واشنطن، برلين، لندن - أ ف ب، يو بي آي – أفادت صحيفة «نيويورك تايمز» بأن حركة «طالبان» في أفغانستان تدير شبكة مالية متطورة لتمويل عملياتها، وتجمع مئات ملايين الدولارات من تجارة المخدرات وعمليات الخطف والابتزاز والتبرعات الخارجية التي يؤكد مسؤولون أميركيون انهم يكافحون لقطع الطريق على وصولها، لكنهم يعترفون بصعوبة عملهم. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين وأفغان قولهم إن «طالبان فرضت في أفغانستان نظاماً خلاقاً من أجل زراعة ورعاية وشحن الأفيون ومحاصيل اخرى. وأشار هؤلاء إلى ان قادة «طالبان» أرسلوا أشخاصاً لجمع تبرعات من دول اسلامية، من أجل إبقاء صناديق المتمردين مليئة بالأموال. وقدرت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي أي اي) أخيراً في تقرير سري ان قادة «طالبان» وشركاءهم تلقوا 106 مليون دولار من متبرعين خارج أفغانستان العام الماضي. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين آخرين في الأممالمتحدة ووزارة الدفاع الأميركية ان عائدات «طالبان» السنوية تتنوع ولا تعتمد فقط على تجارة المخدرات التي توفر وحدها بين 70 و400 مليون دولار سنوياً، «ما يعرقل الجهود التي تبذلها القوات الأميركية والحلف الأطلسي (ناتو) لإضعاف حركة التمرد». وقال النائب الديموقراطي آدم سميث: «لا اعتقد بأننا نستطيع القيام بالكثير لقطع مصادر تمويل طالبان حالياً. بالطبع يجب أن نحاول، لكن الأمر أكثر تعقيداً من أن نستطيع وقفه». وأعلنت الصحيفة ان قدرة «طالبان» على جمع المال تعقد قرار إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما في شأن إرسال مزيد من القوات الأميركية إلى أفغانستان، و «حتى في حال أوقفت أميركا وحلفاؤها تدفق الأموال لطالبان، فإن تأثير هذا الأمر غير واضح، اذ ان تدريب وتجهيز وتمويل المتمردين في أفغانستان الفقيرة لا يكلف كثيراً، خصوصاً ان المقاتلين يتقاضون بين 200 و500 دولار شهرياً، كما ان رشوة المسؤولين الحكوميين والأمنيين الأفغان امر غير صعب». وكشفت «نيويورك تايمز» ان المسؤولين الأميركيين فوجئوا حين علموا في الشهور الاخيرة بأن التبرعات الخارجية، وليس الأفيون، هي مصدر التمويل الأكبر ل «طالبان». وأشارت إلى ان مصدر التمويل الثالث ل «طالبان» هو النشاط الإجرامي الذي يشمل الخطف وتقاضي دفعات حماية من أعمال شرعية. وأوردت ان الولاياتالمتحدة أنشأت وحدتين جديدتين لإعاقة شبكات الاتجار غير الشرعية والتمويل غير الشرعي، تحمل واحدة اسم «خلية خطر التمويل الأفغانية» وتتمركز في قاعدة باغرام الجوية شمال كابول، والثانية «قوة التمويل غير الشرعي» تتخذ من واشنطن مقراً لها، وتهدف إلى رصد وإعاقة الشبكات المالية التي تدعم الإرهابيين وتجار المخدرات في المنطقة. على صعيد آخر، أفادت صحيفة «واشنطن بوست» بأن عدداً متزايداً من المجندين الغربيين وبينهم اميركيون يغادرون الى افغانستانوباكستان للمشاركة في معسكرات تدريب عسكري للناشطين الاسلاميين. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين اوروبيين واميركيين في مجال مكافحة الارهاب ان تدفق المجندين تواصل الى حد كبير، على رغم الحملة الكبيرة التي اطلقتها وكالة (سي آي اي) العام الماضي للقضاء على قادة تنظيم «القاعدة» و «طالبان» في هجمات صاروخية شنتها طائرات استطلاع تعمل من دون طيار. ونقلت الصحيفة عن مصادر امنية المانية ان 30 مجنداً على الاقل غادروا البلاد الى باكستان منذ كانون الثاني (يناير) الماضي، وان 10 منهم عادوا الى المانيا هذه السنة، ما يثير مخاوف من احتمال وضع مخططات جديدة لضرب مصالح اوروبية. ولفتت «واشنطن بوست» الى ان اجهزة الامن الالمانية وضعت في حال تأهب عالية منذ الشهر الماضي، حين وزعت مجموعات متحالفة مع «طالبان» و «القاعدة» اشرطة فيديو تحذر فيها من ضرب مصالح المانية في حال لم تسحب الحكومة قواتها من افغانستان.