تعهد ثلاثة قياديين إسلاميين عرب في أفغانستان العمل على إطلاق زعيم "الجماعة الإسلامية" المصرية الشيخ عمر عبدالرحمن المسجون مدى الحياة في الولاياتالمتحدة. وصدر موقف الثلاثة، وهم أسامة بن لادن، وزعيم "جماعة الجهاد" المصرية الدكتور أيمن الظواهري والقيادي في "الجماعة الإسلامية" المصرية رفاعي طه، في شريط فيديو بثته قناة "الجزيرة" ليل أول من أمس. وتحدث الثلاثة في مؤتمر لمناصرة الشيخ عمر عبدالرحمن في داخل أفغانستان. وذكرت وكالة "فرانس برس" من دبي ان إبن لادن قال في الاجتماع: "نعاهدهم اننا سنسعى بكل ما اوتينا من قوة لنصرة الدين الاسلامي واقامة الشريعة الاسلامية في كل ارض الاسلام والسعي لاطلاق علمائنا ...". وقال إبن لادن الذي بدا نحيلاً، ان السعودية اعتقلت أحد مؤيديه "بعدما حاول تنفيذ عملية". ودعا أسد الله، نجل الدكتور عبدالرحمن، الى إطلاق والده. وقال: "هلموا الى اراقة الدماء ...هلموا الى الجهاد...هلموا الى ميادين البذل والتضحية". أما الظواهري، فقال: "كثر الكلام وقل العمل اليوم ... هيا الى العمل وكفى كلاماً للتصدي الى القوة الأميركية الغاشمة". وشكل ظهور إبن لادن والظواهري في الشريط مفاجأة لبعض المراقبين، خصوصاً أن حركة "طالبان" كانت تعهدت تقييد حركة "ضيوفها" العرب وسحبت منهم أجهزة الاتصال بالعالم الخارجي. وذكر بعض المصادر ان مؤتمر مناصرة عبدالرحمن عُقد قبل فترة في أفغانستان، في حين ان شريط الفيديو لم يوزّع سوى الآن. ورأى مراقبون أن السماح بتوزيع الشريط يعني أن حركة "طالبان" فقدت على ما يبدو الأمل برفع المجتمع الدولي العقوبات المفروضة عليها منذ أكثر من عام، بسبب إيوائها أسامة بن لادن ورفضها تسليمه للمحاكمة في أميركا التي تتهمه بالضلوع في تفجير سفارتيها في شرق أفريقيا في 1998، وهو ما ينفيه إبن لادن. لكن مصادر أفغانية رأت في تصريحات الى "الحياة" أن "طالبان" ربما لا تكون راضية عن تسريب الشريط خصوصاً انه يمكن ان يضعها في موقف صعب أمام المجتمع الدولي. ولاحظت مصادر أخرى ان توزيع الشريط الذي ظهر فيه أيضاً أحد أبناء الشيخ عبدالرحمن، يأتي بعد أيام من إصدار القضاء الأردني أحكاماً بالإعدام على أصوليين متهمين بالتخطيط لعمليات إرهابية في الأردن. وكان الإدعاء الأردني زعم ان المتهمين مرتبطون بتنظيم "القاعدة" الذي يقوده إبن لادن. لكن هيئة المحكمة لم تُدنهم بذلك. وفي نيويورك رويترز، قال نائب وزير الخارجية في حركة "طالبان" عبدالرحمن زاهد ان السلطات الأفغانية لم تتلق أي أدلة على تورّط أسامة بن لادن في نشاطات ارهابية. وأضاف في مؤتمر صحافي: "طلبنا من المجتمع الدولي ان يقدم ادلة. لدينا محاكم في بلدنا. لكننا حتى الآن لم نر أي ادلة مادية". واضاف ان "طالبان" ما زالت تعتبر إبن لادن ضيفها. وتابع "انه كان يعتبر من المجاهدين المخلصين" ضد الاحتلال السوفياتي لافغانستان. واستطرد: "الآن لا نعرف كيف يمكن ان يتحول بطل - وبطل للمجاهدين - الى ارهابي ... انه ضيفنا".