أعلن رئيس الوزراء التركي بولند أجاويد أن واشنطن ستجري مشاورات مع أنقرة قبل اتخاذ أي قرار أميركي يتعلق بالعراق، وسط مخاوف تركية متزايدة من تداعيات أي عملية عسكرية ضد هذا البلد. وأكد نائب رئيس الوزراء مسعود يلماز أنه يخشى احتمال تقسيم العراق وقيام "كيان شيعي يكون امتداداً لإيران" في جنوبه، ودولة كردية في الشمال. ومع اقتراب موعد زيارة أجاويد الولاياتالمتحدة في الرابع عشر من الشهر المقبل، تتزايد التصريحات الرسمية التي تعلن رفض تركيا عملية عسكرية تستهدف حكومة بغداد، على رغم أن الديبلوماسيين الأتراك منقسمون على هذه القضية. ويبقى هذا الخلاف خلف الستار، فيما يتم التركيز على إعلان قلق أنقرة من نتائج ضرب العراق. وفي هذا الإطار، قال أجاويد في اجتماع لمجلس حزبه، اليسار الديموقراطي، إنه سيناقش ملف العراق مع المسؤولين في واشنطن، وان كان يتمنى "اهمال هذا الملف وعدم التطرق إليه" خلال زيارته. وزاد انه سيؤكد في حال طرحه للنقاش، أن بلاده ضد أي كيان يهدد وحدة الأراضي التركية، في إشارة إلى مخاوف من قيام كيان كردي مستقل في شمال العراق، في حال توجيه أميركا ضربة عسكرية إليه. وأشار أجاويد إلى أن واشنطن ستستشير بلاده قبل اتخاذ أي قرار في شأن العراق، فيما أكد يلماز أنه يشارك رئيس الأركان التركي مخاوفه من احتمال تقسيم هذا البلد، وتشكيل كيان شيعي يكون امتداداً لإيران في جنوبه ودولة كردية في شماله. وكان رئيس الأركان حسين كفرك اوغلو صرح أول من أمس بأنه لا يرى داعياً أو مبرراً لضرب العراق، لافتاً إلى وجود معارضة دولية وإسلامية وعربية لما تخطط له الولاياتالمتحدة. ويلفت مراقبون إلى أن التصريحات التركية تركز فقط على نتائج ضرب العراق ورد الفعل الدولي على مثل هذه العملية، وضرورة وحدة أراضيه وسيطرة حكومة مركزية في بغداد على كامل التراب العراقي. وكانت قناة "سي ان ان" التركية طرحت للنقاش تساؤلات حول توجيه ضربة أميركية إلى العراق، وهل ستؤدي بالضرورة إلى تقسيمه. وأجمعت آراء بعض المستشارين والسفراء المتقاعدين الأتراك على أن هذا الاحتمال وارد وإن كان ليس أكيداً. ورأى المستشار يالم ارالب أن بقاء الرئيس صدام حسين في السلطة "يقف عائقاً أمام عودة التحام شمال العراق ببقية أراضيه، مما يدعم بناء كيان كردي هناك". وقال إن ذلك يعني خطراً أكبر على تركيا، فيما "ذهاب صدام والمجيء بنظام أكثر مرونة وديموقراطية سيعيدان سيطرة الحكومة المركزية في بغداد على كامل التراب العراقي، وهذا سيكون لمصلحة تركيا". واعتبر سياسيون متقاعدون ان صدام في حال توصل واشنطن إلى هدنة أو مصالحة معه سيتحول للعمل ضد تركيا مثلما كان في السابق. وأبدى جميع القادة العسكريين المتقاعدين الذين شاركوا في البرنامج رفضهم ضرب العراق وتورط الجيش التركي في مغامرة على أراضيه تحت ضغط أميركي.