فيما بدأ القلق يساور أوساطاً في الكويت على مصير عشرات من الشبان الكويتيين الذين تطوعوا للقتال إلى جانب قوات "طالبان"، دعا رئيس مجلس الأمة البرلمان الكويتي جاسم الخرافي أمس دول التحالف التي تخوض الحملة العسكرية في أفغانستان، إلى مراعاة مبادئ حقوق الإنسان وبنود اتفاق جنيف الخاصة بمعاملة أسرى الحرب في شأن "الأفغان العرب"، خصوصاً بعد ورود أنباء عن مقتل كثيرين منهم بعد أسرهم. وقدر مصدر إسلامي عدد الكويتيين الذين قاتلوا في أفغانستان بحوالى ستين شاباً. وقال الخرافي ل"الحياة": "لا نعلم بالضبط عدد الكويتيين الموجودين في أفغانستان أو أوضاعهم، أو هل كانت لهم علاقة بتنظيم القاعدة، لكننا نعتقد أن عددهم محدود جداً، وكوننا لا نملك سفارة في كابول والاتصالات صعبة جداً، ليس بإمكاننا عمل الكثير من أجل إعادتهم إلى بلادهم وإن كنا حريصين على ذلك". وأضاف: "لا أتصور وجود تحفظ عن عودة هؤلاء إلى الكويت، لأنه لم يصدر منهم اعتداء على أمنها أو خرق لقانونها، وصدر الكويت مفتوح لجميع أبنائها". وأكد ضرورة "أن تتنبه الدول الصديقة التي تعمل القوات الأفغانية المناوئة لطالبان تحت مظلتها، إلى ضرورة مراعاة الأعراف والقوانين الدولية في معاملة الأسرى، وإذا ارتكبت مجازر، فإن رد الفعل على تلك الدول سيكون كبيراً في المستقبل". وأعرب عن ثقته بأن "هذه الدول حريصة على التوصل إلى حل سياسي للوضع الأفغاني، وعودة الاستقرار إلى ذلك البلد المنكوب، وعليها الحفاظ الكامل على مبادئ حقوق الإنسان وعدم انتهاكها تحت أي مبرر". وفي تصريحات إلى "الحياة" قدر مصدر إسلامي كويتي عدد الكويتيين الذين انخرطوا في العمليات في أفغانستان بعد أحداث 11 أيلول سبتمبر بحوالى ستين شاباً. وقال إن "كثيرين منهم ذهبوا من منطلق الحماسة الدينية ولا ينتمون إلى تنظيم سياسي". وزاد ان المعلومات المستقاة من اتصالات أجروها من هناك، تفيد أن كثيرين منهم ارسلوا إلى جبهة كابول قبيل سقوطها، وان عدداً منهم انسحب بعد ذلك إلى باكستان عن طريق جلال اباد، لكن مصير الباقين لم يُعرف وإن كان من المحتمل أن يكونوا في منطقة قندهار. وأوضح أنه لم يُبلغ حتى أيام قليلة فقط بمقتل أي كويتي، مشيراً إلى أن المعلومات الأخيرة عن الناطق باسم تنظيم "القاعدة" سليمان بوغيث تشير إلى أنه سليم ولم يصب في العمليات. وكان كتّاب في الصحف الكويتية أبدوا قلقاً على مصير "الأفغان الكويتيين" والعرب عموماً، بعد انهيار حركة "طالبان"، فيما حمّل ليبراليون التيار الإسلامي الكويتي مسؤولية "ضياع شبان في عمر الزهور"، بسبب ما يرون أنه فكر متطرف لهذا التيار.