} أحرزت الحملة العسكرية على مرتفعات تورا بورا شرق أفغانستان تقدماً ميدانياً على ثلاثة محاور، وحصرت مقاتلي شبكة "القاعدة" من فلول حركة "طالبان" و"الأفغان العرب" في قمم الجبال حيث تُخاض معارك "شرسة". وتحقق التقدم بعد عمليات قصف مركزة، متزامنة مع غارات جوية أميركية شاركت فيها قاذفات "بي - 52" الثقيلة. وتحسباً لفرار اسامة بن لادن الذي يعتقد بانه في المنطقة، أنزلت مروحيات الجيش الباكستاني قوات خاصة على قمم الجبال المطلة على الحدود الأفغانية، وسيرت دوريات فيها. تورا بورا، كابولأفغانستان، شامان، إسلام آباد باكستان - "الحياة"، أ ف ب، رويترز، أ ب - أعلن الناطق باسم "التحالف الدولي ضد الارهاب" الاميركي كينتون كيث أمس في اسلام آباد ان الحملة العسكرية على اسامة بن لادن واعضاء شبكة "القاعدة" في منطقة تورا بورا الجبلية شرق أفغانستان تحرز تقدماً. وقال في لقاء صحافي: "لدينا أسباب للاعتقاد بان تقدماً تحقق، يضيق الخناق على أسامة بن لادن. لم نلق عليه القبض بعد، ولكنها ليست الا قضية وقت". وأضاف: "أن الحملة الجوية متواصلة والقوات المناوئة لطالبان تحالف الشمال تتقدم في المنطقة بمشاركة قوات برية من التحالف الدولي". وعن شهادات أفادت بوجود زعيم "القاعدة" في المنطقة، اعترف كيث أن التحالف "لم يحصل على شهادة عينية موثوقة، لقد حصلنا على عدد كبير من الشهادات والاشاعات. لكن مستوى تقدم الحملة يجعل المناطق التي يمكن لمقاتلي القاعدة الاختباء فيها تتقلّص كل يوم". وبحسب الناطق فإن "بن لادن وملا محمد عمر زعيم طالبانموجودان في أفغانستان. وليس لدينا أي إثبات على مغادرتهما". تقدم على 3 محاور على الصعيد الميداني، قالت "وكالة الانباء الاسلامية" إن مقاتلين قبليين معارضين ل"طالبان" شنوا هجوماً من ثلاثة محاور على قوات "القاعدة" في تورا بورا أمس، وأحرزوا بعض التقدم، لكن "المقاتلين العرب في الجبال يظهرون مقاومة شرسة ومكثفة بأسلحة خفيفة ومدفعية". وسيطر مقاتلو "تحالف الشمال" الحاكم في أفغانستان، على سلسلة جبلية استراتيجية في ميلاوا قرب مجمع "القاعدة" في تورا بورا المبني على عمق 250 متراً تحت الأرض، ويمتاز بشبكة أنفاق وكهوف. وقال حضرت علي الذي يقود القوات المحلية للتحالف ان اتباع بن لادن أجبروا في ظل القصف الاميركي المكثف على العودة الى مواقع دفاعية جديدة على "قمم الجبال بين تورا بورا وممر وزيري". وقال ان "الوضع يزداد سوءًا بالنسبة إليهم قوات بن لادن، هناك قصف أميركي متكرر ليل نهار، ومجاهدونا استولوا على كل تورا بورا. العدو على قمم الجبال، وربما يكون أسامة هناك أيضاً. شوهد قبل خمسة أيام، وأكد أسير أفغاني لدينا ذلك أيضاً. أسامة أقام كهوفًا جديدة وشبكة حماية تحت الارض على قمم تلك الجبال". وأقر القائد حاجي محمد زمان، قائد الجبهة الذي يؤكد وجود بن لادن في المنطقة الجبلية، أن رجاله يواجهون صعوبات. وقال: "الامر ليس سهلاً مع هؤلاء الناس. إنهم يقاتلون منذ أربع سنوات. عددهم نحو 1500 رجل والمنطقة شديدة الصعوبة". وأغارت طائرتان أميركيتان من طراز "بي - 52" في وقت متزامن من يوم أمس على تورا بورا. وأفادت "فرانس برس" أن القاذفتين الضخمتين اللتين كانت إحداهما تبعد عن الاخرى مسافة كيلومتر واحد، حلقتا فوق تورا بورا وألقت كلٌ منهما مجموعة من القنابل أحدث انفجارها دوياً هائلاً. وكانت المقاتلات الاميركية من طراز "أف - 14" على الارجح، شنت غارات متتالية طوال ليل أول من أمس، ونفذت صباح أمس ست هجمات على الاقل. وبعد عمليات القصف ليلاً وصباحاً، ارتفعت في السماء غيوم من الدخان امتدت نحو 10 كيلومترات فوق سلسلة الجبال البيض حيث تقع تورا بورا التي تبعد 30 كيلومترًا جنوب جلال آباد شرق كبرى مدن محافظة نانغرهار. انزال باكستاني وتحسباً لفرار بن لادن الى خارج أفغانستان، أنزل الجيش الباكستاني قواتًا خاصة حملها بالمروحيات على قمم الجبال المطلة على الحدود الأفغانية. وسير الجيش دوريات مشطت المنطقة الحدودية. ولا تزال المعلومات متضاربة عن مكان وجود ملا عمر الذي قال نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني أول من أمس أنه لا يزال في منطقة قندهار. في حين أكدت صحيفة "ذي نيوز" الباكستانية نقلاً عن عناصر من "طالبان" أنه نجح في الفرار مع مجموعة من المقاتلين الى الجبال المجاورة. وقال حامد كارزاي رئيس الحكومة الافغانية الموقتة إنه يريد اعتقال ملا عمر ليحاكم ك"مجرم" حرب، بعدما رفض أكثر من مرة عروضاً لنبذ الارهاب.