إسلام آباد، كابول - "الحياة"، رويترز، أ ف ب - شهدت إسلام آباد وكابول أمس، مشاورات مكثفة في شأن الجهود المبذولة لتشكيل حكومة أفغانية موسعة، والتي يأمل المسؤولون الدوليون بتتويجها بلقاء بين الفصائل والقوى الافغانية كافة في إحدى الدول الاوروبية في غضون أسبوع أو عشرة أيام. وحضت إسلام آباد التي استقبلت أمس وزير الخارجية المصري أحمد ماهر ونائب وزير الخارجية الايراني محسن أمين زاده، الفصائل الافغانية على الاستفادة من الفرصة "التاريخية" لتحقيق السلام في بلادها، عبر الاتفاق على تشكيل حكومة موسعة ذات قاعدة تمثيلية عريضة. وتوقع المبعوث الدولي الى أفغانستان فرانسيس فندريل إجراء انتخابات في أفغانستان خلال ثلاث سنوات، وأن تتخذ الخطوة الاولى على طريق تشكيل حكومة مستقرة خلال أسبوع، حين يلتقي زعماء "تحالف الشمال" وممثلو ملك أفغانستان السابق محمد ظاهر شاه في مكان محايد في الخارج. وأبدى فندريل تفاؤله بمستقبل أفغانستان، وقال: "من أسباب تفاؤلي اننا نتعلم من التجارب، وأن المجتمع الدولي ملتزم تمامًا هذه المرة إعادة إعمار كابول وتأهيلها". وشرح خطة الاممالمتحدة التي تقضي بأن تتولى السلطة حكومة موقتة لفترة سنتين على الارجح. وأضاف أن إجراء إحصاء عام سيساعد في تحديد لائحة الناخبين المسجلين، واستطرد: "نتحدث عن انتخابات خلال سنتين ونصف سنة أو ثلاث". وقال وزير الخارجية الباكستاني عبدالستار عزيز في مؤتمر صحافي أمس: "على جميع أشقائنا الافغان التفكير في مستقبل بلادهم، وألا يقدموا على تصرفات من منطلق مصالحهم الشخصية الضيقة على حساب وحدة بلادهم واستقرارها". واعتبر أن "أفغانستان تمر في لحظة تاريخية تتطلع من خلالها الى العمل مجدداً لتحقيق وحدتها والحصول على مساعدات دولية لاعادة الإعمار، بعد سنوات طويلة من التقاتل الداخلي". وأكد ان بلاده لا تتعامل مع ما تبقى من "طالبان"، لكنها ترغب في الحفاظ على علاقاتها "الاخوية" مع أفغانستان. وبرر بقاء ممثلية "طالبان" في إسلام آباد بقوله إن باكستان فهمت أن الاممالمتحدة لا تعترف حالياً بأي حكومة في أفغانستان، من خلال قرار مجلس الامن مساعدة الافغان لإقامة إدارة انتقالية تمهيداً لتشكيل حكومة موسعة. وتزامن كلام الوزير مع قرار باكستان إغلاق قنصلية "طالبان" في بيشاور، مما يعني أنه لم يبق للحركة سوى ممثليتين في باكستان، إحداهما في إسلام آباد والثانية في كويتا. تحرك مصري - ايراني ووصل وزير الخارجية المصري أمس الى إسلام آباد حيث أجرى محادثات حول الوضع في أفغانستان مع نظيره الباكستاني. وقال مسؤول في الخارجية الباكستانية ان الوزيرين ناقشا "مختلف جوانب الوضع الافغاني، لا سيما ضرورة نجاح العملية السياسية في أسرع وقت". وأضاف أن الوزير المصري التقى بعد الظهر الرئيس برويز مشرف. كذلك، وصل نائب وزير الخارجية الايراني الى إسلام آباد لاجراء محادثات حول أفغانستان. وسيبقى المسؤول الايراني المكلف الملف الافغاني يومين في العاصمة الباكستانية. وأفاد الناطق باسم الخارجية الباكستانية ان محادثات محسن أمين زاده مع الرئيس مشرف والوزير عبدالستار عزيز "تركز على الوضع في أفغانستان والعملية الجارية لتشكيل حكومة متعددة الأعراق واسعة التمثيل" في هذا البلد. كابول وفي كابول، واصل مبعوث الاممالمتحدة فرانسيس فندريل اجتماعاته مع القادة الافغان، لكن ناطقاً باسمه صرح بأنه لم يتحقق انفراج في جهود عقد اجتماع موسع لمناقشة تشكيل حكومة أفغانية. وقال اريك فولت الناطق باسم المنظمة الدولية إن فندريل لم يتوصل بعد الى اتفاق مع "تحالف الشمال" الذي يسيطر على العاصمة الافغانية في شأن اجتماع كل الفصائل الافغانية الذي تأمل الاممالمتحدة بعقده خارج أفغانستان. وقال فولت للصحافيين في كابول: "نريد عقد هذا الاجتماع في أقرب وقت ممكن. حين نتوصل الى اتفاق مع تحالف الشمال يمكن الاجتماع أن يعقد خلال أيام". واجتمع فندريل أمس مع وزير الدفاع في "تحالف الشمال" محمد فهيم. وكان التقى منذ وصوله الى أفغانستان السبت الماضي الرئيس المخلوع برهان الدين رباني ووزير خارجية التحالف عبدالله عبدالله وزعماء غالبية البشتون. يذكر ان "تحالف الشمال" أعلن أنه يفضل محادثات طاولة مستديرة في كابول، للتوصل الى إطار لتشكيل حكومة ذات قاعدة عريضة تتولى مقاليد الأمور. لكن عبدالله قال بعد لقائه المبعوث الاميركي جيمس دوبنز في أوزبكستان أول من أمس إن اجتماع الفصائل الافغانية قد يعقد في الخارج، تمشياً مع مطلب الاممالمتحدة لتهدئة مخاوف فصائل عرقية وسياسية تشكك في نيات "تحالف الشمال". ومن بين الاماكن المطروحة لاستضافة اجتماع الفصائل الافغانية ألمانيا والنمسا وسويسرا. وصرح فولت بأن فندريل سيلتقي في كابول ديبلوماسيين من روسيا وإيران وبريطانيا. الى ذلك، أعلن الرئيس الافغاني السابق صبغة الله مجددي، المقيم في الدنمارك، أنه يعتزم العودة الى بلاده قريباً للمساعدة في تشكيل حكومة.