نيروبي - رويترز - يبدو ان الصومال ستدرج على لوائح الولاياتالمتحدة الخاصة بالارهاب اذا قررت واشنطن توسيع حربها. وفي الشهر الماضي نصح الاتحاد الاوروبي العاملين في مجال المساعدات الانسانية بمغادرة الصومال بسبب اشاعات تفيد ان الولاياتالمتحدة تحضر لعملية عسكرية في تلك المنطقة. ولكن المسؤولين المحليين يستبعدون الضربات الاميركية التي يعتبرونها غير نافعة. وفي المقابل تعمل واشنطن مع اثيوبيا والحكومة الانتقالية في الصومال على لجم الحركات الاسلامية المتهمة بالتعاطف مع شبكة "القاعدة" التابعة لأسامة بن لادن. وقال محلل محلي: "بدل ارسال القوات واعتماد الضربات الجوية فليرسلوا مستشارين عسكريين يدعمون الحكومات في جهودها للسيطرة على الجماعات داخل بلادها. فهذا الخيار اكثر عقلانية وافادة". وتعود علاقة بن لادن بالصومال الى اوائل التسعينات عندما اعلن مسؤولون اميركيون ان مؤيدي "القاعدة" لعبوا دوراً مهما في مقتل 18 اميركياً ينتمون الى بعثة انسانية هي "عملية اعادة الامل". واتهمت الحكومة الاميركية في العام 1998 "القاعدة" بمساعدة الصوماليين المعارضين للوجود الاميركي في البلاد وتدريبهم، واتهمتهم بالمشاركة في الاعتداء على الموظفين العسكريين الاميركيين في العام 1993. وتشير التقارير الى ان اعضاء "القاعدة" قاموا بتدريب الصوماليين على اطلاق النار على المروحيات الاميركية باستخدام قنابل يدوية، وهي تقنية استخدمت في افغانستان خلال محاربة السوفيات. وعادت هذه الصلة الى الواجهة الشهر الماضي عندما اعلن الرئيس الاميركي ان "حركة الاتحاد الاسلامي" تندرج على لائحة "الارهابيين الاجانب" الذين يجب تجميد اموالهم. نشأت "الحركة" في اوائل التسعينات كمجموعة مسلحة تهدف الى اقامة حكومة اسلامية موحدة في الصومال والمناطق العرقية الصومالية من اثيوبيا. وأعلنت مسؤوليتها عن عدد من التفجيرات في العاصمة الاثيوبية العام 1996. ولكن بعد الردود العسكرية المتكررة من الجيش الاثيوبي يبدو ان الحركة حولت اهتماماتها الى بناء اساس سياسي لها بحسب المحللين الصوماليين. ويسود اعتقاد بأن مجموعة الاتحاد لا تزال موجودة في الصومال في منطقة رأس كامبوني على الشاطئ الجنوبي قرب الحدود مع كينيا. وستصبح هذه المعاقل اهدافاً محتملة اذا ارادت واشنطن ضرب الصومال ، لكن لا يزال غامضاً ما اذا كانت الولاياتالمتحدة ستعثر على اكثر من بضع خيام في الصحراء. ويقول سياسيون ومسؤولون صوماليون ان قادة الحركة انتقلوا الى العاصمة مقديشو منذ اسابيع عدة. وقال ديبلوماسي غربي في نيروبي: "من الصعب جداً العثور على الاهداف في الصومال، فحركة الاتحاد مخادعة ولا يتوقف اعضاؤها عن التنقل، لذا لا اعتقد بان هناك الكثير ليضرب". وتقول مارينا اوتاواي من مؤسسة "كارنيجي اندومانت" في واشنطن ان الولاياتالمتحدة ستكون حذرة حيال التورط في الصومال مرة اخرى خصوصاً بعد ان فشلت في القبض على القائد محمد فرح عيديد في مقديشو في اوائل العام 1990. واضافت: "لو استطاعت الولاياتالمتحدة ان ترصد معسكرات التدريب بواسطة الاقمار الاصطناعية لكانت ضربتها او جعلت اثيوبيا تضربها. ولكنني واثقة من ان اميركا لن تتورط ثانية في البحث عن اشخاص هناك لأنها لقنت درساً في السابق". وتركز الجهود الآن على علاقة "الاتحاد الاسلامي" بالنظام المصرفي الذي يسمح للصوماليين في الخارج بتحويل الاموال لذويهم. ويخشى الديبلوماسيون ان يستغل بن لادن هذا النظام لينقل الاموال لمؤيديه حول العالم. ويعتبر تأليف الحكومة الانتقالية العام الماضي الخطوة الجدية الاولى لاقامة ادارة مركزية. وطالب اعضاء هذه الحكومة الاممالمتحدة بمساعدتهم لتسوية الاوضاع في البلاد ومحاربة الارهاب. ولاقى الطلب اصداء لدى سفير فرنسا في الاممالمتحدة جان دافيد ليفيت الذي حذر من ان الصومال ستصبح "افغانستان ثانية" ان لم تتم مساعدتها.