سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المقارنة السريعة بين استشهاديي "حزب الله" ونظرائهم "الأفغان العرب" تجعل من هؤلاء أحجية غير مفهومة . اختلاف طرق السحر من حال الى اخرى والاشتراك في اليقين بالصدور عن سلطان الحق وخدمته
مَنْ يقارن إعداد "حزب الله"، الشيعي، جنوده ومقاتليه وأنصاره الشبّان للجهاد والقتال والموت، أو للعمل السياسي اليومي، بإعداد الجماعات الإسلامية السنّية، اللبنانية، مريديها وأنصارها "للجهاد في سبيل الله"، يخرج من المقارنة مشككاً في قوة البواعث السنّية على إقناع المريدين بطلب الموت شهادة، والسعي في مثل هذا الطلب. فالسِّيَر التي يرويها الناشطون او المناضلون الاسلاميون السنّة، ويتناولون فيها حوادث حياتهم التي حملتهم على اعتقاد الجهاد، والانضمام الى المجاهدين ومنظماتهم، والمغامرة بحياتهم في اعمال امنية او عسكرية الأرجح ان تنتهي بمقتل المقبلين عليها - هذه السّيَر قلّما تقنع من يقرأها او يسمعها بكفايتها دليلاً على يقين اصحاب السّيَر هذه بالشهادة، وإرادتهم الشهادة. وهذا على خلاف سيَر أنصار "حزب الله" ومجنّديه. فاللون الغالب على سيَر أنصار "خلايا القاعدة"، على ما سمّيت حركة بسام الكنج، "ابو عائشة"، امير الشبّان والفتيان الطرابلسيين الذين هربوا الى جوار طرابلس الجبلي وقُتل بعضهم به في الايام الاولى من العام 2000، هو اللون الرمادي. وهذا الرمادي بعيد من الأحمر القاني والمتوهج الذي يصبغ سير "عشاق الشهادة" من انصار "حزب الله"، بصبغته، قتلوا ام لم يقتلوا. فأنصار "خلايا القاعدة"، او مريدو "عصبة الانصار" و"أميرها" احمد السعدي الملقب "ابو محجن"، ولو لوّحوا بتنقلهم بين ساحات قتال حقيقية، من افغانستان الى البوسنة والهرسك فبلاد الشيشان، وتباهوا باحرازهم انتصارات لا جدال فيها ولا في آثارها القريبة والبعيدة، ينقصهم النَفَس الملحمي الذي لا رواية مقنعة ومتصلة ومتراكمة إلاّ به. ومن الأمثلة القليلة، للأسف على طريقة عمل "الخلايا" او "الأنصار"، ما يرويه قاضي التحقيق في حوادث الضنية، حاتم ماضي، في قراره الاتهامي "الحياة"، في 18 ايلول/ سبتمبر الماضي الى 21 منه. فإذا التقى واحدهم الآخر، على ما حصل لعمر إيعالي 31 سنة، في 1994 وبسام الكنج 30 سنة، وتوطدت العلاقة بينهما، على حسب رواية المحقق، "راح بسام يطلع عمر إيعالي على المحاضرات عن الجهاد في افغانستان، وعلى سفره الى تلك البلاد، ومشاركته في القتال فيها، وفي البوسنة والهرسك، ومحاولته المشاركة في القتال في الشيشان". ومن يُدِلّ بمثل هذا السجل ينتهي به الأمر الى "التساؤل" المتواضع والضئيل: "لماذا لا تتألف جماعة تكون لها نواة جهادية؟ ولماذا لا يتم البدء بتحضير الشباب المسلم في لبنان تحضيراً يحميهم من التعرض لما يتعرض له المسلمون في البوسنة والهرسك وأفغانستان والشيشان من اضطهاد؟" وكأن هذا التساؤل، على تواضعه وضآلته، وهو اقل بكثير من المقدمة او السابقة التاريخية التي يبني عليها الساحات الاسلامية - وهي لا تحصي فلسطين ولا تعتبر جنوبلبنان ساحة ولا سابقة، كأنه يتخطى الآمال المتاحة والمعقولة، فينعطف، ممعناً في التواضع والانكسار، الى تساؤل آخر: "لماذا لا يكون في لبنان معهد وإذاعة خاصة بعد ان اقفلت الدولة اللبنانية جمعية الهداية والاحسان في طرابلس؟" في منتصف 1997. فالغايات التي يسعى فيها الشبّان الطرابلسيون، ويحرضون على بلوغها، ويجعلون منها واسطة الى تأجيج نخوة الجهاد في قلوب الأنصار والمريدين، غايات باردة او فاترة، إذا صحّت العبارة. او هي تبدو على هذا النحو لمن يتوقع من "جماعة اسلامية" تدعو الى الجهاد ان ترفع غايات وشعارات تضج بالرموز والأصداء التاريخية الكبيرة. ولعل اول ما يستوقف في هذه الدعوة وقد يكون السبب في ذلك صدور الرواية عن قاضي التحقيق وليس عن الشبّان الاسلاميين انفسهم قربها، زمناً ووقتاً، من الحوادث التي تستعملها في تحريضها، وانقطاعها، تالياً، من حوادث التاريخ الاسلامي القريبة او البعيدة. فالتذكير بإقفال إذاعة "صوت الحق" - ونجم عن اقفالها سقوط قتيل في صفوف الاسلاميين الذين تصدوا للقوى العسكرية - والإلماح الخجول الى لجم حركة التوحيد الاسلامي وعلى رأسها ابن "اميرها" الأول بلال سعيد شعبان قرينة على وقوع الاضطهاد على مسلمي لبنان، والتنديد بإعدام بعض مَنْ دينوا باغتيال الشيخ نزار الحلبي من جمعية المشاريع الخيرية الاسلامية وعُرف انصارها ب"الأحباش" نسبة الى شيخهم، الحبشي الهرري اليمني، هي مادة تحريض الجماعة الناشئة على الدولة اللبنانية و"اضطهادها". وهي مادة فقيرة، تخاطب ذاكرة ناضبة، ولا يحدوها حاد قوي الى آت "عظيم" يبعث ماضياً مجيداً ويستحق بذل المهج والأرواح في سبيله. فإذا تلفت الواحد صوب دعاوة "حزب الله" وقع على "تعبئة" من ضرب مختلف وقد يكون السبب في الاختلاف استقاء نماذج الدعاوة من مصدرها الحزب اللهي نفسه. والقرينة الأولى على الاختلاف مكانة المطبوعة المكتوبة ومحلها من دعاوة الحزب الخميني. فالحزب تسبقه مطبوعاته ومنشوراته وخطب مشايخه وألسنته، ويكاد يغرق في طوفانها، لا سيما في الوقت الذي سبق تمكينه من البث الإذاعي ثم من البث المتلفز. على حين ان ما ضبط من قراءات "الجماعة الاسلامية الجهادية" على ما نوى بعض اصحاب "ابو عائشة" تسميتها وكتبها لا يتجاوز عدده الكراسات الأربع او الخمس. ولا يقتصر الفرق على الكمّ والعدد، بل يتعداهما الى الطريقة والمعنى. فإذا شاء "حزب الله"، في 1986، الاحتفال بسقوط نزيه قبرصلي، الفتى الصيداوي 14 عاماً الذي قتل في الشهر الأول من 1984 في احدى المواجهات اليومية مع القوات الاسرائيلية قبل انسحابها الى "الحزام"، لبس للإحتفال ألوانه، وجلا لغته، ورفع أعلامه وأقواسه. فكتب محرر "العهد"، نشرة الحزب يومها: "قبرصلي. والاسم يختزن تاريخاً، والتاريخ ينشئ أمماً". فالموت الشهادة معلم. وهو الباب الى الأمة كلها، تاريخاً "وجسماً كبيراً"، على قول احد الخمينيين الأوائل. والنسبة الى "الإسلام"، من غير وسيط، تصل "ختام" حياة الشهيد ب"مطلعها"، على ما قال الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري في مرثية حسينية يا واصلاً من نشيد الخلود/ ختام القصيدة بالمطلع. فمصرع الشهيد هو تاريخ ولادته الاسلامية والنضالية. وعلى مثال "الحسين"، وهو مثال خالص ومحض، يؤبن كل قتيل يمت بقرابة سياسية الى المؤبِّنين: "أواه فتى الإسلام! كم في النفس من نجى، وكم في العين من قذى ... قبرصلي! يا الحب يقتلني طوعاً. يا الحياة تدميني لوعة. يا الجرح النازف عطفاً". وتكرّ سبحة المعاني والكلمات التي تصل القتيل بهويته الاسلامية المفترضة: "فاسم المقاومة الاسلامية كان يلعقه اطفال الجنوب حليباً في عاشوراء النبطية ... والحسينيات والجوامع حيث تغدو المئذنة صاروخاً يُسقط العنجهية الصهيونية بالتهليل والتكبير ... كان الاسم يطلع من أنين نسوة الجنوب، ومن الشيوخ، والشباب ...". ويعطف المؤبِّن الناعي وصاحب البشارة قتيله اليوم على القتلى كلهم، وهو يبتدئ ب"الحسين" وعاشوراء. فيمر براغب حرب، "شيخ الشهداء" و"جدّه الحسين"، وهو نسب معنوي، فحرب لم يكن من السادة الحسينيين او الموسويين، ويعرّج على حسن قصير، صريع احدى عمليات "حزب الله" قبل ان يستوي على الاسم والصفة الأولى، ويحيّي بلال فحص الأملي، نسبة الى "أمل" و"أبو زينب"، كنية الرجل الذي قاد شاحنة مقر "المارينز"، وأحمد قصير مهاجم مقر الحاكم العسكري الاسرائيلي بصور. فيَجمع التأبين الاحتفالي في مادة واحدة روافد المعاني والصوَر والكلمات من كل الجهات: من "الجنوب" و"الفتوة" و"المئذنة" و"الاسلام" الجامع: التكبير والشهادتان. فقبرصلي مسلم سنّي الى "مواكب الشهداء"، بين طليعتها المفترضة وآخر ركبها الموقت. ويمزج التأبين المادة المركّبة هذه، والكثيرة المصادر والطبقات الزمنية، في لغة "أدبية". فيتوجه على من يؤبن على مرأى من الجمهور ومسمع منه، بالمخاطبة والتسمية الحميمة "يا الحب ... يا الحياة ... يا الجرح...". ويستعير من مختارات الكتابة الأدبية ونصوصها المحفوظة والمتناقلة نماذجه نجى النفس، وقذى العين، واللوعة التي تدمي.... ولن يتأخر "حزب الله"، وصحافته ودعاوته، كثيراً في توسيع المعاني والصوَر، فيُدخل فيها الكون وأشياءه. فيكتب احد محازبيه في تأبين أخ شهيد: "كفرصير اسم بلدة جنوبية رحّلي الليالي الحالكات عنك، اتشحي بضياء الشمس، وبهاء القمر ... ارتدي اجمل ما لديك من حرائر ... انتظريني هناك على حافة النهر ... دعي حقول التبغ، والخارجين لقطافه على ألحان طلوع الصبح، وهذا التراب الطري الأبيّ رشّحيه بصدى أنفاسك لتستيقظ الشقائق والفراشات على دغدغة الشمس وحنين المواويل". وتمتلئ سيَر أبطاله وقتلاه بالرؤى والمنامات والبشائر والنذر والزيارات بعد الموت. فأحد هؤلاء، في 1989، "صلّى، وغفا غفوة رأى فيها ابن عمه الشهيد يدعوه للقاء، ويحثّه للقدوم...". ويرمي الشاب حاجزاً إسرائيلياً، على رواية النشرة، حجراً، "قيل ان طفلاً من غزة رآه". وما يبدو مجازاً او تمثيلاً سرعان ما