قال رئيس الوزراء البريطاني توني بلير عشية لقائه مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات اليوم انه يعرف ان الناس في الشرق الأوسط لديهم درجة عالية من التشكك في حماسة الغرب المفاجئة لحل مشكلات المنطقة منذ حوادث 11 ايلول سبتمبر الماضي في اميركا. وفي مقابلة مع صحيفة "ذي اوبزيرفر" الاسبوعية قال بلير: "نعم انني أفهم التشكك مع انه في الواقع غير منصف. اننا جميعاً نحاول اعادة تنشيط عملية السلام. كما تعلمون كان وزير الخارجية الاميركي كولن باول على وشك اتخاذ مبادرة كبرى بخصوص عملية السلام في الشرق الأوسط بعد يومين حرفياً من 11 ايلول سبتمبر، وكان ذلك مخططاً سلفاً". واضافت الصحيفة تقول ان بلير "يتحدث الآن عن اقامة جسر أمن، اي فترة وقف للنار تسمح للمفاوضات بأن تبدأ بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية". ونقلت عنه قوله: "ثمة حاجة لاقامة منصة أمن صحيحة على الأقل ليشعر الناس بأنهم لا يرون جنازات على شاشات التلفزيون، الأمر الذي يعمق التوتر والغضب والمرارة ثم العنف. يجب وضع ذلك تحت سيطرة كافية لخلق مجال للدخول في عملية محادثات وبناء ثقة تمكن الفلسطينيين بالذات من مواصلة حياتهم اليومية". من جهة اخرى، أشارت صحيفة "معاريف" الاسرائيلية امس الى اجتماع بلير مع عرفات قائلة ان مسؤولين كباراً في واشنطن اكدوا ان اجتماع لندن هو تمهيد لاجتماع بين الرئيس الاميركي جورج بوش والزعيم الفلسطيني. وقالت "معاريف" ان اسرائيل تبذل منذ بضعة ايام جهوداً ديبلوماسية مكثفة لضمان أن النسخة النهائية من "البيانات" الاميركية لا تشمل اموراً تثير مشكلات لاسرائيل. وأوضحت ان القضيتين اللتين تثيران قلق اسرائيل تظهران في "المسودة الحالية" للمبادرة الاميركية وهما: 1- دعوة لتقسيم القدس وجعلها عاصمة مشتركة لاسرائيل وفلسطين، 2- تنفيذ المرحلة الثالثة من اعادة الانتشار الاسرائيلية". ونقلت صحيفة "يديعوت احرونوت" عن مصادر في الحكومة الاسرائيلية قولها ان ادراج بند في "المبادرة الاميركية عن جعل القدس عاصمة للدولتين يمكن ان يؤدي الى فشل المبادرة كلياً. "حدود الدولة" من جانبها، جددت السلطة الفلسطينية عشية لقاء عرفات - بلير رفضها التفاوض على حدود الدولة الفلسطينية المستقبلية. وقال وزير الثقافة والاعلام ياسر عبد ربه للصحافيين: "نرفض اي محاولة لاختراع مسار آخر غير الحل النهائي القائم على قراري مجلس الامن 242 و 338 والارض مقابل السلام ... حدود الدولة الفلسطينية محددة في قرارات الشرعية الدولية بخط الرابع من حزيران يونيو ولا يمكن ان نقبل باعادة فتح ملف مرجعية عملية السلام. انه امر في غاية الخطورة". واضاف عبد ربه: "نحن لا نريد اعلانات عامة جديدة ولا نريد اعادة صوغ عملية السلام ... بل نريد خطة تحدد كيف ومتى سيزول الاحتلال الاسرائيلي عن الاراضي المحتلة بشقيه العسكري والمستوطنات ونرفض اعادة الصياغة تماما". وعن لقاء عرفات - بلير، قال عبد ربه الذي يرافق الرئيس الفلسطيني ان رئيس الوزراء البريطاني "ريما يحمل رسالة من الادارة الاميركية". واضاف: "سنرى. ويجب ألا نحكم على الامور بسرعة".