حذرت موسكو من "خطر حرب حقيقي"، ودعت الفلسطينيين والإسرائيليين إلى اتخاذ "خطوات شجاعة" لمنع تدهور الأوضاع، فيما أكدت مصادر ديبلوماسية أن اتصالات روسية - أميركية أظهرت ان واشنطن "لا تنوي طرح مشروع سياسي". وأكد الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر ياكوفنكو أن التصعيد الحالي في النزاع العربي - الإسرائيلي "يخلق خطراً حربياً حقيقياً" قد يؤدي إلى "إلغاء احتمالات استمرار عملية السلام". ودعا إلى وقف العنف والعودة إلى طاولة المفاوضات في أسرع وقت، وقال إن على القادة الإسرائيليين والفلسطينيين أن يدركوا "مسؤولياتهم ... ويتخذوا خطوات شجاعة". وتتمثل هذه الخطوات، في رأي موسكو، بأن تتصدى السلطة الفلسطينية ل"نشاط الإرهابيين والمتطرفين وبذل قصارى الجهود لمنع العمليات الإرهابية"، ويُطلب من الحكومة الإسرائيلية "وقف الضغط العسكري وتخفيف الوطأة على الفلسطينيين". كما دعت روسيا الجانبين إلى استئناف الاتصالات "على مستوى سياسي رفيع وبأسرع وقت"، والشروع في تنفيذ خطة ميتشل والالتزامات بوقف العنف وتطبيق اجراءات الثقة. واعتبر مصدر رفيع المستوى تحدثت إليه "الحياة" ان صيغة البيان الروسي كانت "أخف" من اللهجة التي اعتمدتها موسكو في الاتصالات مع الأميركيين، خصوصاً خلال المحادثات التي أجراها مساعد وزير الخارجية الأميركي وليام بيرنز في موسكو أخيراً. واستغرب الجانب الروسي أن يضع الأميركيون اجراءات الثقة "سقفاً" لجهودهم الحالية، ودعوا إلى توفير "آفاق سياسية". إلا أن ما نقله بيرنز أكد أن الحديث عن الدولة الفلسطينية قد لا يتعدى "خطاباً لمقتضيات الظرف الأفغاني"، كما قال أحد الخبراء. وأضاف ان الأميركيين اعترفوا بأنهم لا يملكون مشروعاً سياسياً لطرحه، وان بيرنز قال بالنص: "ليس لدينا أفكار جديدة". ورداً على طلب روسي بأن "يمنح الفلسطينيون موضوع وقف الاستيطان فوراً"، أجاب بيرنز ان "المرحلة غير مناسبة". وقال إن إسرائيل "بدأت الانسحابات وينبغي تشجيعها". ولم تفلح محاولات روسية للضغط على الأميركيين من أجل أن "يتعمقوا" في معالجة العملية السلمية، واكتفى بيرنز بالقول إنه "متفهم"، ووعد بزيارة إلى الشرق الأوسط. وأكد خبراء روس ل"الحياة" أن التطورات الأخيرة "قد تشطب حتى المواقف المائعة" للولايات المتحدة.