تكثفت العمليات في افغانستانوباكستان لمطاردة كبار المسؤولين في نظام "طالبان"، في حين اكدت مصادر التحالف الدولي مجدداً ان اسامة بن لادن قد يكون قتل في الغارات العنيفة على تورا بورا. جاء ذلك في وقت حقق رئيس الحكومة الانتقالية حميد كارزاي انجازاً في اتجاه توحيد الفصائل المتحالفة معه تحت راية جيش وطني، وذلك بتعيينه الزعيم الاوزبكي عبدالرشيد دوستم نائباً لوزير الدفاع في حكومته. واستمر الجدل حول تعرض موكب اعيان القبائل البشتونية في ولاية بكتيا لغارات اميركية الاسبوع الماضي، اذ اعلن وزير الحدود الافغاني امان الله زدران ان اربعة عناصر من "القاعدة" اندسوا في الموكب واطلقوا صواريخ مضادة للطائرات في اتجاه القاذفات الاميركية، مبرراً الغارات التي اسفرت بحسب كلامه عن مقتل 15 شخصاً على الاكثر. وفي غضون ذلك، دارت اشتباكات في مستشفى قندهار امس، بين عناصر من "القاعدة" متحصنين داخله ومقاتلين باشتون تساندهم قوات اميركية، ادت الى اعتقال احد العرب، فيما لا يزال حوالي سبعة آخرين داخل المستشفى. وعلى صعيد آخر، نشرت مجلة "نيوزويك" امس، ان المحققين الاميركيين يعتقدون ان شبكة "القاعدة" تملك ما يكفي من المكونات النووية لصنع "قنبلة مشعة" يمكن ان تتسبب في وفيات وحال رعب في محيط تفجيرها، ولو كانت اقل قوة من القنبلة النووية. مطاردة "طالبان"... ومصير بن لادن وبدا ان القوات الاميركية تقترب من العثور على ادلة تقودها الى زعيم "طالبان" ملا محمد عمر، اذ نفذت ليل اول من امس، انزالاً خاطفاً بالمروحيات في احدى قرى ولاية غزني وسط واقتادت تحت جنح الظلام نائب وزير الاستخبارات السابق في حكومة الحركة ملا عبدالحق واثق الى معسكر الاعتقال في قندهار للتحقيق معه. وانضم واثق بذلك الى نائب وزير الدفاع السابق عبدالرازق وقائد المنطقة الشمالية الأفغانية نور الله نوري. وفي الوقت نفسه، كادت القوات الباكستانية تعتقل وزير الدفاع في حكومة "طالبان" عبد الرزاق لدى حضوره الى مدرسة دينية في مدينة تشمن المحاذية للحدود الافغانية. وافادت تقارير ان عبد الرزاق غادر المكان قبل دقائق من وصول القوات الباكستانية. وتكتسب عملية اعتقال الرجل الثاني في استخبارات "طالبان" اهمية كونه من بين الذين التقوا الملا عمر وكبار قادة الحركة قبل اختفاء هؤلاء. لكن مصير بن لادن بدا مجهولاً في انتظار استكمال عمليات البحث في الكهوف البعيدة داخل جبال تورا بورا. وقال الناطق باسم المركز الاعلامي الاميركي في إسلام آباد كينتون كيث في مؤتمر صحافي امس: "كان هناك قصف كثيف على المنطقة تورا بورا حيث شوهد بن لادن للمرة الاخيرة وحيث يفترض ان يكون. ولن يكون امر مفاجئاً لأحد لو انه قتل في الحملة" التي شنتها القاذفات الاميركية. غير ان كيث اعترف انه "ببساطة لا يعرف" مكان بن لادن، مشيراً الى ان قوات التحالف والمليشيات الافغانية المحلية "تواصل تفتيش كهوف وسراديب" المناطق الجبلية شرق افغانستان بحثاً عنه. وأشير ايضاً الى احتمال فرار بن لادن الى باكستان حيث قد يكون لجأ الى المناطق القبلية التي لا تكاد تسيطر عليها الحكومة. ونفت باكستان قطعياً هذه المعلومات وأكدت ان بن لادن سيتم اعتقاله في حال دخل الاراضي الباكستانية وان القبائل تتعاون مع السلطات. واستبعد الرئيس الباكستاني برويز مشرف في حديث للتلفزيون الصيني ان يكون بن لادن دخل باكستان، معتبراً انه قتل على الارجح في الغارات.