} الناصرة - "الحياة" - لم تخف إسرائيل ارتياحها إلى نتائج زيارة رئيس الوزراء البريطاني توني بلير، وتوقفت وسائل الإعلام عند تصريحه أنه يتفهم الضغوط التي يتعرض لها رئيس الوزراء ارييل شارون، واعتبرته "يديعوت أحرونوت" تفهماً لسياسة اغتيال الناشطين الفلسطينيين التي صعّدها شارون في الأشهر الأخيرة. ولفت مراسل الصحيفة إلى أن النقطة الوحيدة التي لم يتفق عليها الزعيمان كانت نتيجة مباراة لكرة القدم جرت مساء أول من أمس بين فريقين انكليزي وإسرائيلي، ليشير ذلك إلى تطابق وجهات نظرهما في المسائل الجوهرية. ولفتت وسائل الإعلام إلى حقيقة أن بلير لم يحمل معه أي خطة سياسية جديدة، كما اشيع عشية زيارته، ما دفع شارون ليعلن أن ثمة مشروع حل سياسي سيقدمه "في حال عودة الهدوء إلى المناطق الفلسطينية"، من دون أن يوضح طبيعة هذه الخطة. وكتب المعلق السياسي في صحيفة "هآرتس" آلوف بن يقول إن بلير تجنب احراج شارون وامتنع عن مطالبته العلنية بانسحاب الجيش الإسرائيلي من المدن الفلسطينية، واكتفى بطرح هذا المطلب خلال اجتماع ثنائي. ورأى المعلق أن شارون يتبنى ديبلوماسية "نعم ولكن"، فهو يتحدث عن استعداده لتنازلات مؤلمة وإصراره على التوصل إلى تسوية ويظهر وكأنه متحمس للانسحاب من المدن الفلسطينية بأقصى سرعة "لكن الشروط التي يضعها مثل وقف تام للنار واعتقال المطلوبين تعني في واقع الحال أن التفاوض على الانسحاب التدريجي من المدن الخمس سيستمر أسابيع طويلة". وتساءل المعلق متهكماً على قرار شارون تعيين طاقم تفاوضي برئاسته: "كيف يمكن التفاوض على وقف النار ما دام شارون يربط المتفاوض بوقف النار". وتابع ان شارون لم يغير استراتيجيته التي ترتكز إلى كسب الوقت من دون أن يقدم أي تنازلات للفلسطينيين، ويواصل رفضه اجراء مفاوضات تحت وقع النار. وبرأي المعلق فإن قرار شارون رئاسة طاقم المفاوضات يهدف أساساً إلى كبح محاولات وزير خارجيته شمعون بيريز المتكررة للقاء الرئيس ياسر عرفات. وينهي آلوف بن بالقول إن تصريحات شارون الأخيرة عن إقامة دولة فلسطينية لا تعني أن ثمة مساراً تفاوضياً في الافق، وان هذه التصريحات اطلقت في مركز حزب "ليكود" للاستهلاك الإعلامي فقط. وحسب الإذاعة العبرية، فإن وزير الخارجية الأميركي كولن باول سيلقي في اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة خطاباً سياسياً عن النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي، "لكنه لن يفاجئ إسرائيل بتصريحات ومواقف جديدة". وأفادت صحيفة "معاريف" ان الرئيس جورج بوش لن يلتقي الرئيس الفلسطيني في نيويورك وسيكتفي بمصافحته. من جهة أخرى، نقل المعلق العسكري في "يديعوت أحرونوت" الكيس فيشمان عن تقرير قدمته شعبة الاستخبارات العسكرية للحكومة العسكرية ان رحيل الرئيس الفلسطيني "أي استقالته أو غيابه من دون تدخل إسرائيلي" لن يأتي بقيادة بديلة بزعامة "حركة المقاومة الإسلامية" حماس مثلما يعتقد بيريز، إنما ستبقى السيطرة في أيدي المجموعة التي تؤيد العملية السلمية. ويضيف المعلق العسكري انه على ضوء التقرير ترى غالبية وزراء حكومة شارون أنه من الأفضل لإسرائيل أن تتجاهل الرئيس الفلسطيني لقناعتها أنه ليس شريكاً وتسعى لعزله من خلال تصعيد عملياتها العسكرية. وحسب شعبة الاستخبارات، فإن التوغل الأخير داخل المدن الفلسطينية بدد مخاوف إسرائيل عن دفع ثمن باهظ. وأشارت إلى انعدام المقاومة الفلسطينية تقريباً لهذا التوغل "ما يعني إمكان إعادة احتلال الضفة الغربية بكاملها في حال ارتكب الفلسطينيون عملية عسكرية انتحارية".