نابلس - أ ف ب - قبل ساعات من تقديم طلب عضوية دولة فلسطين في الأممالمتحدة، اندلعت مواجهات متقطعة بين متظاهرين فلسطينيين والجيش الإسرائيلي في أماكن مختلفة من الضفة الغربية أدت إلى سقوط شهيد وعدد من الجرحى. ووقعت الاشتباكات في حي راس العمود في القدس، وفي مناطق الاحتكاك كحاجز قلنديا العسكري وقرى نعلين وبلعين والنبي صالح وقرب المستوطنات في الخليل ونابلس. وقتل الشاب عصام بدران (37 سنة) بعد إصابته برصاصة في عنقه وأصيب ثلاثة آخرون برصاص مطاط خلال مواجهات مع مستوطنين في قرية قصرة شمال الضفة بعد أن هاجم 50 مستوطناً القرية ورشقوا نوافذ منازلها بالحجارة، وفقاً لشهود، فرد أهالي القرية بإلقاء الحجارة أيضاً على المهاجمين عندما تدخل الجيش الإسرائيلي لوقف المواجهات. وأعلنت ناطقة باسم الجيش أن الجنود الذين «وصلوا إلى المكان للفصل بين الطرفين تعرضوا لهجوم بالحجارة من مجموعة مكونة من 300 فلسطيني ... فأطلقوا رصاصاً مطاطاً وغازاً مسيلاً للدموع». وفي الخليل جنوب الضفة، أعلنت مصادر طبية فلسطينية وشهود أن الطفل فريد جبر (8 سنوات) أصيب بجروح بالغة عندما دهسته سيارة يقودها مستوطن وغادرت من دون التوقف. وكان الجيش والشرطة الإسرائيليان اعلنا حال التأهب لمواجهة أي تظاهرات لدعم طلب عضوية دولة فلسطينية قد تندلع في الضفة أو القدسالشرقية أو المدن العربية داخل إسرائيل. وقال الناطق باسم الشرطة: «نشرنا 22 ألف شرطي حتى مساء السبت على الأقل من اجل ضمان الأمن في مجمل أراضي إسرائيل»، مضيفاً أن «الشرطة رفعت حال التأهب لتصبح درجة دون أقصى مستوى». كما زادت جمعية الإغاثة الإسرائيلية «نجمة داود» من مستوى التأهب لديها، وألغى الجيش المأذونيات في الضفة ونشر تعزيزات أشارت وسائل الإعلام إلى أنها نحو ثلاث كتائب إضافية من الاحتياط أي 1500 رجل. وفي القدس، منعت الشرطة الذكور ما دون الخمسين عاماً من دخول باحة الأقصى في القدس، وسمحت فقط بدخول المصلين فوق سن الخمسين عاماً حاملي بطاقات إقامة تمنحها السلطات الإسرائيلية، ما يستثني الفلسطينيين المقيمين في الضفة. في غضون ذلك، تجمع آلاف الفلسطينيين امس في مدن الضفة وبلداتها بانتظار خطاب الرئيس عباس أمام الجمعية العامة، ونصبت في ساحات المدن الرئيسية شاشات تلفزيون ضخمة لنقل خطابه. وقرب المقاطعة، مقر الرئيس الفلسطيني في رام الله، وضعت أعلام 125 دولة اعترفت بدولة فلسطين في دائرة حول العلم الفلسطيني. وبدأ آلاف الفلسطينيين بالتجمع في «ميدان الشهيد ياسر عرفات» وسط المدينة حاملين أعلاماً فلسطينية ولافتات تدعو إلى الحرية بانتظار بدء الخطاب، ورددوا شعارات مؤيدة لعباس ولطلب العضوية لدولة فلسطين لتصبح الدولة الرقم 194 في الأممالمتحدة. كما كانت السيارات تجوب المدينة حاملة الأعلام الفلسطينية وأعلاماً تحمل الرقم 194 المؤيدة لاستحقاق الدولة. وأصدر وزير الأوقاف محمود الهباش أوائل الأسبوع تعميماً على مساجد فلسطين بالتكبير فور انتهاء الرئيس من إلقاء خطابه «لشكر الله (...) داعين الله تعالى أن يوفق القائد الرئيس محمود عباس في تحقيق آمال شعبنا». وفي الخليل، وضع ملصق عملاق على مبنى البلدية يحمل صورة الرئيس الفلسطيني و«فلسطين 194»، وعلقت صور مماثلة في مدن نابلس وجنين. وأقام تلفزيون فلسطين الرسمي بثاً مباشراً عن استحقاق الدولة وخصصت برامج للحديث عن أهمية الاستحقاق من غزة والضفة ونقلت الفعاليات الشعبية في كل المدن الفلسطينية. وفي قطاع غزة، كان الوضع هادئاً من دون أي إشارة إلى الطلب الفلسطيني الذي لم تؤيده حركة «حماس». واعتبر رئيس الحكومة المقالة إسماعيل هنية امس «أن ما يجري في الأممالمتحدة فيه مس بكرامة الشعب الفلسطيني، فالشعب الفلسطيني لا يتسول الدولة، وهو بالتأكيد يرى أن الدولة الفلسطينية مستقبلها مربوط بصموده ومقاومته».