} مع اكتمال الاستعدادات العسكرية الأميركية لضرب أفغانستان، سعت واشنطن الى اضفاء طابع انساني على تحركها، يخفف وطأة ما قد يتعرض له الأفغان المحتجزون بين ناري "طالبان" والضربة الوشيكة. واعلن الرئيس جورج بوش تقديم مساعدة بقيمة 320 مليون دولار للاجئين الافغان، فيما كشفت الادارة انها بصدد مشروع "مارشال" لإعمار آسيا الوسطى، يكون بمشاركة دولية وبرعاية الأممالمتحدة. وعلى الصعيد العسكري، أعلنت المانيا أمس انها لن تكتف بتقديم مساعدات مالية للتحالف الدولي، وعرضت مشاركة عسكرية، ربطتها بموافقة البرلمان. } برلين - اسكندر الديك واشنطن، مدريد - أ ف ب، رويترز، أ ب - علن الرئيس الاميركي جورج بوش ان الولاياتالمتحدة ستقدم مساعدات انسانية بقيمة 320 مليون دولار للتخفيف من آثار مشكلة اللاجئين في افغانستان والتي تتفاقم بسرعة نجمت عن تهديدات بعمل عسكري اميركي ضد حركة "طالبان". وقال بوش في خطاب في مقر وزارة الخارجية: "هذه طريقتنا في القول اننا، بينما نعارض بقوة وحزم نظام طالبان، اصدقاء للشعب الافغاني". وقال مسؤولون في وزارة الدفاع الاميركية البنتاغون ان الوزارة تخطط، في اطار ما اعلنه بوش، لاسقاط معونات غذائية بالمظلات في افغانستان. لكنهم امتنعوا عن الخوض في تفاصيل الخطة، قائلين ان ذلك قد يمثل خطرا على طائرات الشحن العسكرية. واوضح بريان ويتمان الناطق باسم البنتاغون ان مثل العمليات ستكون يومية ويتم فيها اسقاط اغذية تكفي شخصا ليوم واحد. كذلك أعلن مسؤولون أميركيون كبار أمس ان الولاياتالمتحدة تفكر في اعادة اعمار افغانستان بمساعدة المجتمع الدولي، على غرار مشروع "مارشال" لأوروبا نهاية الحرب العالمية الثانية. وينوي الرئيس جورج بوش زيادة المساعدات الاميركية لافغانستان. وكان قرر نهاية الاسبوع الماضي اعطاء مبلغ اضافي قدره 25 مليون دولار للاجئين الافغان، ليرفع مساعدات الولاياتالمتحدة الى أكثر من 205 ملايين دولار، بما فيها مبلغ 8.32 مليون دولار اعطيت خلال الاسابيع الماضية. ونوقش هذا الموضوع أول من أمس خلال غداء شارك فيه وزير الخارجية الاميركي كولن باول واعضاء لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ. وقال رئيس اللجنة جوزف بيدن ديموقراطي عن ديلاوير: "من الضروري ان يشارك العالم في اعادة اعمار هذا البلد" الذي مزقه عقدان من النزاعات وربما يتعرض مجدداً لعمليات عسكرية أميركية. وأضاف: "ان على المجتمع الدولي الا يكتفي بتقديم الغذاء ويذهب"، معرباً عن رغبته في بذل جهد طويل المدى "بتفويض من الاممالمتحدة". وقال: "يجب ان يكون هناك التزام قوي من الولاياتالمتحدة لمساعدة افغانستان مع دول اخرى في جنوب آسيا ووسطها، لمواجهة مشكلات اقتصادية وغذائية خطيرة في المستقبل". وقال باول من جانبه، ان الولاياتالمتحدة توجه انظارها الى اليابان، القوة الاقتصادية الاولى في آسيا لتقديم مساعدة مالية لاعادة اعمار افغانستان، بعدما يتسلم السلطة فيها "ائتلاف واسع" تدعمه واشنطن. واقترح النائب الجمهوري اد رويس انشاء "اذاعة افغانستان الحرة" لبث برامجها الى افغانستان. واعتبر في بيان ان من "الملحّ" انشاء هذه الاذاعة "لاطلاع الشعب الافغاني على حقيقة نظام حركة طالبان" . على صعيد آخر، نفت صحيفة "واشنطن بوست" أمس معلومات نشرتها أول من أمس، مفادها ان وحدات من سلاح المشاة الاميركي ارسلت الى اوزبكستان وطاجيكستان. مشاركة ألمانية وعلى صعيد بناء التحالف العسكري، صرح وزير الدفاع الألماني رودولف شاربينغ بانه يتوقع مشاركة جنود ألمان في طائرات الاستطلاع والتجسس "أواكس" في اطار الدعم الذي سيقدمه حلف شمال الأطلسي للولايات المتحدة. وقال لصحيفة "بيلدتسايتونغ" امس، ان الوقت لن يطول كثيراً حتى يبدأ اعضاء الناتو دعمهم لواشنطن". وأضاف: "لذلك نحتاج الى موافقة البوندشتاغ" مجلس النواب عملاً بأحكام الدستور. وأكد ان الجيش الالماني قادر في جميع الاحوال على "تقديم دعم ملائم في مكافحة الارهاب". وخلص الى القول "لذلك لن تحصل مساومة على موضوع ارسل مالاً بدلاً من الجنود". وعقّب قائد الجيش الألماني الجنرال كلاوس راينهاردت على لائحة الطلبات التي قدمتها الحكومة الأميركية الى الاطلسي بالقول انها "مناسبة ومعتدلة وعقلانية جداً". وأضاف انه الى جانب "أواكس" يمكن الجنود الألمان المشاركة في وحدات البحرية الأميركية، ويمكن الجيش الألماني ايضاً تأمين حماية القوات الأميركية ومنشآتها في المانيا. وكان المستشار الألماني غيرهارد شرودر أعلن أول من أمس ان الولاياتالمتحدة طلبت من حلفائها الأوروبيين، ومن ألمانيا حقوقاً غير محدودة لاستخدام المطارات والخطوط الجوية والاستطلاع في الأجواء والتعاون على جمع المعلومات. وحذرت المستشرقة الألمانية والباحثة في الإسلام آنماري شمل، الحاصلة العام 1995 على جائزة السلام لدور النشر الألمانية، من ضربة عسكرية أميركية لأفغانستان، قائلة ان مثل هذا العمل "سيزعزع الاستقرار في كامل المنطقة ويقوي الانقسام بين الدول الإسلامية والغربية". وقالت شمل التي لها شهرة واسعة في العالمين العربي والإسلامي لصحيفة "برلينر مورغن بوست" امس انها ترفض بحزم "حرب القنابل" ضد افغانستان. في مدريد، أكد وزير الخارجية الاسباني جوزيب بيكيه أول من أمس ان اسبانيا ستعطي الاولوية "لمكافحة خطر الارهاب" خلال ترؤسها الاتحاد الاوروبي من كانون الثاني يناير حتى نهاية حزيران يونيو 2002. وأضاف وزير الخارجية امام اللجنة المشتركة للاتحاد الاوروبي في مجلس الشيوخ الاسباني ان هذه الاولوية ستترجم "علاقات جديدة" بين الاتحاد الاوروبي وحلف شمال الاطلسي عبر "صوغ مفاهيم استراتيجية". وعن مخاطر مكافحة الارهاب، قال الرئيس الجورجي ادوارد شيفاردنادزة ان العمل العسكري امر حتمي في هذا الخصوص، لكنه ينطوي على خطر جعل المشكلة أكثر سوءاً.