ازدحمت مدينة بيزا بعدد كبير من السيّاح استعداداً لتدشين الصعود الى برج بيزا التاريخي الذي يعتبر واحداً من أشهر معالم إيطاليا، بعد انجاز عملية ترميمه التي استمرت 11 عاماً للحيلولة دون سقوطه. ووضعت الجهات المختصة حواجز أمان خاصة في اماكنها ما يسمح للزوار بصعود البرج، على ان يكون عدد السياح 30 زائراً في كل مرة. وبرج بيزا نصب رخامي يزن نحو 15 ألف طن بدأ بناؤه سنة 1173 واستمر عشر سنوات، وكان مفخرة جمهورية بيزا في حينه. وكان اغلق بسبب خطر سقوطه الى درجة ان المهندسين لم يستطيعوا ان يضعوه في وضعية الوقوف الصحيحة، حتى في النموذج الكومبيوتري. إذ استمر يميل بزاوية اكبر من اي وقت مضى ولم يعد آمناً للسائحين الذين يقدّر عددهم بأكثر من 3 ملايين سنوياً. ونجح الفريق الايطالي في اعادة البرج الى وضعه السابق بشفط الرمال ببطء من تحت الجانب الشمالي، وأسند بحلقتين فولاذيتين رفيعتين ممددتين عبر الساحة التي تدعى ساحة المعجزات، كما استخدم المهندسون مئات الأطنان من الرصاص كوزن معاكس في القاعدة، وأقحموا عدداً من رؤوس المثاقب اللولبية بزاوية ضئيلة الى طبقة التربة الواقعة تحت البرج، وبذلك استطاعوا دفع البرج الى الخلف مسافة تقدّر ب44 سنتيمتراً. ويبلغ ميل البرج حالياً 5،5 درجات عن الشاقول فقط، وهذا الفارق غير ظاهر للعين المجردة، إلا انه لن يتوقف عن الميلان من جديد، ولكن هذه المرة بنسب أصغر بكثير من الماضي. وسيكون، بحسب تقدير الخبراء، آمناً لمدة 300 سنة مقبلة على اقل تقدير.