بعض قادة حماس والجهاد الذين اجتمعت معهم هذا الاسبوع يطرح اسماء لخلافة ياسر عرفات سمعت من اصحابها رفضاً قاطعاً لدخول اللعبة الاميركية - الاسرائىلية عن نهاية عهد عرفات. وبعض قادة حماس والجهاد اعطاني اسماء مسؤولين وقادة ميدانيين في الضفة الغربية وقطاع غزة اتصلوا بهم لوقف العمليات، ورفع الضغط عن الرئيس الفلسطيني. الاتصالات كانت عبر الهاتف، وهذا مراقب بالتأكيد، ومع ذلك فاسرائىل تهاجم ابو عمار لعدم اعتقاله الارهابيين، وهي تمنعه من التحرك، ثم تتهم قياديين فلسطينيين من اركان السلطة بتدبير اعمال عنف، وهي لا بد تعرف انهم اتصلوا بالجناح السياسي لكل من حماس والجهاد بهدف وقف العمليات. لا حاجة بي ان اذهب الى مكاتب حماس والجهاد لأعرف عن سوء النية الاسرائىلية، ومحاولة آرييل شارون اطاحة ابو عمار، لتكسب اسرائىل في الفراغ التالي خمس سنوات وربما عشراً تزيد فيها من "حقائقها" على الارض وتجعل التسوية السلمية أبعد منالاً. الاخوان في حماس والجهاد يقولون ان الذي يخلف ابو عمار بهذه الطريقة سيأتي على رأس دبابة اسرائىلية ولن تكون له صدقية البتة، ولن يستطيع ان يقود الفلسطينيين. وكنت امس سجلت بعض ما سمعت عن الوضع النضالي، وأكمل اليوم بأفكار عن الوضع السياسي من ابرز مسؤولين سياسيين في التنظيمين: - هل تكفي الرؤية الاميركية او مبادرة لندفع ثمنها بالتخلي عن النضال؟ تصورنا هو ان الاميركيين يحاولون استرضاء العرب بالزعم انهم مهتمون بالصراع العربي - الصهيوني، ويريدون حله، الا اننا نرى ان الاميركيين ليست عندهم القدرة، او الرغبة، في الضغط على اسرائىل، وبالتالي لا يستطيعون تقديم الحد الادنى المطلوب للحل. - لا عداء لنا مع الولاياتالمتحدة، فقد حصرنا عداءنا باسرائىل، على رغم تحمل اميركا مسؤولية تاريخية في جريمة اسرائىل ضد شعبنا. - لن نربط خياراتنا بمجرد وعود اميركية. ونحن نرى تأثير الانتفاضة في اقتصاد اسرائىل والثقة بمستقبلها، يقابلها وحدة وطنية فلسطينية في الاصرار على انهاء الاحتلال. - يريدون ان نوقف الانتفاضة والمقاومة ولكن ما هو المقابل؟ شارون يتحدث عن انسحاب من 10 في المئة من الارض تضاف الى 42 في المئة، او دولة مقطعة الاوصال في 52 في المئة من الاراضي المحتلة، وهذه بعد ان تخصم من مساحتها القدس الكبرى والشريط الاستيطاني والخط الأخضر وغور الاردن. ثم تتفاوض الدولتان على القدس وحق العودة والاستيطان. نرفض كل هذا رفضاً مطلقاً. - نريد كل فلسطين، لكن لن نعترض على اي حل يعيدنا الى حدود الرابع من حزيران يونيو 1967، مع بقاء تطلعنا الى كل فلسطين. - لا ننافس ابو عمار على السلطة، ولا خوف علينا من اي ربط بأحدات 11 ايلول سبتمبر. الاميركيون يعرفون ان ليس لنا علاقة بأسامة بن لادن والقاعدة. - اهم شيء هو المحافظة على الوحدة الوطنية، وأبو عمار يستطيع ان يقاوم الضغوط بالانحياز للمصلحة الفلسطينية والوحدة الوطنية من دون كسر عظم. - رداً على سؤال صحيح ان اعتقال بعض النشطين ووضع رموز المقاومة في الاقامة الجبرية ربما يحمي هؤلاء الاشخاص من عمليات الاغتيال الاسرائىلية، الا ان هذا ينطبق على بعض مسؤولي الأمن في السلطة لا كلهم. بعضهم متعامل مع اسرائىل. - اذا قبل ابو عمار الشروط الاميركية والاسرائىلية لاعتقال رجال حماس والجهاد فسينجو، ولكنه سيفقد شرعيته، ولن يصل الى انهاء الاحتلال. - اليوم ياسر عرفات مشكلة للاسرائىليين. هم وجدوا انه ليس ياسر عرفات الذي وقع معهم اتفاقات اوسلو. لا قرار عندهم باسقاطه، وانما بالضغط عليه والضرب حتى يستسلم. وعند الاميركيين والاسرائىليين بدائل له، كلها غير مقبولة فلسطينياً. وما سبق هو من ملاحظات سجلتها بحضور الاخوان من حماس والجهاد، وهم طرحوا اسماء لخلافة عرفات، وفي حين لا ادافع عن بعض هذه الاسماء، فإنني اعتقد ان آخرين وطنيون وليست لهم علاقة بأية طروحات اميركية او اسرائىلية. المهم من كل ما سبق هو ان العمليات العسكرية ستستمر، وان تنفيذها مربوط بالقدرة، وان هدفها انهاء الاحتلال، اما التصعيد فيقابل التصعيد، وليس مرتبطاً بأي تطورات سياسية. وأخيراً، فقد سألني احد الاخوان: من سبق الآخر، الاحتلال أو المقاومة؟ وأضاف انه طالما ان هناك احتلالاً فستستمر المقاومة، وتزيد دوامة العنف، اما الاميركيون، فقال "شفناهم قبل"، وهم اذا تغيروا فقد تغيروا نحو الأسوأ، ولا سبب لأن يصدقهم الفلسطينيون اليوم.