اسلام اباد، طهران، نيويورك - رويترز، أ ف ب - تتجه ايرانوباكستان الى تنسيق مواقفهما من الأوضاع المستجدة في افغانستان، بعدما اعلنتا، كل على حدة، التأييد للخطة الدولية لمرحلة الانتقال السياسي في كابول. وفي هذا الاطار بدأ وزير الداخلية الايراني عبدالواحد موسوي لاري محادثات في اسلام اباد، امس، تركزت على مستقبل افغانستان.والتقى الوزير الايراني نظيره الباكستاني معين الدين حيدر. واذيع رسميا ان المحادثات تمحورت حول الوضع الاقليمي والتدابير التي يجب اتخاذها لمكافحة تهريب المخدرات والبضائع عبر الحدود. واعلن مصدر رسمي باكستاني ان "الوزير الايراني سيلتقي الرئيس برويز مشرف" اليوم. وابلغ موسوي لاري التلفزيون الايراني قبل سفره الى اسلام اباد: "من الطبيعي ان يكون لحكومتينا أهداف محددة. ونظراً الى المواقف الراهنة سأجري محادثات في اطار سياسات وأهداف حكومتنا". يذكر ان باكستانوايران اختلفتا منذ سنوات في شأن افغانستان. اذ ساندت طهران "تحالف الشمال" المعارض الذي سيطر أول من أمس على كابول، بعد انسحاب حركة "طالبان"، كما تؤيد الجماعات الشيعية في افغانستان بشكل خاص. بينما ساعدت باكستان "طالبان" في الوصول الى السلطة، ولم تقطع علاقتها الديبلوماسية معها إلا بعد الهجوم على الولاياتالمتحدة في ايلول سبتمبر. لكن الدولتين تشاركان في مجموعة "6"2" التي تضم اليهما الدول الأخرى المجاورة لافغانستانوالولاياتالمتحدة وروسيا. وبدا التقارب الايراني - الباكستاني الجديد من خلال كلمتي كل من وزيري الخارجية الايرانيوالباكستاني في الجمعية العمومية للامم المتحدة، خصوصاً لجهة دعم خطة الموفد الدولي الى باكستان الأخضر الابراهيمي. وقال وزير الخارجية الايراني كمال خرازي ان "تحرير كابول يجب ان يتبعه تحرك عاجل للامم المتحدة لاقامة ادارة انتقالية بالتنسيق مع المجموعات الافغانية"، مطالباً "تحالف الشمال" والفصائل الافغانية الاخرى "التعاون بشكل ناشط" مع الابراهيمي لاقامة هذه "الادارة الموقتة المتعددة العرقيات". وأعرب عن الامل في نشر قوة متعددة الجنسيات تابعة للامم المتحدة من اجل احلال السلام والامن بمساندة جيش وشرطة افغانيين، متمنياً ان يكون عمل الاممالمتحدة محدودا حتى يبقى مصير افغانستان في ايدي أبنائها. كذلك أعلن وزير الخارجية الباكستاني عبدالستار عزيز دعمه لخطة الابراهيمي، وتمنى ان تحصل القوة المتعددة الجنسيات على دعم دول منخرطة في التحالف المناهض للارهاب الذي تقوده الولاياتالمتحدة. لكن عبدالستار حذر من مخاطر "التطهير العرقي" في افغانستان، وشدد على العبء الذي يشكله على باكستان تدفق اللاجئين. وقال ان 800 ألف لاجئ وصلوا في الاشهر الاخيرة، موضحاً ان بلاده التي تؤوي حتى الآن 5،2 مليون لاجئ لا تستطيع لهذا السبب إعادة فتح حدودها. وقال ان النساء والاطفال والمسنين سيسمح لهم بالبقاء في المخيمات الباكستانية لاسباب انسانية.