصدر أوروبي" عاد أخيرا من زيارة الى مقر القيادة المركزية أن الأميركيين بعد التطورات الأخيرة في المسرح الأفغاني "يعتقدون ان بامكانهم المشي على الماء، ولا يبالون بما يقوله توني بلير أو غيره".