تتعامل مصادر ديبلوماسية غربية في بيروت، مع توسيع اسرائيل، مطلع الاسبوع الجاري، رقعة خروقها للسيادة اللبنانية على انه استعراض للقوة رداً على العروض التي أقامها "حزب الله" لمناسبة يوم القدس العالمي، مشيرة الى أن الخروق تبقى في هذه الحدود ولن تتطور الى تهديد الاستقرار في الجنوب. ونقل وزراء لبنانيون عن سفراء عدد من دول المجموعة الأوروبية والسفير الاميركي في لبنان فنسنت باتل اعتقادهم أن الأجواء اللبنانية كانت ساحة، بالمعنى السياسي للكلمة، لتبادل الرسائل بين "حزب الله" واسرائيل، وبالتالي فإنهم يشجبون استمرار الخروق الاسرائيلية ويدعون الى وقفها بعدما أبلغت حكوماتهم تل أبيب رفضها أي محاولة لتوتير الوضع الأمني في الجنوب. لكن السفراء، في المقابل، يأخذون على الحزب كلام أمينه العام السيد حسن نصرالله من انه لا وجود لمدنيين في اسرائيل والعروض التي نظمها لعناصره وكانت الأكبر حجماً منذ التحرير معتبرين انه كان في غنى عنها في هذا الظرف بالذات. ولفت السفراء، بحسب ما نقله الوزراء، الى أن تل أبيب أرادت تمرير رسالة الى سورية من خلال لبنان بأنها لن تسمح ل"حزب الله" بأن يحوّل استعراض القوة الى فعل عسكري على الأرض في مزارع شبعا المحتلة، وانها جاهزة للرد. دعوة الى ضبط النفس وكرر السفراء دعوتهم الى ضبط النفس، وعدم انجرار "حزب الله" وراء الاستفزازات الاسرائيلية، لا سيما أن اسرائيل تمكنت من كسب تأييد واشنطن الذي أتاح لرئيس وزارئها آرييل شارون مواصلة الحرب ضد الفلسطينيين محملاً المسؤولية لحركتي "حماس" و"الجهاد الاسلامي" ليؤلب الرأي العام الأوروبي لمصلحة اسرائيل بسبب العمليات التي نفذتها الحركتان ضد المدنيين. واعتبروا ان شارون يحاول الافادة من الدعم الاميركي لاستدراج "حزب الله" الى معركة في التوقيت الذي يريده آملاً في أن يدرج عدوانه في الحملة على الارهاب بذريعة التعاون السياسي القائم بين الحزب من جهة وبين "حماس" و"الجهاد الاسلامي" من جهة ثانية. وإذ رأى السفراء ان شارون يخطط، مستفيداً من المناخ الدولي العام، لإملاء شروط سياسية قديمة على لبنان تتعلق بوقف المقاومة وامتناع الحزب عن شن عمليات في مزارع شبعا بهدف اقفال ملف الجنوب بشروطه، اعترفوا في المقابل بأن الاحتجاج الأوروبي على الخروق الاسرائيلية جاء خجولاً ولم يعبّر عنه في العلن وإنما عبر القنوات الديبلوماسية، خلافاً لما كان سيصدر عن الادارة الاميركية والمجموعة الأوروبية لو أن المقاومة الاسلامية نفذت عملية ضد الجيش الاسرائيلي في منطقة المزارع. في المقابل قال مسؤول في "حزب الله" ان المشهد الاستفزازي الاسرائيلي قد يستمر، لكن لا بد من أن يأتي التوقيت الذي نعرف فيه كيف سنرد عليه، مؤكداً ان المقاومة لن تستدرج الى مواجهة تحدد اسرائيل مكانها وزمانها.