شنت قوات مشتركة من الأمن والجيش، بعد ظهر أمس، هجوماً بالرشاشات وقذائف "الكاتيوشا" على قرية المحجزة في مديرية صرواح محافظة مأرب التي تقع في نطاق قبيلة آل الزايدي، حيث تحتجز مجموعة قبلية مسلحة خبيراً المانياً يعمل في شركة "مرسيدس" كانت اختطفته فجر الأربعاء من وسط العاصمة صنعاء، أثناء زيارة رسمية لألمانيا كان يقوم بها الرئيس علي عبدالله صالح الذي عاد فجر أمس من باريس. وشوهدت مروحيات تحلق فوق القرية خلال الهجوم. ووصل الرئيس صالح فجر أمس إلى الحديدة عائداً من باريس في ختام جولة شملت الولاياتالمتحدة وهولندا والمانيا وفرنسا. ودعا صالح كبار المسؤولين إلى الحديدة لعقد اجتماع للمجلس الأعلى للدفاع الوطني. وذكر أن الاجتماع عرض نتائج محادثات الرئيس اليمني في واشنطن، كما جرى التطرق إلى عملية الخطف. وأكدت مصادر متطابقة ل"الحياة" ان علي صالح أصدر من باريس توجيهات صارمة إلى الحكومة لاتخاذ اجراءات حاسمة وسريعة لإطلاق المختطف الألماني بأي وسيلة، بما في ذلك استخدام القوة العسكرية والزام أجهزة الأمن وقوات الجيش جلب الخاطفين الذين يتزعمهم شخص يدعى حسين بن أحمد الزايدي لمحاكمتهم ومعاقبة كل من يحاول ايواءهم أو التستر عليهم. وأضافت المصادر ان اللجنة الأمنية العليا اجتمعت برئاسة الفريق الركن عبدربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية في حضور رئيس الوزراء عبدالقادر باجمال وكبار المسؤولين في المؤسستين العسكرية والأمنية على إثر وصول توجيهات الرئيس صالح. ولفتت إلى قرارات اتخذتها اللجنة، وفي مقدمها استخدام القوة ضد الخاطفين الذين يطالبون بفدية تصل إلى نصف مليون دولار. ويتخذون من الجبال المحيطة بقرية المحجزة وكراً لاحتجاز الرهائن، حيث كان احتجز سابقاً الملحق التجاري الألماني لمدة شهر كامل بعد خطفه من صنعاء قبل بضعة أشهر، على أيدي عناصر قبلية تنتمي لقبيلة آل الزايدي، وتم اطلاقه عبر مفاوضات أجراها وسطاء قبليون. لكن تكرار خطف رعايا المان أثناء زيارة الرئيس صالح لألمانيا أكثر من مرة عزز إصرار السلطات اليمنية على اتخاذ اجراءات حاسمة قد تطاول أعيان القبيلة ومشايخها ووجهاء، نظراً إلى تكرار عمليات خطف الأجانب التي يرتكبها مسلحون ينتمون للقبيلة ذاتها منذ عام 1995. وأكدت مصادر قبلية أن قوات الأمن والجيش وجهت نيرانها بعد ظهر أمس على مواقع تعتقد بأن الخاطفين يتمترسون فيها مع رهينتهم، غير أنها لم تؤكد حدوث إصابات. وقالت إن السلطات عازمة على معاقبة قبيلة آل الزايدي واقتحام موقع الخاطفين خلال الساعات المقبلة في حال رفض الخاطفون تسليم أنفسهم واطلاق الخبير الألماني بسلام. ووصفت المصادر الوضع في المنطقة بأنه متوتر جداً، خصوصاً أن وحدات من القوات الخاصة توجهت أمس إلى المنطقة للمشاركة في العملية، فيما وسعت دائرة الحصار على القرى المجاورة، تحسباً لأي محاولة للهروب أو الانتقال بالرهينة إلى منطقة أخرى.