دارت اشتباكات بين أسرى من "القاعدة" وعناصر أمنية باكستانية كانت تقتادهم الى السجن، مما اسفر عن سقوط 15 قتيلاً من الطرفين. وشن مقاتلون فارون من حركة "طالبان" هجوماً على الطريق المؤدية من قندهار الى باكستان، فقطعت طوال ليل اول من امس. وفي حين اكد المبعوث الاميركي الى افغانستان جيمس دوبنز الاستمرار في مطاردة قادة "طالبان" و"القاعدة" الفارين الى حين العثور عليهم، ابدى حاكم جلال آباد حاجي محمد زمان ثقته بأن أسامة بن لادن لم يعد في افغانستان، مشيراً الى انتهاء عمليات البحث في منطقة تورا بورا. واعرب مسؤولون في مكتب التحقيقات الفيديرالي اف بي اي للكونغرس امس، عن اقتناعهم بأن قتل بن لادن او القبض عليه، لن يضع حداً لمخاطر هجمات محتملة يشنها تنظيم "القاعدة" في انحاء العالم. وأخضعت عناصر من ال"اف بي اي" في مطار قندهار 15 اسيراً من "الافغان العرب" يجيدون الانكليزية للتحقيق، في محاولة للحصول على معلومات يمكن ان تفيد في اقتفاء اثر زعيم "القاعدة" وكبار معاونيه. وظهرت خلافات على مهمة القوة الدولية التي سترسل إلى أفغانستان بين المانيا وبريطانيا الى العلن، مهددة بعرقلة التصويت في مجلس الامن على انتداب هذه القوة. فقد عارضت برلين الربط بين هذه القوة التي ستشارك فيها والعمليات العسكرية الاميركية الدائرة على الارض. وقال بيتر ستروك العضو البارز في الحزب الديموقراطي الاشتراكي بزعامة المستشار الالماني غيرهارد شرويدر للتلفزيون الالماني: "هناك خلاف على مسألة القيادة. ولا نريد ان تكون القوات الالمانية تحت قيادة الاميركيين، بل يتعين ان تكون قوة حفظ سلام منفصلة". واضاف ان القوات الاميركية تحارب في افغانستان للقبض على بن لادن، فيما تتمثل مهمة القوة الجاري تشكيلها في حماية الحكومة الانتقالية والمدنيين وعمال الاغاثة. وفي حين حسم القادة الافغان الجدل في شأن تعداد تلك القوة البالغ ثلاثة آلاف عنصر، ثلثهم مولج مهمات عسكرية، اثير جدل آخر في شأن انسحاب قوات تحالف الشمال من كابول، اذ اعلن وزير الدفاع الجنرال محمد فهيم ان هذه القوات ستنسحب الى ثكنها داخل العاصمة، وليس الى خارج المدينة، مما يحول في المرحلة الحالية دون نزع السلاح داخل المدينة. وأعلن وزير الدفاع البريطاني جيفري هون ان حكومته عرضت على الاممالمتحدة تولي قيادة القوة المتعددة الجنسية لمدة اقصاها ثلاثة اشهر، على ان تعهد بها بعد ذلك الى احد شركائها فيها. وواصلت الطائرات الاميركية امس تحليقها في الاجواء الافغانية ونفذت 164 طلعة من دون قصف اهداف. وصرح الناطق باسم البنتاغون ريتشارد ماغرو بأن "الطائرات لم تلق قنابلها، مما يعني انه اصبح من الصعب العثور على اهداف جيدة". وفي الوقت نفسه، واصلت القوات الافغانية المتحالفة مع الاميركيين تعقب فارين من تنظيم "القاعدة". وقال حاجي علي محمد وهو قائد قطاع قريب من منطقة تورا بورا: "اعتقلت قواتنا اول من امس سبعة رجال من القاعدة". وافاد صحافيون ان مقاتلين من "طالبان" هاجموا رجال القبائل المناهضين لهم في بلدة تختبول على الطريق المؤدية من قندهار الى معبر سبين بولداك على الحدود مع باكستان. وافيد ان فريقاً من الصحافيين الفرنسيين المتوجهين من قندهار الى باكستان منعوا من اكمال طريقهم عند نقطة تفتيش قبل البلدة. وروى احدهم ان حراس نقطة التفتيش ابلغوهم ان "قتالاً دار طوال الليل بسبب هجوم شنته طالبان. وطلبوا منا ان نعود بعد ساعات قليلة لانه يتعين عليهم معرفة من يسيطر على البلدة". وقال احد الصحافيين بعد عودته الى قندهار انه رأى سيارتين او ثلاثاً تقل قادة مناوئين ل"طالبان" اضافة الى عناصر من القوات الاميركية تتوجه الى تختبول. وأدت انتفاضة نفذها 156 عربياً اعتقلوا بعد تسللهم من تورا بورا إلى باكستان إلى اشتباك مع حراسهم، اسفر عن مقتل 13 من الطرفين وهروب بعضهم في الجبال. وعلمت "الحياة" ان هؤلاء الاسرى الذين حاولوا التسلل إلى منطقة كرام إيجنسي القبلية هم من جنسيات سعودية ويمنية ومصرية وجزائرية وتركية. وأبلغت مصادر قبلية باكستانية "الحياة" أن الاسرى الذين قدر عددهم ب192 كانوا ينقلون في اربع حافلات إلى بيشاور، حين تمكن بعضهم من رمي احد السائقين الى الخارج فانقلبت الحافلة. وانتزع العرب في ظل الفوضى أسلحة حراسهم وتبادلوا اطلاق النار مع حراس الحافلات الاخرى، مما أسفر عن سقوط 7 قتلى في صفوف الاسرى و6 في صفوف الحراس. وتمكن 41 عربياً من الهرب، لكن السلطات تمكنت لاحقاً من القبض على 20 منهم وما زال 21 آخرون فارين في جبال شديدة الوعورة. وكانت مصادر مطلعة تحدثت عن انتشار مئة من رجال الاستخبارات الأميركية في مناطق القبائل الباكستانية لمتابعة تحركات "الأفغان العرب"، كما يتوقع أن ينقل الاسرى إلى قاعدة يعقوب آباد في اقليم السند حيث أقامت السلطات الأميركية مركزاً متطوراً للتحقيق معهم. واتهم التلفزيون الباكستاني تحالف الشمال بنقل بعض الأسرى الباكستانيين إلى الهند، وذلك لدعم الرواية الهندية عن وجود عناصر باكستانية تعمل على تنفيذ عمليات تخريبية في الأراضي الهندية.