استقبل الرئيس حسني مبارك أمس مساعد وزير الخارجية الاميركي وليام بيرنز الذي يزور المنطقة حالياً في إطار المساعي الاميركية لدفع عملية السلام في الشرق الأوسط. ومن المقرر ان يغادر بيرنز القاهرة اليوم في طريقه إلى عمان، المحطة التالية في جولته التي تشمل الرياض أيضاً. ووصف بيرنز محادثاته مع مبارك بأنها كانت ممتازة وتناولت الوسائل التي يمكن اتباعها لإقرار وقف النار بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي كخطوة في اتجاه التطبيق السريع لخطتي "ميتشل" و"تينيت" واستئناف العملية السياسية استناداً إلى القرارين 242 و338 ومبدأ الأرض مقابل السلام، كذلك في اتجاه تطبيق رؤية الرئيس جورج بوش ووزير خارجيته كولن باول الخاصة بإقامة الدولة الفلسطينية بجوار دولة إسرائيل. وقال بيرنز إنه أعرب لمبارك عن تقدير الولاياتالمتحدة لدعم مصر القوي للحملة الدولية لمكافحة الإرهاب منذ أحداث 11 أيلول سبتمبر الماضي، وأنه أكد الالتزام الاميركي المستمر لدعم الاقتصاد المصري، خصوصا أن مصر تتجه الى اتخاذ خطوات شجاعة في شأن الانفتاح الاقتصادي. ورداً على سؤال عن التضارب في شأن الفترة التي سيمضيها المبعوث الاميركي الجنرال انتوني زيني، قال بيرنز: "إن باول وزيني ملتزمان العمل بحرية كاملة من أجل وقف النار وهذه هي الخطوة الأولى والعملية"، مشيراً إلى أنه من الصعب التكهن بفترة بقائه في المنطقة، "الا ان الولاياتالمتحدة ستواصل جهودها السياسية والديبلوماسية والتي لن ترتبط بزيارة واحدة أو بفترة زمنية محددة بل ستستمر حتى إحراز تقدم". وأوضح أن العملية تعتبر صعبة للغاية وستكون بمثابة تحد كبير، وستواصل الولاياتالمتحدة انجاز الجزء الخاص بها وبذل كل الجهود التي يمكن من خلالها مساعدة الطرفين على اتخاذ الخيارات الصعبة التي يتعين عليهما اتخاذها كي تنجح هذه الجهود. وعن توافر هدوء كامل لمدة 7 أيام التي تشترطها إسرائيل قبيل بدء سريان وقف النار، قال بيرنز بعد لقائه اسامه الباز مستشار مبارك: "إننا ملتزمون اتباع اسلوب واقعي، وكيفية التحرك بسرعة وفاعلية نحو وقف النار ثم التحرك بعد ذلك وصولاً لتطبيق خطة تينيت وتوصيات ميتشل"، مضيفاً: "إننا نعمل مع الطرفين من أجل إيجاد صيغة عملية لتحقيق ذلك". من جانبه، صرح الباز في رده على سؤال عن بعض مشاعر التفاؤل التي ارتبطت بمحادثات بيرنز مع القيادة الفلسطينية بقوله: "ما زال الوقت مبكراً والتفاؤل الفلسطيني يتسم بالحذر، ونحن نعتقد أن الجهد الاميركي الحالي يجب أن يُعطى فرصة لأنه يعزز التحرك الاميركي - الأوروبي والروسي والمدعوم من الامين العام للأمم المتحدة كوفي انان من أجل تحقيق السلام". وأوضح أن الحديث حالياً عن وجوب إنهاء العنف طبقاً للمفهوم الإسرائيلي، أي أن يكون بوسع إسرائيل أن تتخذ إجراءات تأديبية وتفرض حصاراً وتقطع أوصال الأراضي الفلسطينية وهدم المنازل وحصار وقطع الاشجار ثم تطلب من الفلسطينيين الهدوء مئة في المئة فإن هذا يكون كلاماً غير صحيح". وأعرب عن أمله في أن تكون هناك "آلية من خلال صيغة معينة سواء أطلقنا عليها آلية أو غير ذلك للتحقق من عدم تلكؤ إسرائيل وعدم تذرعها بحجة أن الفلسطينيين لا ينهون أعمال العنف كي تبرر لنفسها ذلك العنف غير المحدود والذي لا يتناسب إطلاقاً مع حاجات الأمن الإسرائيلي".