غادرت الرياض في وقت متقدم ليل أول من امس اول رحلة سعودية الى الولاياتالمتحدة، بعد احداث 11 أيلول سبتمبر الماضي، وعلى متنها 22 راكباً بينهم 13 سعودياً اوميركيان وبريطاني وكولومبي واندونيسي وهندي، اضافة الى راكبين باكستانيين. وأقلعت الرحلة "SV0035" من الرياض في الساعة العاشرة و15 دقيقة مساء في طريقها الى جدة حيث واصلت تحليقها من هناك باتجاه نيويورك ثم واشنطن. وسيذكر ركاب هذه الرحلة وبخاصة الركاب المسافرين الى واشنطن، انها اطول رحلة جوية في حياتهم، إذ استغرقت نحو 24 ساعة وكانت تصل الى وجهتها في الحالات العادية خلال 17 ساعة. خضع الركاب لاجراءات امنية مشددة، وخصص لهم "كاونتر" مستقل عن بقية الرحلات احيط بطاقم امني فتش الجميع، بمن فيهم موظفو "الخطوط الجوية العربية السعودية". وحضر عدد من مسؤولي شركة الطيران السعودية للاشراف على سير العمل، بينهم نائب مساعد المدير العام للاقليم الاوسط عيد الكلابي. وكان لافتاً وجود لوحات ارشادية جديدة في مطار الملك خالد الدولي في الرياض بينها لوحة كتب عليها: "المسافرون الى اميركا"، وثانية تحدد عدد ومقاسات الحقائب التي يحق للمسافر حملها معه داخل الطائرة، وتسهيلاً لذلك زودت اللوحة بأماكن لقياس الحقائب. وجاء في التعليمات انه يحق لركاب الدرجة الاولى "حقيبة يدوية واحدة او حقيبة سحاب شرط ان لا يزيد مجموع ابعادها عن 115 سم"، كما يحق لهم حمل "حقيبة بدل واحدة لا تزيد سماكتها عن 11سم" اضافة الى حقيبة مستندات واحدة، فيما حددت اللوحة لركاب الدرجة السياحية الحق في "حمل حقيبة يد واحدة او حقيبة سحاب لا يزيد مجموع ابعادها عن 115 سم". والتقت "الحياة" بعض المسافرين، فقال الراكب عبدالعزيز بن طالب انه يحضر رسالة الماجستير في ادارة المنظمات الخيرية في جامعة "جورج ميسون" في ولاية فيرجينيا، وأنه عاد الى الرياض بعد احداث 11 ايلول سبتمبر الماضي وهو الآن في طريقه الى أميركا لمواصلة دراسته. وعما اذا كان خائفاً من العودة، خصوصاً ان زوجته ترافقة، رد بن طالب بسؤال استنكاري: ولماذا اخاف؟! وذكر انه عاش الايام الاولى للاحداث في ولاية فيرجينيا، وانه "قدَّر ويقدِّر الوضع النفسي الصعب للشعب الاميركي" جراء الضربة، لافتاً الى ان المواطن الاميركي "انسان متفهم" وزاد: "لنتذكر ان ما حدث كان مصاباً كبيراً لهذا على العرب المسلمين بخاصة الطلاب المقيمين في اميركا ان يتجنبوا الخروج ليلاً وارتياد الاماكن المشبوهة واماكن التجمعات". والقى المسؤولية على القيادات الاسلامية في اميركا لتحسين صورة العرب والمسلمين هناك. وأكد انه بعد الهجمات وعلى رغم ملامحه العربية لم يغير برنامجه اليومي، وانه كان يخرج الى الاماكن العامة ولم يتعرض لأي نوع من المضايقات او التمييز، ولفت الى ان "الرأي العام الاميركي تجاه العرب والمسلمين منقسم الى قسمين، وان الذين يناصبون العرب والمسلمين العداء من الهامشيين"، مشيراً الى أن الانسان الاميركي بطبعه يجهل ثقافات الآخرين ولكنه يعرف فييتنام والصومال جيداً. وقال راكب سعودي آخر رفض الافصاح عن اسمه ان سبب سفره واولاده الى اميركا هو زيارة زوجته الاميركية. وأضاف انه يتردد كثيراً على الولاياتالمتحدة ولم يتعرض لأي مضايقات في السابق، لكنه ابدى هذه المرة تخوفه، "ليس من السلطات الاميركية، بل من الاميركيين الذي امتلأوا غضباً على كل ما هو عربي ومسلم". وزاد انه يعمل في "الخطوط الجوية العربية السعودية" و"سيحاول ان يتحاشى الظهور في الاماكن التي من الممكن ان يتعرض فيها للأذى"، مؤكداً ان "من واجبنا تقدير ما حدث لهم في 11 أيلول الماضي". ورفض راكب سعودي ثالث الحديث الى "الحياة" متعللاً بأنه لا يريد ان يتعرض لأي مشاكل، خصوصاً ان "الحياة" "مقروءة من السلطات الاميركية"، واشار احد اقرباء الطالب السعودي الذي حضر لوداعه في المطار الى ان "السبب في رفض قريبه الحديث، هو تعرضه خلال عودته الى المملكة للتحقيق من رجال مكتب التحقيقات الفيديرالي"، ولفت الى ان ابن عمه "تعرض لتعذيب نفسي على يد السلطات الاميركية" لمجرد انه سعودي الجنسية.