نيويورك، لندن - رويترز، أ ف ب - اكد رئيس الوزراء البريطاني توني بلير امس ان المعارضة تتزايد داخل العراق ضد الرئيس صدام حسين الذي وصفه بأنه "ديكتاتور". وأشارت بريطانيا الى انها تدرس مع الولاياتالمتحدة خططاً لدعم المعارضة لإطاحته، لكن بغداد اعتبرت ان هذه الخطط ستفشل حتماً. وأعلنت واشنطن ان مراجعة الاممالمتحدة نظام العقوبات على العراق لن تؤدي الى رفعها. وذكر مسؤول بريطاني ان لندن سترعى الاثنين المقبل لقاء لممثلي 15 تنظيماً عراقياً لتوحيد جهودها من اجل اقامة ديموقراطية في العراق. ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن رئيس الحكومة البريطانية توني بلير ان تزايد المعارضة لصدام يدعم آمال ادارة الرئيس بيل كلينتون بإطاحته. وأضاف بلير في مقابلة اجرتها معه الصحيفة في لندن: "القلق يتزايد داخل العراق بسبب الأضرار البالغة التي يلحقها صدام ببلاده. وقد يحاول الآن تصوير ما حدث مطلع الاسبوع مثلما يفعل دائماً ومثلما فعل في نهاية حرب الخليج على انه انتصار كبير. لكن تقويمنا هو ان الاتجاه ضده يتزايد". ورفض بلير الخوض في تفاصيل عن خطط دعم المعارضة من دون ان يناقش الأمر أولاً مع واشنطن. لكن الصحيفة ذكرت ان اجهزة الاستخبارات البريطانية تقدم مساعدة للحملات الدعائية التي تقوم بها منظمات معارضة مثل "المؤتمر الوطني العراقي". وقال بلير انه لا يصدق ان الرئيس العراقي كان يود ان توجه اميركا ضربة الى العراق ليعزز شعبيته في العالم العربي. واضاف ان صدام "ديكتاتور، وعندما تأكد من استعدادنا لاتخاذ اجراء تراجع تماماً". وسئل عن تقارير تفيد ان فرنسا اطلعت العراق على قرار ضربه فأجاب: "هذا الاعتقاد موجود على الورق، ولا أعتقد ان هذا حصل. أرجو ألا يكون هذا هو الأمر... لا أصدق ان تقوم أي دولة غربية منا بمثل هذا". حافة الحرب الى ذلك، اعتبر وزير الخارجية البريطاني روبن كوك في مقال نشرته امس صحيفة "دايلي تلغراف" اللندنية، ان الرئيس العراقي سيحاول مجدداً وضع المجموعة الدولية على حافة الحرب. وتساءل: "ألم نعرف ذلك سابقاً؟ وانها ليست المرة الأولى التي يضعنا صدام على حافة الحرب، ولن تكون بالتأكيد المرة الأخيرة". واضاف: "ليس هناك أي شك في اللعبة التي يحاول صدام ان يلعبها معنا، ويعتقد انه إذا توصل الى خداعنا طويلاً بهذا الشكل سيتمكن من انهاكنا. انه يلعب ضد إرادة الرأي العام". وقال كوك الاثنين أنه كان سيشعر بسعادة كبيرة لو أطيح صدام. وكان ناطق باسم بلير قال أول من أمس ان بريطانيا تدرس اعتماد سبل جديدة لمساعدة المعارضة العراقية على رفع صوتها وستعلن قريباً مبادرة جديدة. وابلغت مصادر سياسية وكالة "رويترز" الثلثاء ان الحكومة البريطانية تسعى الى المساعدة في فتح "قنوات اتصال" بين زعماء المعارضة العراقية في بريطانيا والشعب العراقي. وقال مصدر مطلع: "سننظر في تمويل بث اذاعي وغير ذلك من الوسائل التي تمكن المعارضة من ايصال رسالتها". حمادي في بغداد، توقع رئيس المجلس الوطني البرلمان العراقي سعدون حمادي فشل الجهود الاميركية لإطاحة صدام. وقال في مقابلة بثها التلفزيون العراقي، ان تصريحات الرئيس بيل كلينتون عن تغيير النظام في بغداد "تمثل خروجاً على القانون الدولي وميثاق الاممالمتحدة". واشار الى ان الولاياتالمتحدة "كانت عبر السنوات الماضية تتآمر على العراق في شكل سري. لكنها هذه المرة قرنت العمل التآمري السري بالاعلان عنه صراحة". في الوقت ذاته أعلن القائم بالأعمال الاميركي لدى الاممالمتحدة بيتر بورليه ان واشنطن تعتبر ان اجراء الاممالمتحدة مراجعة شاملة للعقوبات المفروضة على العراق لن يؤدي الى رفعها. وأضاف في تصريحات الى الصحافيين ليل الثلثاء "في كل الميادين، هناك كثير من الاسئلة بلا أجوبة"، مشيراً بذلك ليس فقط الى ملفات نزع السلاح بل ايضاً الى قضية الأسرى الكويتيين. ورأى مندوب العراق السفير نزار حمدون ان بورليه يقوم ب "قراءة غير مقبولة لقرارات مجلس الأمن". وشدد على ان الفقرة 22 من القرار 687 تنص على رفع الحظر النفطي بمجرد ان يفي العراق في شكل كامل التزاماته في مجال نزع الأسلحة فقط في حين تحاول الولاياتالمتحدة اضافة شروط اخرى.