دعا الأستاذ الشريان في زاويته في 3 رمضان سنة 1422 ه الموافق 18/11/2001م إلى تغيير مناهج التعليم في الدول العربية والإسلامية، وقال: "... ومعاودة النظر في مناهج التعليم ستقضي على العنف وتمنع ظهور متطرفين جدد وتعيدنا الى موقعنا الوسطي بين الأمم...". من الغريب ان يتبنى كاتب عربي ومسلم هذه الدعوة التي انطلقت من الغرب بعدما شهده العالم منذ احداث ايلول سبتمبر الماضي. فقد طرحت هذه الفكرة الداعية الى اعادة النظر في مناهج التعليم بالدول العربية والإسلامية في إطار ما أطلق عليه المنظرون الغربيون تجفيف منابع الإرهاب. وتبنّى هذه الدعوة، وروّج لها الكثير منهم في وسائل الإعلام الغربية، بل وظهر احدهم وأعني به الكاتب الصهيوني توماس فريدمان، على إحدى الفضائيات العربية ونادى بضرورة تعديل المناهج التعليمية في البلاد العربية والإسلامية. وردد القول نفسه الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون اثناء كلمة القاها الشهر الماضي امام مجلس الشيوخ الإيطالي. وكان الحري بالكاتب ان يدعو الى إعادة النظر في مناهج التعليم والكتب المدرسية الغربية - على ضفتي الأطلسي - التي كانت ولا تزال تصور المسلمين على أنهم إرهابيون وقتلة ومتخلفون، وتدعي ان المسلمين يعبدون نبيهم عليه الصلاة والسلام، وأن دينهم ليس من الأديان السماوية الرجاء مراجعة ما تم في مؤتمر الحوار الإسلامي - المسيحي الذي عقد بالقاهرة في تشرين الأول اكتوبر، حيث اعترض ممثلو الكنائس الغربية على تصنيف الإسلام ضمن الأديان السماوية، وتركيز الكتب المدرسية في الغرب على احداث تاريخية بعينها مثل موقعة بلاط الشهداء سنة 732م، فقد تم تصوير شارل مارتل الذي قاد الجيوش الفرنسية ضد الجيش الإسلامي القادم من الأندلس بقيادة عبدالرحمن الغافقي على أنه أنقذ الغرب المسيحي من الاجتياح الإسلامي. كما تمجد الكتب المدرسية في الغرب فرسان الحملات الصليبية المتعاقبة وأعمالهم البطولية الخالدة، وتكيل المديح والتبجيل للفرسان الذين تمكنوا من رد المسلمين عند ابواب فيينا. كما تصف الكتب المدرسية في الغرب الفتوحات الإسلامية بأنها سلسلة من الاعتداءات تمت بحد السيف. ويبقى لدي تساؤل هو: هل نجد في وسائل الإعلام الغربية مفكراً وكاتباً غربياً يدافع عن قضايانا مثل ما يدافع بعضنا عن قضاياهم؟ الرياض - فرج الله احمد يوسف