ينقلب "حقيقة": "أهله قالوا انه يأتيهم في كل ليلة جمعة". ولا تحصى الرؤى التي تعيد القتيل الى قبلات أمه، وعناق اخته، وشوق اخيه الذي يصغره، وانتظار ولده او اولاده. ولا تحصى المنامات التي تحمل الأم او الوالد او الأخ او الأخت الى "قصور" الجنة، حيث يحل الأبن او الأخ، ويسع الزائر ان يسأل عنه تارة "حسيناً" وتارة ثانية "زينب"، وثالثة "العبّاس"... ومثّلت "تعبئة" الحزب الشيعي والخميني على الاستعارات هذه بمواكب تشييع حاشدة، وظللت المشيّعين بالأعلام "أعلام الإسلام"، الإيرانية، وأوكلت الحداء الى جوق قرّاء مجالس العزاء الحسينية، وتقدمت المواكب فرق اللطم، وسارت النسوة في العباءات السود جماعات، ومشى الموكب في طرقات كان يمشيها الفقيد إذا أمكن، وتصدر اهل الفقيد الموكب وحاطهم أعيان الحزب وقادته، وأطلّت على المشيّعين صوَر السابقين الى الشهادة. فإذا انتهى الموكب الى الحسينية، بعد الصلاة في المسجد والدفن، تولّت الخطب، على مثال المقالات، إدراج القتيل في سبحة المعاني والصوَر التي "تخلّده"، وذلك من طريق تلخيصه في معنى واحد يضمه و"الإسلام" بين دفّتيه. وحفظت أشرطة "الفيديو" الوقائع العسكرية و"المدنية" والفنية. ونشرت الأشرطة المسجلة الخطب والأدعية والمجالس والدروس. ووسع سائق السيارة العمومية، على أي طريق كان سوقه وفي أي حي او محلة، ادارة مسجلته بخطبة جمعة، او مجلس تعزية، او بتأبين، او نشيد. وليس على ركاب السيارة إلاّ الامتثال الى سمع ما يُسمَعون. والحق ان وزن دعوة "خلايا القاعدة" بميزان تعبئة "حزب الله" يجعل من العسير على الذهن فهم إقبال من أقبل من اصحاب "ابو عائشة"، او "ابو محجن" صاحب "عصبة الانصار" المتخفي على الموت، وطلبهم الشهادة. ولكن المقارنة بين الميزانين والدعاوتين مجحفة ابتداء. فهي تقيس دعاوة الشبّان والفتيان الطرابلسيين وبعض البيروتيين والبقاعيين، على مثال "تام" وفاعل، أتيح له وقت التمام والنضوج وأعطي بعض وسائلهما، هو المثال الشيعي والإيراني. فلا مناص للنظر المقارن، والحال هذه، من الانحياز الى احدى الصيغتين، اي الى الصيغة الحزب اللهية. ويستوي المثال السنّي ناقصاً، بل جهيضاً وفاشلاً. ولا شك في ان الانحياز هذا، والحكم في الصيغة الأخرى بالإخفاق، هما قرينة على نجاح الصيغة الشيعية الخمينية في الانتصاب مرجعاً لبنانياً؟ يُرجع إليه، وتُقاس عليه التظاهرات المختلفة وتُعلّل به وبعناصره. ولكن الحال هذه، او الخطابة اللغوية والصوَرية والمعنوية الحزب اللهية، ينبغي ألاّ تغمط الحركة الطرابلسية والسنّية الجنينية حقها من النظر والقياس على نفسها. فمرجع الحركة الأفغاني والبوسني والشيشاني، والمصري من وجه آخر اغتيال السادات، يُدِلُّ إدلالاً ضافياً وقوياً بمعانٍ وصوَر لا تقل قوة وأثراً عن قوة المرجع الشيعي، وإن هو لم يتوسل الى التأثير بالخطابة الخمينية والحزب اللهية والشيعية. ولم تغفل الجماعات الاسلامية المختلفة، تلك التي يغلب على الظن اليوم ارتباطها بابن لادن وتلك التي