تسود الصومال حال من الهلع والقلق بعد اعلان الرئيس جورج بوش الثلثاء الماضي مجموعة شركات "البركات" الصومالية ضمن لائحة جديدة تشمل 62 شخصية ومؤسسة يعتقد بأنها مرتبطة بالارهاب وبتنظيم "القاعدة" وزعيمه اسامة بن لادن. ومرد الهلع إلى اعتقادهم بأن غزواً اميركياً او اثيوبياً تدعمه واشنطن بات حتمياً. اما القلق فهو على اموال بعضهم الذين كان يتوقعون تحويلها من أقاربهم في الخارج وجُمدت. وتعرضت المؤسسات التجارية في الصومال، عموماً لانهيار شبه كامل بعد تجميد أموال شركة "بركات" للحوالة المصرفية في كل من شمال اميركا وأوروبا والامارات العربية المتحدة، فتجمع مئات من الصوماليين أمام فروع الشركة في معظم أنحاء الصومال مطالبين بسحب أموالهم. كما تجمع مئات آخرين ايضاً لصرف تحويلات تلقوها من أهاليهم خارج البلاد، وذلك إثر سماعهم بإعلان بوش لائحته الجديدة عن المؤسسات المرتبطة بالارهاب وفيها اسم شركة "بركات" لصاحبها الشيخ احمد نور جمعالي. وكان مسؤولون في الشركة يعملون جاهدين أمس وقبله لطمأنة زبائنهم طالبين منهم التريث و"الصبر" الى حين الانتهاء من التحقيقات التي تجريها مع الشركة السلطات المعنية في مقر الشركة الرئيسي دبي وفي فروعها في كندا واوروبا واميركا قبل صرف اموالهم. وطمأنوهم الى أن الاموال المودعة لديهم ستصرف لهم. وأكد اصحاب "البركات" ان لا علاقة لهم باسامة بن لادن، وان "عملنا يتطلب توظيف رجال مؤمنين أصحاب ثقة، فهل ذلك يعني في الضرورة اننا نتعامل مع ارهابيين !" "ورب ضارة نافعة" يقول احمد عوالي المقيم قرب مقر "البركات" في مقديشو. ويضيف ان مئات الصوماليين تحولوا الى مكاتب شركات الحوالة المنافسة ل"بركات" والتي تعمل كالمعتاد لصرف التحويلات المرسلة من الخارج. وإذا كان القلق استبد بكثيرين من أصحاب الاموال المودعة لدى "بركات" التي تعتبر الأكبر في الصومال، فإن آخرين يخشون حصول "غزو اميركي" وشيك للبلاد بعد افغانستان. وتعززت هذه المخاوف بعد الاتهام الاميركي. والحديث المتداول في الشارع الصومالي الآن هو "غزو اميركي" او "اجتياح اثيوبي واسع" بدعم اميركي. واستناداً الى ذلك، يجري كثير من الصوماليين استعدادات لمقاومة الغزو المحتمل.