توعد الرئيس اليمني علي عبدالله صالح باجراءات رادعة ضد منفذي عملية خطف خبير الماني من وسط العاصمة اليمنية صنعاء الأربعاء الماضي أثناء زيارة رسمية كان يقوم بها الى المانيا. وأجلت قوات يمنية مشتركة تنفيذ عملية اقتحام موقع الخاطفين حيث يحتجزون الرهينة الالماني في قرية المحجزة في مديرية صرواح 140 كيلومتراً شمال شرقي العاصمة صنعاء بناء على طلب من وجهاء القبائل ومناشدة تلقتها السلطات اليمنية من السفارة الالمانية في صنعاء لبذل محاولات سلمية لاطلاق الرهينة. وفي هذا السياق وجه الشيخ ناجي بن عبدالعزيز الشايف شيخ مشايخ قبيلة بكيل اليمنية رسالتين منفصلتين الأولى إلى قبيلة خولان التي ينتمي اليها الخاطفون، والأخرى الى مشايخ ووجهاء وأبناء قبيلة بكيل والقبائل اليمنية عموماً. وناشد الشايف مشايخ ووجهاء قبيلة خولان "الوقوف ضد مرتكبي أعمال خطف الأجانب، وعدم التساهل معهم أو مجاراتهم لأن ما يرتكبونه من أعمال يسيء الى سمعة اليمن والقبائل اليمنية والتقاليد والأعراف وتعاليم الدين الاسلامي، وتخل بالأمن والاستقرار في وطننا، وتقديم كل مخل بهذه الثوابت الى العدالة لينالوا جزاءهم الرادع". وحذر الشيخ ناجي الشايف في رسالته الثانية الى قبائل بكيل والقبائل اليمنية عموماً من عواقب التساهل مع خاطفي الرعايا الأجانب ومثيري الفتن ومرتكبي الأعمال التي تسيء الى الدين الاسلامي الحنيف. الى ذلك، توعد الرئيس علي صالح خاطفي الخبير الألماني بالجزاء الرادع واعتبر في خطاب القاه أمام حشد من المسؤولين في الحكومة ووجهاء محافظة الحديدة 250 كيلومتراً غرب صنعاء ان "توقيت خطف المواطن الالماني خلال زيارتنا لالمانيا سبب الاحراج لبلادنا وما كان ينبغي لهذه العملية أن تحدث لأن ما حدث لا يسيء لشخص الرئيس علي عبدالله صالح أو الحكومة اليمنية بل يسيء الى اليمن وكل اليمنيين". وأضاف: "إن شاء الله ستتخذ كافة الاجراءات الحازمة الكفيلة بردع مثل هذه العناصر وحفظ الأمن والاستقرار في بلادنا والطمأنينة في مجتمعنا". وكانت مصادر قبلية أكدت ل"الحياة" ان قوات الجيش والأمن تفرض حصاراً واسعاً على القرى والجبال المحيطة بقرية المحجزة التي يوجد فيها الخاطفون والرهينة الألماني. وقالت ان عناصر من الوحدات الخاصة في الجيش شوهدت وهي تستعد لاقتحام الموقع الذي يتمترس فيه الخاطفون، غير أنها تراجعت بعد مناشدة من زعماء القبائل الذين أبدوا استعدادهم لبذل محاولة أخيرة لاطلاق الخبير الالماني بسلام وتسليم خاطفيه الى هذه القوات، اضافة الى مطالبة السفارة الالمانية الحكومة اليمنية بالتأني واعطاء المحاولات السلمية الفرصة الكافية. وأشارت المصادر الى أن القوات التي تحاصر المنطقة توقفت عن اطلاق قذائف "كاتيوشا" على المرتفعات القريبة من الخاطفين وقرية المحجزة. ولم تسمع أصوات القذائف مرة أخرى حتى ظهر أمس بعدما كانت أمطرت هذه المواقع بوابل من النيران بعد ظهر أول من أمس في محاولة للضغط على الخاطفين والتلويح باستخدام القوة ضدهم.