باشرت أسرة زعيم "الجماعة الاسلامية" الدكتور عمر عبدالرحمن الذي يقضي عقوبة السجن المؤبد في أحد السجون الأميركية، جهوداً لاطلاق نجله أحمد عبدالرحمن المعروف باسم "سيف الله" بعدما أقرت السلطات الاميركية بأن قوات "تحالف الشمال" الأفغاني ألقت القبض عليه في كابول. ونفت أسرة الشيخ أمس بشدة أن يكون "سيف الله" عضواً في تنظيم "القاعدة" أو عمل مع أسامة بن لادن، داعية الحكومة المصرية الى التدخل لفك أسر "سيف الله" باعتباره مواطناً مصرياً. وناشدت المنظمات الدولية والاقليمية العاملة في مجال حقوق الانسان الضغط على الادارة الأميركية لضمان سلامته ومعرفة ظروفه في الأسر و"الحؤول دون تعرضه للتعذيب لإجباره على الإدلاء بمعلومات يسعى الاميركيون الى انتزاعها بأي طريقة". وباشر محامي الأسرة منتصر الزيات اجراءات قانونية للغرض ذاته، ووجه أمس مذكرات إلى وزارة الخارجية المصرية والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين والسفارة الأفغانية في القاهرة. وأكد الزيات في المذكرات ان "محاولة إلصاق تهمة العمل في تنظيم القاعدة بسيف الله أو شقيقه تهدف الى محاولة طمأنة الشعب الأميركي إلى أن الحملة ضد افغانستان حققت نجاحاً باعتقال أحد أعوان بن لادن". وقال الزيات ل"الحياة": "إذا كانت لدى أحد من ابناء الشيخ عبدالرحمن رغبة في ممارسة عمل تنظيمي، فالأوْلى أن يلتحق بعضوية الجماعة الاسلامية، ومن ثم يقلد مراتب متقدمة في سلمها القيادي، لأن والدهم زعيم التنظيم، وبالتالي فإن القول إن سيف عمل في القاعدة يتنافى أساساً مع أي فهم لخريطة الحركات الاسلامية. فالمعروف ان الجماعة الاسلامية لم تدخل أي تحالف مع بن لادن ولم يكن استهداف المصالح الاميركية أبداً ضمن خططها، فإذا لم يكن سيف الله أو أسد الله فاعلين في الجماعة الاسلامية فإن عضويتهما في تنظيم القاعدة تُعد أمراً غير متصور". وقال نجل الشيخ سيد عبدالله عبدالرحمن ل"الحياة": "إن التعاطي الاميركي مع عملية اعتقال أحمد عبدالرحمن مثير للريبة، إذ أن صحيفة "الحياة" كانت نشرت خبر القبض عليه في 18 تشرين الثاني نوفمبر الماضي، وتجاهل الأميركيون الأمر لكنهم عادوا وأقروا به أخيراً بعدما بدأت الصحف الاميركية التعاطي مع الموضوع، مما يعكس رغبة أميركية في حجب المعلومات حول سيف الله، علماً أنه ذهب مع شقيقه الى افغانستان عام 1989 حين كان في السنة الأولى في المرحلة الاعدادية والثاني في المرحلة الثانوية، وشاركا سوياً في جهاد الافغان ضد الاحتلال الروسي، وكان حضورهما هناك سابقاً على نشاط افغان عرب سابقين ومنهم اسامة بن لادن نفسه. بالتالي لا يحتاجان إلى الانضمام الى تنظيم كي يضمنا البقاء هناك في سلام". وعن ظهور شقيقه الآخر أسد الله بداية العام الجاري في شريط فيديو مع بن لادن اثناء حملة للعمل لاطلاق الشيخ عبدالرحمن، قال الابن: "والدي عالم جليل له مكانة خاصة لدى المسلمين، بالتالي فإن محاولة اطلاقه وتحريره من الأسر تظل امراً مستحباً لدى الجميع، ولأن نجلي الشيخ يقيمان في افغانستان، فإن دعدتهما او أحدهما للمشاركة في الفاعليات التي تخص قصة الشيخ أمر طبيعي ولا تعني وجود علاقة تنظيمية بين كل من حضر المؤتمر وبين بن لادن". ولفت عبدالله إلى أن كل اللوائح الأميركية التي صدرت بعد الهجمات في نيويورك وواشنطن لم يتضمن أياً من اسماء ابناء الشيخ الضرير.