اطلق خاطفون صباح أمس ستة رهائن غربيين كانت جماعة قبلية احتجزتهم منذ نحو اسبوعين في منطقة يرط التابعة لمحافظة الجوف 174 كيلومتراً شمال صنعاء بعد خطفهم من منطقة قريبة من محافظة عمران شمال صنعاء في 17 كانون الثاني يناير الماضي. وتمت عملية الافراج عن الرهائن الستة وهم: هولندي وزوجته وطفلاهما وبريطانيان بعد تدخل الشيخ ناجي بن عبدالعزيز الشايف شيخ مشائخ قبائل بكيل اليمنية الذي بادر الى ارسال عدد من الوسطاء من شيوخ القبائل اليمنية ووجهائها للتفاوض مع الخاطفين واطلاق الرهائن بسلام بعد أن فشلت محاولات عدة بذلها وجهاء مع الخاطفين. وقالت مصادر قريبة من الشيخ الشايف ل "الحياة" ان الرئيس علي عبدالله صالح وافق في وقت سابق على الوسطاء الذين اقترحهم الشيخ الشايف وهم: الشيوخ عبدالله بدرالدين عضو مجلس النواب من كتلة المؤتمر الشعبي العام وناجي ردمان ومحسن العموش وصالح عبده الذرحاني و محمد ناجي ردمان. واستمر التفاوض بين الوسطاء والخاطفين ثلاثة أيام انتهت بموافقة الخاطفين على اطلاق الرهائن الذين وصلوا صباح أمس برفقة الوسطاء الى منزل الشيخ ناجي الشايف. واستقبل الشايف الرهائن ومعه نجله الشيخ محمد بن ناجي الشايف رئيس لجنة الحقوق والحريات العامة في مجلس النواب والعميد صادق حيد رئيس العمليات في وزارة الداخلية اضافة الى عدد من شيوخ ووجهاء القبائل اليمنية في حضور سفيري المملكة المتحدة وهولندا في صنعاء وعدد من العاملين في السفارتين. وأخذ الستة الذين أفرج عنهم قسطاً من الراحة في منزل الشيخ الشايف وأعربوا عن سعادتهم باستعادة حريتهم وأجمعوا على أنهم لم يتعرضوا لأي أذى من الخاطفين. وفي المقابل أعرب الشايف عن سعادته باطلاق الهولنديين والبريطانيين وأبلغ الرهائن الذين اعتبرهم ضحايا لظاهرة الخطف التي تفشت في اليمن اعتذار اليمنيين عن ما حصل لهم. وقال الشايف ل "الحياة" امس ان ظاهرة خطف الأجانب "تعتبر عملاً وحشياً وغير انساني"، وان من يقومون بمثل هذا العمل "لا يحترمون قيم الشعب اليمني وتقاليده ويسيئون الى اخلاق القبيلة اليمنية وتقاليدها التي تلزمنا جميعاً باحترام كل اجنبي سواء كان سائحاً أو زائراً أو خبيراً في بلادنا". وانتقد "تساهل" السلطات اليمنية "في حسم القضايا وردع الظواهر المخلة بأمن المجتمع اليمني واستقراره والتي تسيء الى علاقات اليمن مع العالم الخارجي وتسيء الى سمعة اليمن". وأضاف ان "الدولة تملك حق القرار وتملك عوامل تنفيذه قانونياً وقضائياً وأمنياً. والقبائل اليمنية مجمعة على استنكار هذه الظواهر ورفضها ومحاربتها". وقال الشيخ عبدالله بدرالدين: "نحن هنا ندين ظاهرة الخطف ونطالب السلطات اليمنية بالحزم وتنفيذ القوانين على الناس جميعاً. ونشدد على أهمية التفات السلطات الرسمية الى المناطق المحرومة من المشروعات الخدمية وتنفيذ العدالة القضائية، وخصوصاً في المناطق القبلية التي شهدت عدداً من حالات الخطف". الى ذلك قالت مصادر برلمانية ل "الحياة" في صنعاء ان الشيخ محمد ناجي الشايف استقبل أمس السفيرة الألمانية هيلغا سترافيتش بمناسبة انتهاء فترة عملها في اليمن وأنها طلبت من الشيخ محمد الشايف التدخل للافراج عن رهينتين المانيين سيدة وابنها تحتجزهما مجموعة قبلية منذ نحو اسبوع في احدى مناطق يرط في محافظة الجوف. وقالت المصادر ان الشيخ محمد الشايف أبدى استعداده بذل الجهود الممكنة للافراج عن الرهينتين الالمانيين في أقرب وقت.