الغت المحكمة العليا الاسرائيلية، وهي أعلى مرجع قضائي في اسرائيل، قرار تعيين ضابط الاستخبارات الاسرائيلي السابق ايهود ياتوم رئيسا لما يسمى "ركن مكافحة الارهاب" في مكتب رئيس الوزراء أرييل شارون، ما اثار جدلا داخليا . وكان ياتوم الذي عمل في جهاز الاستخبارات الداخلية "شين بيت" عام 1984 اعترف خلال مقابلة صحافية بانه قتل فلسطينيين خطفا باصا على طريق تل ابيب - أشدود بعد اعتقالهما بناء على تعليمات من رئيس جهازه في هذه الفترة ابراهام شالوم. واعلنت المحكمة العليا قرارها ردا على التماس تقدم به يساريان من حزب "ميرتس" هما يوسي سريد وموسى راز وطالبا فيه بعدم السماح لياتوم شقيق رئيس جهاز الاستخبارات الاسرائيلي السابق داني ياتوم بشغل منصب مستشار شارون لمكافحة "الارهاب". ووصف رئيس الائتلاف الحكومي الاسرائيلي زئيف بويم قرار المحكمة بانه "صفعة لكل من يخاطر بحياته من اجل امن الدولة"، فيما قال شارون انه يعتبر ياتوم "ملائما" للمنصب، لكنه لن يتدخل في القرار . واعرب سريد عن ارتياحه الى القرار، مشيرا الى ان بامكانه "كشف جميع التفاصيل المتعلقة بقضية باص الركاب الرقم 300 لكن هناك تفاصيل غير معروفة لدى الجمهور وكل انسان ذو منطق سليم ما كان ليوافق على تعيين كهذا". وكشف النقاب عن عملية تصفية الشابين الفلسطينيين اللذين كانا ضمن مجموعة من اربعة شبان لم تتجاوز اعمارهم العشرين عندما التقط مصور اسرائيلي يعمل لدى صحيفة "حدشوت" صورة فوتوغرافية للشابين اثناء اقتيادهما بعيدا عن الباص المخطوف والذي اقتحمته "قوة خاصة" تابعة لجهاز الاستخبارات وهما في صحة جيدة ودون علامات على اصابتهما برصاص افراد هذه الوحدة. ونشرت الصورة الى جانب تصريحات المسؤولين الاسرائيليين الذين اعلنوا قتل اثنين من الخاطفين ووفاة اثنين اخرين متأثرين بجروح اصيبا بها وان احدهما توفي في الطريق الى المستشفى. واثارت القضية في حينه جدلا واسعا في المجتمع الاسرائيلي خصوصا انه تكشف لاحقا من خلال مقابلة مع ياتوم ومصادر اخرى ان الشبان الاربعة لم يكونوا مسلحين وان مجندة اسرائيلية قتلت واصيب سبعة اخرون من ركاب الباص بجروح من رصاص "الوحدة الخاصة" الاسرائيلية. أما تفاصيل تصفية الشابين ، فتؤكد ان ياتوم وفقا لروايته الخاصة تلقى امرا عبر جهاز الاتصال من رئيسه شالوم امره بتصفية الشابين اللذين احتجزا داخل سيارة "فان"، فأوقف السيارة الى جانب الطريق وتناول حجرا وشرع بضربهما حتى الموت. وفي حينه قال ياتوم انه استخدم الحجر للايحاء بانهما قتلا اثناء اقتحام الباص. ولم تصل قضية "الباص الرقم 300" الى القضاء بسبب منح الرئيس الاسرائيلي في حينه حاييم هرتسوغ "عفوا عاما" عن جميع المتورطين في الجريمة.