سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
العرب يصوتون في صندوق اقتراع استطلاعي متجول : أوراق بيضاء وأخرى تحمل عدد الشهداء أو اسم نصرالله . اليسار يطالب باراك مجدداً بالتنحي لإعطاء بيريز فرصة منافسة شارون
ترتفع الأصوات مجدداً في معسكر اليسار الإسرائيلي مطالبة بانسحاب رئيس الحكومة ايهود باراك من المنافسة على رئاسة الحكومة في الانتخابات المرتقبة في السادس من شباط فبراير المقبل ليتمكن وزير التعاون الاقليمي شمعون بيريز من منافسة مرشح ليكود اليميني ارييل شارون، خصوصاً ازاء استطلاعات الرأي التي تتوقع إمكان فوز بيريز على شارون. وقد تتعاظم هذه الأصوات بعد نتائج الاستطلاعات الجديدة التي تنشر اليوم، ويتوقع أن تشير إلى فارق كبير لصالح شارون وعجز باراك عن "الاقلاع إلى أعلى" على حد تعبير المراقبين. ويرفض باراك الرد على اسئلة توجه إليه في هذا الخصوص ويدأب دوماً على التذكير بأن استطلاعات الرأي في الانتخابات السابقة تنبأت بخسارته أمام بنيامين نتانياهو. أما بيريز نفسه فيرد بأنه لا يفكر بمطالبة باراك بالتنازل، بل بدعمه غير المشروط للحيلولة دون فوز شارون. ودل استطلاع للرأي لأبرز المعاهد المختصة في إسرائيل تنشر نتائجه صحيفة "هآرتس" اليوم، أن 20 في المئة من مصوتي اليسار قالوا إنهم لن يصوتوا لباراك حتى ان انجز اتفاقاً سلمياً مع الفلسطينيين، وانهم سيمتنعون عن التصويت أو يقترعون بالورقة البيضاء. من جهته، يواصل باراك محاولاته لاستمالة هذا المعسكر بإعلانه أنه سيمنح، في حال فوزه في الانتخابات، بيريز منصباً رفيعاً في حكومته على أن يلعب سائر أقطاب اليسار أيضاً دوراً بارزاً في هذه الحكومة. ودعا الصحافي سيفر بلوتسكر من "يديعوت أحرونوت" حزب العمل إلى اقناع باراك بالتنازل عن المنافسة "بعد أن أثبت أنه ليس أهلاً لثقة الحزب وان شعبيته تدهورت إلى الدرك، كما أثبت أنه مبتدئ في السياسة". وحذر بلوتسكر أقطاب الحزب من أن خشيتهم من مواجهة باراك بشعورهم بأنه سيُهزم شر هزيمة قد تقضي على الحزب "فالخيار الآن ترشيح بيريز أو مرشح جدي آخر. وحتى إن خسر بيريز أمام شارون، فإن حكومة وحدة بزعامة شارون وبيريز أفضل من حكومة بزعامة شارون وباراك، سواء من حيث برنامجها السياسي أو تركيبتها". يذكر أنه بموجب قانون الانتخاب، لا يحق لحزب تنحية مرشحه بعد أن اغلق باب الترشيح، وأنه يمكن ذلك في ثلاث حالات، أولها وفاة المرشح ثم عدم قدرته صحياً على مواصلة المنافسة أو في حال اعتزاله هو شخصياً، وهو ما يستبعد المراقبون أن يقوم به شخص يعرف بتصلب مواقفه وعنجهيته، "حتى ان اقتنع تماماً أنه سيخسر المنافسة"، على حد قول أحد المعلقين. وأبرزت صحيفة "يديعوت أحرونوت" في صفحتها الأولى أمس نتائج تصويت مواطنين عرب في صندوق الاقتراع المتجول الذي تشرف الصحيفة عليه. ووضع الصندوق في مركز مدينة الناصرة، كبرى المدن العربية في إسرائيل. ووافق 108 مواطنين عرب على المشاركة في الاستطلاع العفوي، بينما رفض العشرات التصويت، قائلين إنهم لن يشاركوا في التصويت الفعلي يوم الانتخابات. وأدلى 47 في المئة من المشاركين بورقة بيضاء وكتب بعضهم عليها الرقم 13، في إشارة إلى عدد الشهداء الذين سقطوا برصاص قوى الأمن الإسرائيلية في تشرين الأول اكتوبر الماضي، فيما اختار أحدهم الشيخ حسن نصرالله، الأمين العام لمنظمة "حزب الله". وانتخب 17 في المئة شارون، وعللوا ذلك بأنه سيجر إسرائيل إلى حرب شاملة ويؤدي إلى عزلتها دولياً. وحصل باراك على 15 في المئة من الأصوات! وحسب التصويت في الصندوق المتجول في عدد من المدن الإسرائيلية، يتفوق شارون على باراك ب27 نقطة مئوية 57 مقابل 30، وبلغت نسبة الأوراق البيضاء 13 في المئة. من جهته، يتجنب شارون الأدلاء بتصريحات أو الظهور في وسائل الإعلام الإسرائيلية بناء على مشورة مستشاريه الذين يرون أن تصريحات زائدة قد تصدر عنه من شأنها أن تعيد المترددين إلى أحضان باراك. ويكتفي شارون بتكرار موقفه بأنه سينجز سلاماً مع الفلسطينيين من دون التنازل عن القدس أو اخلاء مستوطنات، مع الإشارة إلى "ضرورة بقاء غور الأردن في أيدي إسرائيل لتشكل منطقة أمنية تفصل بيننا وبين العراق وإيران". ويعتمد الطاقم الإعلامي الانتخابي لشارون في المعركة الانتخابية اظهار مرشحه كرجل سلام! ونصب في مفترقات الطرق الرئيسية لافتات تقول "ارييل شارون يقود للسلام"، في المقابل خلت اللافتات الدعائية لباراك من اسمه وحملت الجملة التالية: "ممنوع التنازل عن المستقبل... ممنوع العودة إلى أيام شارون".