يرجح استقلالها عنه، عن فعل خطابة الجهاد وصوت في النفوس. فأشرطة "الفيديو" التي تروي، بالصوَر، بعض وقائع الجهاد الأفغاني على وقع أناشيد حماسية، يوزعها "الأفغان العرب"، ويرجعون إليها، ويشهدونها على "أيامهم". وتشهد على هذا أشرطة كثيرة صادرتها الشرطة المصرية في مداهماتها معاقل الاسلاميين. ويشهد عليه شريط صادرته قوى الأمن الفرنسية يصوّر إجهاز جزائريين مسلّحين بالسكاكين والسواطير على ضحاياهم. وقد تكون صوَر البرجين التوأمين بنيويورك وهما يشتعلان ويهويان، الى صورة جناح البنتاغون المدمر، اقوى من الصوَر والأناشيد والمواكب الحزب اللهية، بما لا يقاس، ومرجعاً لا يُبلغ. وإلى هذا تتواتر في اخبار "النواة الجهادية الأفغانية" الإشارات الى المساجد، والتردد عليها، والاعتكاف الطويل بها، واللقاء في أفنيتها وصحونها بإخوة في الإيمان، وبمن لا يلبثون ان يقوموا من اخوتهم الحائرين مقام الناصحين والمرشدين والأدلاء الى سبيل "الإسلام الجهادي". ولا شك في ان اصحاب المساجد هؤلاء، وبعضهم يحمل في جعبته اخبار الوقائع الافغانية والبوسنية والشيشانية، وبعضهم الآخر يسعه ان يقص على مسامع متعطشة لليقين والثبات ما يصنعه اخوان لهم في الأميركيين والفرنسيين والكنديين والألمان والروس والإسبان والكولومبيين في عقر دارهم، "دار الكفر" بحسب عنوان أحد الكتيّبات التي وقع عليها التحقيق اللبناني - لا شك في ان اصحاب المساجد هؤلاء تحفّهم هالة من السحر لا تقل وقعاً عن دعاة الخمينية العراقيين الأوائل والمترددين على حسينيات برج البراجنة والشيّاح في اوائل العقد الثامن. ولعل صمم هذه الجماعات عن قرع المسألة الفلسطينية، وتركها مسألة الجنوباللبناني المحتل، ومباشرتها المقالة الجهادية من طريق "نشر الوعي الديني، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ورفع مستوى المسلمين الفكري ... والتدرب على قتال الكفّار والحكّام والأدوات الأمنية ...، وقسمة الغنائم وتنفيلها" وأحوال جثمان الشهيد بعد الموت - لعل هذا كله، وغيره مثله، من أمارات إسلامٍ، او ثقافة إسلامية تؤدي معانيها بلغة غير لغة التشيّع الخمينية، وتختلف مواردها ودلالاتها عن موارد التشيّع الخميني المعاصر ودلالاته. ولا شك، في ضوء الزلزلة الأميركية، ان الموارد والمعاني والدلالات "الأفغانية" او اللادنية إذا صحّت نسبتها الى الداعية لا تقل فعلاً وأثراً في نفوس اصحابها الشبان والفتيان عن الفعل والأثر الحزب اللهيين والخمينيين، على رغم اختلاف طرق السحر ومسالكه من حال الى اخرى. ففي الحالين يشترك المقاتلون في يقين قوي بأن طاعة صاحب الأمر "الأمير" فرض لازم، وبأن المطيع يشتري نفسه لقاء كسبه للأمة سلطاناً على العالمين لا يحد ولا قيد عليه. فالإقدام على الموت والقتل والتدمير، طاعة، هو قرينة على سلطان الحق، وعلى ان قاتل نفسه طوعاً، غير هياب موته، إنما هو في خدمة سلطان الحق هذا. وعلى العالمين الامتثال لأمره. * مدرّس العلوم الاجتماعية في الجامعة اللبنانية.