بيزا ايطالىا - رويترز - يقف برج بيزا المائل في منطقة زلازل... ويقول المؤرخ بييرو بييروتي ان زلزالاً قوياً يمكن ان يحول هذه التحفة الرخامية التي حازت اعجاب العالم لاكثر من ثمانية قرون الى أنقاض. ولكن ليس الجميع على هذا القدر من التشاؤم. الا ان الخوف على مستقبل هذا الصرح الشامخ تمخض عن آلاف الافكار والاقتراحات لعلاج الميل ومقداره خمسة أمتار. ومن المقرر ان تقرر لجنة من الخبراء ما اذا كانت ستعطي الضوء الاخضر لاحدث فكرة لتقويمه، تتضمن احاطة البرج الذي يعود الى عصر النهضة بدعامات هائلة من الفولاذ قبل ازالة كميات من التربة من الجانب الشمالى المرتفع. وسيعمل الحفر على تثبيت البرج وزحزحته تدريجاً الى الوضع الرأسي المستقيم. والدعامات الفولاذية ستحميه من أي خطر اثناء عملية الحفر. قال أنطونيو لازاريني مدير أوبرا ديلا بريمازيالي دي بيزا التي تشرف على آثار المدينة "لا يوجد حل ناجح تماماً لانقاذ البرج. رأيت آلاف المشاريع. العالم كله مأخوذ به". من أغرب الافكار التي سمعها لازاريني استخدام قاطرات بخارية لإعادة البرج الاسطواني الى الوضع الصحيح او اقامة اسطح لتقويته. وفي آب أغسطس الماضي جاء الى ايطالىا استاذ صيني اسمه كاو شيزونغ زعم انه أعاد 80 معبداً بوذياً وبرجاً مائلاً الى اوضاعها الرأسية الصحيحة. وقال انه يستطيع علاج البرج بحيث يعود الى زاوية ميل 1،2 متر التي كان علىها عند الانتهاء من تشييده في عام 1350. عرض كاو مشروعه على اللجنة الخاصة بالبرج ولكنها رفضته كما فعلت مع آلاف الافكار الاخرى. بدأ بناء برج بيزا الذي يزن 150 ألف طن في عام 1137 كمنارة لجرس الكنيسة المجاورة، وأصبح مائلاً نحو الجنوب منذ بناء الطابق الثالث في 1274. مال البرج الذي شيد على أرض مسامية في مكان يعرف باسم ميدان المعجزات ثلاثة أمتار واغلق أمام السياح في عام 1990. وفشلت كل مشاريع تقويمه... في 1934 ضخ مهندسون حصى في الأساسات ليزيد الطين بلة اذ اتسعت زاوية الميل. كما باءت بالفشل محاولة في عام 1995 لتجميد التربة تحت البرج وزادت من زاوية الميل بمقدار 5،2 مليمتر. أثار هذا ذعراً حفز على وضع 830 طناً من كتل الرصاص لاعادة توازن البرج. ولكن بيروتي أستاذ تاريخ العصور الوسطي في جامعة بيزا وجه انتقادات حادة للجنة البرج وقال "كانت اثقال الرصاص اجراء موقتاً ولكن اذا أزيلت الآن ينهار البرج". غير ان باولو هاينغر كبير مهندسي الموقع قال مشيراً الى البرج الذي القى منه غالىليو عالم الفلك والطبيعة كرات معدنية في تجارب على قانون الجاذبية "لا يواجه البرج خطر الانهيار حالىاً". والهدف من الدعامات الفولاذية التي ستحيط بالبرج تقويته اثناء حفر التربة من الجانب الشمالي حتى يستقيم. ورغم ذلك تستمر الشكوك حول نجاح محاولات انقاذ البرج. يقول بيروتي "المشكلة ان بناة البرج مهندسون عاشوا في العصور الوسطى. واذا حاولنا فرض تقنيات حديثة من دون فهم تقنيات العصور الوسطي فإن تقنياتنا ستفشل".